ما الفرق بين معجزة محمد عليه السلام ومعجزات الأنبياء السابقين
المعجزات
بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين إلى أقوامهم لدعوتهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وترك ما كان عليه بعضهم من الكفر والضلالة، وقد أيّد الله سبحانه أنبياءه ورسله بعددٍ من الآيات إكرامًا لهم وتأييدًا لهم في دعوتهم، وعرّف العلماء والمفسّرون المسلمون المعجزة بأنّها أمرٌ خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد نبيّ من أنبيائه، أو رسولٍ من رسله، متحدّيًا فيها خلقه على أن يأتوا بمثلها، مؤيّدًا بها أنبياءه في دعوته لأقوامهم .
معجزات الأنبياء والمرسلين
قد أيّد الله تعالى أنبياءه ورسلة بكثيرٍ من المعجزات والآيات التي كانت سندًا لهم في دعوتهم، فقد أيّد الله سيّدنا موسى -عليه السّلام- بمعجزات كثيرةٍ ومنها معجزة العصا التي تتحوّل إلى ثعبانٍ مبين، وكذلك يده التي تخرج بيضاء للنّاظرين، ومعجزة انفلاق البحر، ومعجزة إنزال المنّ والسّلوى من السّماء، كما أيّد الله سبحانه نبيه عيسى -عليه السّلام- بعددٍ من المعجزات كذلك ومنها معجزة إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى بإذن الله .
معجزة النّبي عليه الصّلاة والسّلام
أمّا نبيّ الله محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- خاتم الأنبياء والمرسلين فقد ميّزه الله عمّن سبقه من الأنبياء والمرسلين بمعجزة خالدة وهي القرآن الكريم، وهذه المعجزة هي المعجزة الأساسيّة للنّبي الكريم على الرّغم أنّ المؤرخين يذكرون معجزاتٍ أخرى له ومنها حنين الجذع إليه وهو يخطب على المنبر .
الفرق بين معجزة النبي ومعجزة الأنبياء السّابقين
- إنّ معجزات الأنبياء والمرسلين من قبل هي معجزات حسيّة مادّية مشاهدة كان يراها القوم ويتلّمسوا حقيقتها بمشاهدة أعينهم، ومثال على ذلك ناقة صالح -رضي الله عنه-، وثعبان -موسى عليه السّلام- الذي التقم ثعابين السّحرة على مرأى النّاس أجمعين، بينما تختلف معجزة القرآن الكريم في كونها معجزة تدرك إعجازها العقول حينما تتبيّن وجوه الإعجاز اللّغويّ والعلميّ في آيات القرآن الكريم وسوره والتي لا يستطيع إنسٌ أو جان على أن يأتي بسورةٍ من مثلها .
- إنّ معجزة القرآن الكريم هي معجزةٌ باقية إلى قيام السّاعة وليست محدّدة بوقتٍ وزمانٍ معين، بينما معجزات الأنبياء والمرسلين انقضت في وقتها أو بموت النّبي صاحب المعجزة والآية .
- إنّ معجزة القرآن الكريم هي وحي بينما معجزات الأنبياء من قبل لم تكن كذلك، ويترتّب على هذا الأمر أن يكون المسلمون أكثر النّاس يوم القيامة، ويكون النّبي محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- أكثر الأنبياء والمرسلين اتباعًا كما في الحديث: (ما من الأنبياءِ من نبيٍّ إلا قد أُعْطِيَ من الآياتِ ما مثلُهُ آمنَ عليه البشرُ . وإنما كان الذي أُوتيتُ وحيًا أوحَى اللهُ إليَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرَهُم تابِعًا يومَ القيامة )[صحيح مسلم].