ما هو وباء ايبولا
وباء إيبولا
يُمثِّل مرض فيروس الإيبولا (بالإنجليزيّة: Ebola virus disease) المعروف أيضاً بمصطلح حُمَّى الإيبولا النزفيّة (بالإنجليزيّة: Ebola hemorrhagic fever) أحد الأمراض الخطيرة، والتي قد تتسبَّب بالوفاة في حال إبقائها دون علاج، إذ تبلغ نسبة الوفيّات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض حوالي 50%، وقد تراوحت هذه النسبة في حالات تفشِّي المرض في الماضي بين 25-90%، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا المرض قد ينتقل من الحيوانات البرِّية إلى البشر، أو قد تنتقل العدوى من إنسان إلى آخر، وفيما يتعلَّق بتاريخ مرض فيروس الإيبولا فيُذكَر بأنَّ أوَّل ظهور له كان في عام 1976م، إذ ظهر على هيئتين فاشيتين (بالإنجليزيّة: Outbreaks) متزامنتين في وقتٍ واحد، إذ حدثت إحداهما في قريةٍ بالقرب من نهر إيبولا، ومن هنا جاءت التسمية.[1]
أعراض وباء إيبولا
تبدأ أعراض مرض فيروس الإيبولا بالظهور في العادة خلال 8-10 أيّام من التعرُّض للفيروس، وقد يحدث ذلك خلال يومين إلى 21 يوماً من التعرُّض له،[2] وفي هذا السياق يُشار إلى أنَّ الفيروس لا ينتقل من شخص إلى آخر حتى ظهور الأعراض، وبشكلٍ عامّ يُمكن بيان أعراض هذه العدوى على النحو الآتي:[3]
- الأعراض المُبكِّرة، وتتضمَّن ما يأتي:
- الأعراض اللاحقة، وتشمل ما يأتي:
- ألم العضلات.
- صُداع الرأس.
- التعب.
- الحُمَّى.
- التهاب الحلق.
- الضعف.
- المعاناة من الإسهال.
- ظهور كدمات أو نزيف غير مُبرَّر، مثل: نزيف الأنف، أو احمرار العيون، أو البول، أو الإسهال الدموي.
- الغثيان.
- آلام المعدة.
طرق انتشار وباء إيبولا
يعتقد العلماء بأنَّ فيروس الإيبولا ينتقل إلى الإنسان من خلال التلامس المباشر مع الحيوانات، بحيث ينتشر فيما بعد بين الأشخاص، وبشكلٍ عامّ ينتشر الفيروس من خلال الاتصال المباشر مع العوامل الآتية:[4]
- الأشياء المُلوَّثة بسوائل جسم شخص مُصاب، أو مُتوفَّى نتيجة العدوى بهذا الفيروس، مثل: الإبر، والمحاقن.
- الدم، أو سوائل جسم شخص مُصاب بالفيروس، أو متوفَّى نتيجة العدوى بهذا الفيروس، بما في ذلك البول، أو اللُّعاب، أو العرق، أو البُراز، أو القيء، أو حليب الثدي، أو السائل المنوي.
- السائل المنوي الخاص برجل تعافى من الإصابة بفيروس الإيبولا، إذ قد يبقى الفيروس في المني حتى بعد التعافي في العديد من الحالات.
- خفاش الفاكهة، أو القرود المُصابة بهذه العدوى.
تشخيص وباء إيبولا
تُشكِّل العيِّنات المأخوذة من مرضى الإيبولا خطراً بيولوجيّاً شديداً وِفقاً لمنظمة الصحَّة العالميّة، وعليه يجب إجراء الاختبار في أعلى حدٍّ من ظروف الاحتواء البيولوجي، ويجدر بالكادر الطبِّي استبعاد الإصابة بالأمراض الأخرى قبل تشخيص الإصابة بفيروس الإيبولا، وفي حال وجود شكوك تُفيد باحتماليّة الإصابة بفيروس إيبولا؛ فيجب عزل المريض، ويتوجَّب على الكادر الطبِّي الإبلاغ بشكلٍ سريع عن وجود مثل هذه الحالات،[5] وبشكلٍ عامّ يتمّ تشخيص فيروس الإيبولا من خلال الكشف عن وجود المادَّة الوراثيّة الخاصَّة بالفيروس في دم الشخص، أو بوله، أو مسحة الحلق،[2] ويُمكن تشخيص الإصابة بهذا الفيروس بشكلٍ نهائي عبر إجراء عِدَّة فحوصات مخبريّة، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[5]
- عزل الفيروس.
- فحص الطرق المناعيّة الإنزيميّة الملتقطة لمولِّدات الضدِّ (بالإنجليزيّة: Antigen-capture enzyme-linked immunosorbent assay).
- تحليل التفاعل البوليميري المُتسلسل (بالإنجليزيّة: Polymerase chain reaction).
- فحص الطرق المناعيّة الإنزيميّة لبروتين الغلوبيولين المناعي م (بالإنجليزيّة: Immunoglobulin M)، واختصاراً (IgM).
تجدر الإشارة إلى إمكانيّة التشخيص باستخدام الأجسام المُضادَّة من نوع (IgG) و(IgM) في المراحل الأكثر تقدُّماً من المرض، أو بعد تحقيق التعافي من هذه العدوى.[5]
علاج وباء إيبولا
في الحقيقة لا يوجد أيُّ علاج أو مطعوم مُرخَّص للإيبولا في الوقت الحالي، إلا أنَّه ما زال العمل والدراسات جاريّة على مجموعة من اللقاحات والأدوية، ويجب اتخاذ الإجراءات المناسبة بشكلٍ فوري في حال الكشف عن تفشِّي العدوى في أيٍّ من المناطق، أمّا الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بهذه العدوى فيتطلَّب الأمر عزلهم، وإدخالهم إلى وحدة العناية المُركَّزة لتلقِّي العلاج المناسب، وتُعتبَر الإصابة بالجفاف أمراً شائعاً لدى مرضى فيروس الإيبولا، ويتطلَّب هذا الأمر إعطاءهم السوائل مباشرة في الوريد، وتتطلَّب خطَّة العلاج أيضاً الحفاظ على أكسجين وضغط الدم ضمن المدى الطبيعي له، مع الحرص على دعم أعضاء الجسم أثناء مُكافحة الجسم لهذه العدوى، وفي هذا السياق يُشار إلى أنَّه كُلَّما تلقَّى المريض العناية المناسبة بشكلٍ أسرع، ازدادت احتماليّة تعافيه من هذه العدوى.[6]
مضاعفات وباء إيبولا
تنطوي على الإصابة بمرض فيروس الإيبولا زيادة احتماليّة حدوث العديد من المضاعفات، ومنها: فشل الأعضاء، أو النزيف الشديد، أو اليرقان (بالإنجليزيّة: Jaundice)، أو الهذيان، أو الصدمة، أو النوبات، أو الغيبوبة، أو الموت، وفي هذا السياق يُشار إلى أنَّ المرضى الذين حالفهم الحظُّ في البقاء على قيد الحياة بالرغم من إصابتهم بهذه العدوى، لا يزالون يُعانون من مضاعفات عِدَّة قد تستغرق أشهر للتعافي منها، مثل: الضعف، أو التعب، أو الصُّداع، أو فقدان الشعر، أو التهاب الكبد، أو التغيُّرات الحسِّية، أو التهاب بعض أعضاء الجسم، مثل: الخصيتين، والعينين.[7]
الوقاية من وباء إيبولا
كما ذكر سابقاً فإنَّه لا يوجد لقاح ضدَّ فيروس الإيبولا، ويُمكن الوقاية من هذه العدوى من خلال تجنُّب السفر إلى المناطق الموجود فيها هذا الفيروس، وفي حال التواجد في المناطق التي ينتشر فيها فيروس إيبولا فيتطلَّب الأمر تجنُّب الاتصال بعدد من الحيوانات، وخاصَّة الخفافيش، والقردة، والشمبانزي، والغوريلا؛ نظراً لكونها قد تتسبَّب بانتقال فيروس الإيبولا إلى البشر،[8] كما يجدر بالعاملين في مجال الرعاية الصحِّية اتخاذ احتياطات صارمة، كارتداء مُعدَّات الوقاية تجنُّباً لمُلامستهم سوائل جسم المرضى، وإصابتهم بهذه العدوى،[6] وتجدر الإشارة إلى أنَّ فيروس الإيبولا قد يبقى في السائل المنوي حتى بعد التعافي لمُدَّة تصل إلى ستَّة أشهر، وهذا ما يتطلَّب استخدامهم للواقيات الذكريّة تجنُّباً لانتقال العدوى إلى الزوج أو الزوجة.[7]
المراجع
- ↑ "Ebola virus disease", www.who.int, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ebola virus disease (EVD)", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ↑ "Ebola Virus Disease", www.familydoctor.org, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ↑ "Transmission", www.cdc.gov, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Ebola: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ebola virus disease", www.nhs.uk, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ebola Hemorrhagic Fever (Ebola Virus Disease)", www.medicinenet.com, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ↑ "Ebola Virus Infection", www.webmd.com, Retrieved 21-5-2019. Edited.