-

ما هو حور العين

ما هو حور العين
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ما هو الحور العين

إنّ الله سبحانه وتعإاى يجازي المؤمنين يوم القيامة بأمور لا يمكن أن يتخيّلها العقل البشري، فالإنسان الصّالح المؤمن التقي الذي كان يحارب نفسهُ من معاصي الله، ويتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، فإنّ الله يكافئه على ما صبر نفسه عليه، وما لاقت من مشقّات وصعاب، وهو في الطريق إلى الله، ومن هذا الجزاء الحور العين في الجنّة.

وكلمة حوراء تأتي بمعنى المرأة شديدة البياض، وعيونها سوداء داكنة جدّاً، وتوصف بالحسن والبهاء، والحور العين فالقرآن الكريم هي النّساء التي أعدّت لأصحاب الجنّة، وجمالهنّ يفوق الخيال، وإنّ الحور العين اللاواتي يَتمتع بهنّ الرّجال من أهل الجنّة هنّ من الإناث، فهنّ زوجات لهم، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضي الله تعالى عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا... ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَتَقُولَانِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ!! ".

وهناك أيضاً الغلمان الذين يطوفون على المؤمنين في الجنّة، فالله سبحانه وتعالى قد طوى الكثير من أخبارهم، ولكنّه قال عنهم أنّهم يكونون في أحسن وأجمل هيئة، وذلك في قوله سبحانه وتعالى:" وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ "، سورة الطور/24، وقوله سبحانه وتعالى:" وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا "، الإنسان/19.

كما أخبرنا سبحانه وتعالى بأنّهم يطوفون على المؤمنين بالأكواب والأباريق، ليسقوهم من شَراب الجنَّة، قال تعالى:" يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ* لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ* وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ "، الواقعة/17ـ 21. (1)

صفات الحور العين

لقد وصف الله سبحانه وتعالى نساء الجنّة في آيات وأحاديث كثيرة، فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى:" ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون "، البقرة/، وتأتي المطهرة هنا بمعنى التي طهرت من الحيض، والبول، والنّفاس، والغائط، والمخاط، والبصاق، وكلّ شيء قذر، أو أيّ أذى يكون من نساء الدّنيا، وكذلك فإنّها تكون طاهرةً من الأخلاق السّيئة والصفات القبيحة والمذمومة، وأيضاً طهارة لسانها من الفحش والبذاء، وطهارة طرفها من أن تطمح به إلى غير زوجها، وطهارة أثوابها من أن يتعرّض لها دنس أو وسخ.

قال عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما:" (مطهّرة ): لا يحضن ولا يحدثن، ولا يتنخمن "، وقال سبحانه وتعالى:" كذلك وزوّجناهم بحور عين "، الدخان/54، وأمّا كلمة الحور فهي جمع حَوراء، وهي المرأة الشّابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين، قال زيد بن أسلم:" الحوراء التي يحار فيها الطرف، وعين حسان الأعين ".

وقال سبحانه وتعالى:" فيهنّ قاصرات الطرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان. كأنّهنّ الياقوت والمرجان "، الرحمن/56-58، حيث قال الإمام ابن القيّم:" والمفسّرون كلهم على أنّ المعنى: قصرن طرفهنّ على أزواجهنّ فلا يطمحن إلى غيرهم.ومعنى ( لم يطمثهن ) أي: لم يمسسهن، أي ولم يجامعهن أحد، فهن أبكار ".

وأمّا قوله سبحانه وتعالى:" كأنّهنّ الياقوت والمرجان "، فقد قال الحسن وعامّة المفسرين:" أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان، شبههن في صفاء اللون وبياضه بالياقوت والمرجان، ونقله ابن القيم عنهم "، وكذلك قال الله سبحانه وتعالى في وصف نساء الجنّة:" إنّا أنشأناهنّ إنشاءً فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً لأصحاب اليمين "، الواقعة/35-38، وأمّا قوله عرباً فهو جمع عروب، وهنّ الحسناوات المتحبّبات إلى أزواجهنّ، فجمع الله سبحانه وتعالى بين جمال صورتها وحسن معشرها، وهذا غاية ما يطلب من النساء، وبه تكمل لذّة الرّجل بهنّ، وأمّا قوله أتراباً، بمعنى مستويات على سنّ واحد بنات ثلاث وثلاثين سنةً.

وقد روى الإمام البخاري ومسلم أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنّة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً، ولأضاءت ما بينهما، ولنصيفها على رأسها خير من الدّنيا وما فيها "، وعن الإمام أحمد في مسنده، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، على كل واحدة سبعون حلة يرى مخّ ساقها من وراء الثياب ". (2)

أحاديث عن الحور العين

من أهمّ الأحاديث التي وردت عن الحور العين، ما ورد في الصّحيحين في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" أوّل زمرة تلج الجنّة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشياَ "، رواه البخاري ومسلم.

وحديث أنس بن مالك، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد ـ يعني سوطه ـ خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها "، رواه البخاري.

وحديث أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة: ومثل له شجرة ذات ظل، فقال: أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها... وساق حديثا، وفيه: ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت "، رواه مسلم. (3)

المراجع

(1) بتصرّف عن فتوى رقم 197887/ ماهية الحور العين وغلمان أهل الجنة/ 4-2-2013/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net

(2) بتصرّف عن فتوى رقم 5147/ صفات نساء أهل الجنة/ 5-8-2000/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net

(3) بتصرّف عن فتوى رقم 238891/ أحاديث في الصحيحين عن الحور العين/ 2-2-2014/مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net