-

ما هي سور جزء عم

ما هي سور جزء عم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سور جزء عمّ

قسّم أهل العلم القرآن الكريم إلى أربعة أقسام، وهذه الأقسام على النحو الآتي:[1]

  • الطوال: يدخل في قسم الطوال سبع سور، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، واختلفوا في السابعة؛ فقيل: هي سورة الأنفال وسورة التوبة معاً لعدم الفصل بينهما بالبسملة، وقيل: هي سورة يونس.
  • المِئين: وهي السور التي تزيد عدد آياتها على مئة أو تقاربها.
  • المثاني: وهي السور التي تلي المئين في عدد الآيات، وقال الفراء: هي السور التي يكون عدد آياتها أقل من مئة؛ وسمّيت بذلك لأنها تُكرّر أكثر مما تُكرر الطوال والمِئون.
  • المفصّل: سُمّيَ بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وقيل: لقلة المنسوخ منه، ولذلك يُسمّى بالمحكم، واختلف العلماء في تعيين أوّله على اثني عشر قولاً، فقيل: أول المفصل سورة ق، وصحّح النووي أن أوله سورة الحجرات، وينقسم المفصل إلى ثلاثة أقسام، وهي كالآتي:
  • طوال المفصّل: وهي من سورة الحجرات إلى سورة البروج.
  • أوساط المفصّل: من سورة الطارق إلى سورة البيّنة.
  • قصار المفصّل: وهي من سورة الزلزلة إلى سورة الناس.

يتألف الجزء الثلاثون المسمى بجزء عمَّ من سبعٍ وثلاثين سورة، وهي على النحو الآتي: النبأ، والنازعات، وعبس، والتكوير، والانفطار، والمطفّفين، والانشقاق، والبروج، والطارق، والأعلى، والغاشية، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح، والتين، والعلق، والقدر، والبيّنة، والزلزلة، والعاديات، والقارعة، والتكاثر، والعصر، والهمزة، والفيل، وقريش، والماعون، والكوثر، والكافرون، والنَّصر، والمسد، والإخلاص، والفلق، والناس.[2]

ترتيب الآيات والسور

كانت المصاحف العثمانيّة تُكتب من غير تنقيطٍ أو تشكيل، كما كانت المصاحف العثمانيّة خاليةً من التجزئة، فقامت طائفةٌ من العلماء بتقسيم القرآن الكريم إلى ثلاثين قسماً، وأطلقت على كل قسمٍ اسم الجزء، ثم قسّمت كل جزءٍ إلى قسمين، وأطلقت على كل قسمٍ اسم الحزب، فكان كل جزءٍ يتكون من حزبين، ثم قسّمت كل حزبٍ إلى أربعة أقسام، وأطلقت على كل قسمٍ اسم الربع، فكان كل حزبٍ يتكون من أربعة أرباع، فينقسم القرآن الكريم باعتبار الأجزاء إلى ثلاثين جزءاً، وينقسم القرآن الكريم باعتبار الأحزاب إلى ستين حزباً، وينقسم القرآن الكريم باعتبار الأرباع إلى مئتين وأربعين ربعاً.[3]

وترتيب الآيات في القرآن الكريم أمرٌ توقيفيٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حكى بعض العلماء الإجماع على ذلك؛ منهم الإمام الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن، وقال أبو جعفر بن الزبير: ترتيب الآيات في السور واقعٌ بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيفه، وهذا لا خلاف فيه بين المسلمين؛ فقد كان جبريل -عليه السلام- يتنزّل بالآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُرشده إلى موضع الآية في السورة، فيأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- كتّاب الوحي بكتابتها في موضعها من السورة، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أتاني جبريلُ فأمرَني أن أضعَ هذه الآيةَ بهذا الموضعِ من هذه السورةِ).[4][3]

اختلف العلماء في ترتيب السور؛ فقيل: ترتيب السور أمرٌ توقيفي تولّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أخبره به جبريل -عليه السلام- عن الله تعالى، فكان القرآن على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- مرتّب الآيات والسور على هيئة الترتيب الذي وصل إلينا اليوم، وهو ترتيب المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم يُنازع فيه أحد من الصحابة رضوان الله عليهم، ويدل على ذلك أيضاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بعض السور مرتبةً في صلاته، وذهب بعض العلماء إلى أن ترتيب القرآن كان باجتهاد الصحابة-رضوان الله عليهم؛ بدليل اختلاف ترتيب السور في مصاحفهم، وقيل: ترتيب بعض سور القرآن توقيفي، وبعضها الآخر كان باجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم؛ فقد ورد ما يدل على ترتيب بعض السور في عهد النبوّة؛ كترتيب السبع الطوال، والحواميم، والمفصّل، فقد كان ترتيبها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.[5]

أول وآخر ما نزل من القرآن

اختلف أهل العلم في أول ما نزل من القرآن على عدّة أقوال، وهي على النحو الآتي:[6]

  • قيل: أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،[7] وهذا القول مرويٌ عن عائشة رضي الله عنها.
  • ذهب بعضهم إلى أن أول ما نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)،[8] وهذا القول مرويٌ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
  • قيل: أول ما نزل سورة الفاتحة، قال الزمخشري في كتابه الكشاف: ذهب مجاهد وابن عباس إلى أن أول سورة نزلت هي سورة العلق، وأكثر المفسّرين على أن أول سورة نزلت سورة الفاتحة، وقال ابن حجر: الذي ذهب إليه أكثر الأئمة أن أول سورة نزلت هي سورة العلق.
  • قال ابن النقيب في مقدمة تفسيره: أول ما نزل من القرآن قول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ورُوي هذا القول عن عكرمة والحسن البصري.
  • ذهب بعض أهل العلم إلى أن أول ما نزل في القتال قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)،[9] وهذا القول مرويٌ عن ابن عباس، وقيل: أول ما نزل في القتال بالمدينة المنورة قول الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ)،[10] وقيل: إن أول ما نزل في القتال قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم).[11]
  • قيل: أول ما نزل في شأن القتل، آية الإسراء: (وَمَن قُتِلَ مَظلومًا).[12]
  • قيل: أول ما نزل في الخمر، قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ).[13]
  • قيل: أول ما نزل في حكم الأطعمة بمكة قول الله تعالى: (قُل لا أَجِدُ في ما أوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا)،[14] وأول ما نزل في حكم الأطعمة بالمدينة المنورة قول الله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ).[15]
  • قيل: أول ما نزل من سورة التوبة قول الله تعالى: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ)،[16] وقيل: أول ما نزل من سورة التوبة، قوله تعالى: (انفِروا خِفافًا وَثِقالًا).[17]
  • قيل: أول ما نزل من سورة آل عمران قول الله تبارك وتعالى: (هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ).[18]

واختلف العلماء في آخر ما نزل من القرآن على عدة أقوال، وهي على النحو الآتي:[19]

  • قال ابن عباس رضي الله عنه: آخر ما نزل قول الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ).[20]
  • رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- أن آخر ما نزل سورة المائدة.
  • قيل: إن آخر ما نزل من القرآن قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ).[21]
  • قال السدي: آخر ما نزل من القرآن قول الله تعالى: (فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ).[22]
  • رُوي عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن آخر آية نزلت قول الله تعالى: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ)،[23] وآخر سورة نزلت سورة التوبة.
  • روى البخاري أن آخر ما نزل من القرآن هي آية الربا.

المراجع

  1. ↑ محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة الثالثة)، مصر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، صفحة 352، جزء 1. بتصرّف.
  2. ↑ عثمان بن سعيد الداني (1994)، البيان في عد آي القرآن (الطبعة الأولى)، الكويت: مركز المخطوطات والتراث، صفحة 262-298. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد أحمد معبد (2005)، نفحات من علوم القرآن (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار السلام، صفحة 25-27. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عثمان بن أبي العاص، الصفحة أو الرقم: 7/51، إسناده حسن.
  5. ↑ مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة الثالثة)، الرياض: مكتبة المعارف، صفحة 142-145. بتصرّف.
  6. ↑ جلال الدين السيوطي (1974)، الإتقان في علوم القرآن، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 91-100، جزء 1. بتصرّف.
  7. ↑ سورة العلق، آية: 1.
  8. ↑ سورة المدثر، آية: 1.
  9. ↑ سورة الحج، آية: 39.
  10. ↑ سورة البقرة، آية: 190.
  11. ↑ سورة التوبة، آية: 111.
  12. ↑ سورة الإسراء، آية: 33.
  13. ↑ سورة البقرة، آية: 219.
  14. ↑ سورة الأنعام، آية: 145.
  15. ↑ سورة البقرة، آية: 173.
  16. ↑ سورة التوبة، آية: 25.
  17. ↑ سورة التوبة، آية: 41.
  18. ↑ سورة آل عمران، آية: 138.
  19. ↑ الزركشي (1957)، البرهان في علوم القرآن (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه، صفحة 209-210، جزء 1. بتصرّف.
  20. ↑ سورة النَّصر، آية: 1.
  21. ↑ سورة البقرة، آية: 281.
  22. ↑ سورة التوبة، آية: 129.
  23. ↑ سورة النساء، آية: 176.