-

ما تفسير سورة الإخلاص

ما تفسير سورة الإخلاص
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تفسير الآية الأولى

إنّ في الآية الكريمة: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ)[1] خطاب فيه أمر من المولى سبحانه وتعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، بأن يصفه بأكمل الصفات، فالأحد: الذي لا شريك له ولا نظير في صفاته وربوبيّته، وألوهيّته وذاته ووجوده.[2]

تفسير الآية الثانية

جاءت عدة أقوال في معنى الصمد في الآية الكريمة: (اللَّـهُ الصَّمَدُ)،[3] منها قول ابن عباس ومجاهد، والحسن وسعيد بن جبير، حيث قالوا إنّها تعني الذي لا جوف له، وقال مقاتل بن حيان: الذي لا عيب فيه، وقال قتادة الباقي: بعد فناء خلقه، وقال الربيع: الذي لا تعتريه الآفات، وقال الشعبي: الذي لا يأكل ولا يشرب، وقال عكرمة وعلي: الذي ليس فوقه أحد، وقال أبو وائل شقيق بن سلمة السيد: الذي قد انتهى سُؤدُدَه، والصمد هو المقصود إليه في الرغائب، المُستغاث به عند المصائب، ولأنّه إله كامل مُتّصف بصفات الألوهية والربوبية، فلازم ذلك أن يستحق العبادة كونه لا يحتاج أحداً والجميع بحاجته.[2]

تفسير الآيتين الثالثة والرابعة

في الآيتين الكريمتين: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)،[4]بما أنّ الله سبحانه فرد صمد، واحد أحد، لا يشبهه أحد، وليس كمثله شيء، فهذا يقتضي نفي المولودية عنه سبحانه؛ لأنّها تقتضي أن يسبقها العدم، والله سبحانه أزليّ، وهي تقتضي المجانسة، والله الأحد غني عن كل أحد، غنى مُطلق، غير محتاج لا إلى الولد ولا سواه، فهو قادر مُقتدر، ليس له زوجة، ولا يحتاج عون الولد، وهو دائم باقٍ لا يَخلُفُه أحد، وقد يكون النفي بصيغة الماضي لعدة أسباب: إما لكونه رداً على قول من قال إنّ الملائكة بنات الله وعزير ابن الله والمسيح ابن الله، وإما قد يكون المُراد استمرار النفي، ومن قال إنّ الله سبحانه له ولد، فهذا شتم لما فيه من التنقيص الذي يقتضي وضع الولد بعد حمل من زوجة يستلزم نكاحها، الذي يستدعي وجود باعث، الله سبحانه منزه عنه، وقد ورد هذا تفصيلاً في الحديث الشريف: جاء في "صحيح البخاري" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (قال اللهُ: كذَّبَني ابنُ آدَمَ ولَم يكُنْ له ذلك، وشتَمَني ولَم يكنْ له ذلك؛ فأمَّا تكذيبُه إيَّأيَ فزَعَم أنِّي لا أقدِرُ أنْ أُعيدَه كما كان، وأمَّا شَتْمُه أيَّأيَ فقولُه: لي ولَدٌ، فسُبحاني أن أتَّخِذَ صاحِبةً أو ولَدًا!).[5][2]

سبب تسمية سورة الإخلاص

قال الشيخ ابن عثيمين، يتضمن اسم هذه السورة -الإخلاص- معنيان، الأول: أنّ الله سبحانه وتعالى لم يذكر فيها شيئاً من الأخبار، ولم ينزل بها أي نوع من الأحكام، فكانت خالصة له نفسه خاصة به، والثاني: الإخلاص صفة الشخص الذي يقرؤها، ويُؤمن بما جاء فيها مُخلصاً لله وحده. كما ذكر الفخر الرازي في التفسير الكبير أنّ من اعتقد ما جاء فيها مُؤمناً بها، ومات على ذلك، كان ذلك خلاصاً له من النار.[6]

فضائل سورة الإخلاص

لسورة الإخلاص فضائل عظيمة، فمن قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن الكريم، حيث تعدل قراءتها الثواب الذي يحصل عليه المسلم إذا قرأ ثلث القرآن، لكن من نذر قراءة ثلث القرآن، فقراءة سورة الإخلاص لا يُجزؤه، لأنها تعدل الثلث في الأجر والفضل لا في الإجزاء، ولم يذكر أهل العلم أنّ قراءتها كافية ولا داعي لقراءة القرآن، بل إنّ القول الصحيح من أقوال أهل العلم أنّ هذه السورة كان لها هذا الفضل، حيث إنّ القرآن نزل على ثلاثة أقسام، ثلث منها للأحكام، وثلث منها للوعد والوعيد، وثلث منها للأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات، ومن فضائلها أيضاً أنّها تحفظ قارءها، وتحرسه بأمر الله عز وجل، ويعد حُبّها سبباً لدخول جنات الخلد، فقد كان رجل من الأنصار يفتتح بها كل صلاة وهو يؤم الصحابة، فجاء عليه الصلاة والسلام فسأله: (ما يحمِلُكَ أن تقرأَ هذِهِ السُّورةَ في كلِّ رَكْعةٍ؟ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أُحبُّها. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: إنَّ حُبَّها أدخلَكَ الجنَّةَ).[7][8]

المراجع

  1. ↑ سورة الإخلاص، آية: 1.
  2. ^ أ ب ت صالح بن صبحي القيم (2008-5-17)، "تأملات في سورة الإخلاص"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-30. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الإخلاص، آية: 2.
  4. ↑ سورة الإخلاص، آية: 3-4.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4482، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  6. ↑ "سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم"، fatwa.islamweb.net، 2003-9-22، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-30. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2901، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح.
  8. ↑ فوزية بنت محمد العقيل، "(( تدبــر سورة الإخلاص ))"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-30. بتصرّف.