ما معنى حديث مقطوع
الحديث الشَّريف
الحديث لغةً الكلام أو عكس القديم، ويُعرَف الحديث النبويُّ اصطلاحاً بأنَّه كلُّ ما نسب إلى الرَّسول صلّى الله عليه وسلَّم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقيَّة أو خُلُقيَّة، وتكمن أهميّة الحديث النَّبويِّ الشَّريف في أنّه المصدر الثَّاني للتَّشريع؛ فقد جاء فيه بيانٌ وتفصيلٌ لكثير من الأحكام والعبادات الواردة في القرآن الكريم، مثل: الوضوء، والصَّلاة، والزَّكاة، والحجِّ، كما يحتاج المسلم إلى الحديث النَّبويِّ الشَّريف لتبيين المراد من بعض آيات القرآن الَّتي جاءت مُجملة أو مُطلقة أو عامَّة؛ وذلك بالتَّفصيل للمُجمل، أو التَّقييد للمُطلق، أو التَّخصيص للعامّ.
أقسام الحديث النبوي
من أشهر كتب الحديث النَّبويِّ الشَّريف: صحيح البخاريّ، وصحيح مسلم، وسنن التَّرمذي، وسنن النَّسائي، وسنن أبي داوود، ومسند الإمام أحمد. ويتكوَّن الحديث النَّبويُّ الشَّريف من شقَّين هما:
- السَّند: هو سلسلة رُواة الحديث، فيقال مثلاً: روى فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهذه السِّلسلة هي السَّند.
- المتن: هو الكلام المنقول عن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، أو فعله، أو تقريره، وهو ما ينتهي إليه السَّند.
يُقسَم الحديث إلى عدّة أقسام وفق اعتباراتٍ مختلفةٍ ومنها القائل؛ حيث يُقسم الحديث حسب قائله إلى: الحديث القدسيِّ، والحديث المرفوع، والحديث الموقوف، والحديث المقطوع.
معنى الحديث المقطوع
المقطوع لغةً مشتقَّة على وزن مفعول من قَطَع، وهو ضدُّ الوصل، والحديث المقطوع هو كلُّ ما ورد عن التَّابعيِّ أو ما دون التَّابعي من قول أو فعل، وهذا الحديث سنده صحيح ومتَّصل، لكنَّه لم يرد عن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، والتَّابعيُّ: هو كلُّ من رأى الصَّحابة ولم يرَ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، والحديث المقطوع ليس وحياً من الله تعالى ولا حديثاً نبويَّاً.
سُمِّي الحديث المقطوع بهذا الاسم؛ لأنَّ الإسناد انقطع عنده، والإسناد عادة يكون إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. والحديث إذا كان قولاً أو فعلاً أو صفة واردة عن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم فإنَّه يُعرف بالحديث المرفوع، وإذا كان كان قولاً أو فعلاً وارداً عن أحد الصَّحابة فإنَّه يُعرف بالحديث الموقوف.
من الكتب الَّتي تكثر فيها الأحاديث الموقوفة والمقطوعة: كتاب المصنّف لابن أبي شيبة، وكتاب جامع البيان في تأويل آي القرآن للإمام الطبريِّ، وغيرها الكثير. ومن الأمثلة على الحديث المقطوع قول الحسن البصري في الصَّلاة خلف المبتدع: (صلِّ، وعليه بدعته)، وقول مسروق بن الأجدع: (كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلاً أن يُعجب بعلمه).
الفرق بين الحديث المقطوع والحديث المنقطع
استخدم بعض المحدِّثين مثل الإمام الشَّافعيّ مصطلح "الحديث المقطوع" بمعنى الحديث المنقطع، إلَّا أنَّ الحديث المنقطع يختلف عن الحديث المقطوع؛ فالحديث المنقطع يعني الحديث الوارد عن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم بسند منقطع غير متَّصل، وهو من أنواع الأحاديث الضَّعيفة، أمَّا الحديث المقطوع فسنده متَّصل لكنَّه لم يرد عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.