ما معنى العبادة لغة وشرعاً
عبادة الله تعالى
كرّم الله عز وجل خلقه أجمعين بعبادته وحده، وحرّم عبادة ما سواه، فالانصياع لأمره والذل بين يديه عز وشرف للعبد، وعبادة غيره أعلى درجات الذل والإنكسار، فعبادته هي الغاية التي وُجِد من أجلها الإنسان، لذا كان على العبد أن يعلم ويعرف حق المعرفة معنى العبادة كي يتعبد مولاه كما أراد منه ذلك، وليبلغ أقصى درجات الرفعة في الدنيا والآخرة، وتقوم العبادة على أساسين هما عبادة القلوب وعبادة الجوارح.
معنى العبادة
- معناها لغة: التذلل، والخضوع، والطاعة.
- معناها شرعاً: الخضوع والتذلل لله تعالى وحده تعظيماً له، وقيل أيضاً إنّها: ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأعمال الباطنة والظاهرة، ومن الأفعال والأقوال، كالصلاة، والحج، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق، والأمانة، والإحسان للخلق وما إلى ذلك.
أكمل الناس عبادة
الأنبياء والمرسلون هم أكمل الناس عبادة لله تعالى فهم الأعرف والأعلم به، ثم يأتي بعدهم الصديقون الذين صدقوا الله ورسوله، وبعدهم الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل ربهم، ثمّ الصالحون الذين صلُحت بواطنهم وظواهرهم.
حقيقة العبادة
التذلل الكامل لله تعالى مع كمال المحبة له، وكمال الخضوع، والاستسلام، والخوف، والتواضع لله عز وجل، كما أنّها المُضِّي في هذه الحياة وِفق شرع الله تعالى وابتغاء مرضاته.
أقسام العبادة
- قسم يعود نفعه على المتعبد ذاته دون غيره، فثمرة وأجر الصلاة، والحج، والصيام لمن أدّاها.
- قسم يعود نفعه على المتعبد أيضاً ويتعدّاه إلى غيره، كالزكاة التي ينتفع بها الفقراء والمساكين، وكفالة الأرامل واليتامى، وهذه العبادة هي الأفضل وأكثر أجراً من سابقتها.
ثمرات العبادة
ثمرات العبادة يجنيها العبد المؤمن في دنياه وآخرته معاً وهي كالآتي:
- الحرية: عند عبادة المرء لخالقه وحده يتحرر من الذل والخضوع لغيره، فضلاً عن ذلك فيشعر بالعز، والسكينة، والسعادة.
- غذاء الروح: يحتاج العبد بفطرته لإله لكي يطيعه ويطبق أمره، ويفوض الأمر إليه، ويستعين به، ويلجأ إليه ليشعر بالأمن بالقرب منه، فتتغذى روحه وتسعد.
- التمحيص: عند تطبيق الأمر والنهي ومختلف أنواع العبادة السهل منها والصعب يتمحص المطيع من العاصي والمحب من الكاره، فالدنيا هي دار ابتلاء واختبار.
- سبيل لصلاح المجتمع: عند صلاح الفرد تصلح الأسرة والمجتمع بأسره، فالعبادة هي سبيل السعادة، ومعرفة الحقوق والواجبات، والوقوف عند حدود الله تعالى، فلا تعدي وظلم، بل شدّ على أيدي بعضهم.
- الفوز في الدنيا والآخرة: الله تعالى وعد عباده إذا أطاعوه وعبدوه بالخير العظيم في الدنيا والآخرة، والفوز بالجنات.