ما هو شهر رمضان
شهر رمضان
إنّ شهر رمضان هو شهر الرحمة والغفران، وشهر العبادات، حيث يتقرّب فيه المسلم إلى ربّه بفعل أوامره واجتناب نواهيه، فهو ليس امتناع المسلم عن الطعام والشراب فقط، بل امتناعه عن كل ما حرّم الله، وكفّ النّفس عن ما يغضب الله تعالى.
وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة حول شهر رمضان وفضله، منها قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[1]
حكم صيام شهر رمضان
صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم بالغ، مكلّف، عاقل، غير معذور، ومطيق للصوم وهذا بحكم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وإجماع علماء المسلمين، وصوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام. يكون الصيام بالامتناع عن تناول الطعام والشراب من أذان الفجر، وحتّى غروب الشمس.[2]
يُرفع الصيام لكل من يخرج عن الشروط السابقة، وهم:[3]
- من فقد عقله: كالمجنون أو ما شابه، فهؤلاء لا صيام عليهم في رمضان، ولا يُقتضى عليهم القضاء.
- الطفل الصغير: فكل من لم يبلغ الحِلم يُعدّ طفلاً، ولا صيام عليه، كما لا قضاء عليه.
- المريض مرضاً يُقعِده عن الصيام: فله الرخصة بأفطار ما يحتاج من رمضان على أن يقضيهم فيما بعد، بشرط ألا يأتي رمضان المقبل عليه دون قضاء.
- المسافر لمسافة تزيد على الثمانين كيلو متراً: لما فيها من مشقّة على السائق، أو المسافر سيراً، أو من يتطلّب عمله كثرة السفر والترحال، ويقضي الأيام التي أفطرها من رمضان في أيام أخرى يكون فيها مقيماً.
- الحائض والنّفساء: لأن خروج الدم من جسم المرأة يُتعبها، ويُضعف من بُنيتها، والصوم في هذه الحالة يضرّ بها، ولأن الدين لا يتوافق مع مضرّة المسلم، فيجب على الحائض والنفساء الإفطار في رمضان، وقضاء الأيام هذه في فترة أخرى قبل حلول رمضان المقبل. تعرف المرأة ممتى تُفطر في رمضان عند رؤيتها للدم، أما الشعور بمجرى الدم دون رؤيته فلا يوجب الامتناع عن الصيام.
- المريض مرضاً مزمناً: وهو ذلك المرض الذي يرافق الفرد طوال حياته دون أمل للشفاء منه، فهذا المريض لا صيام عليه في رمضان، وعليه أن يُطعم مسكيناً عن كلّ يوم أفطره يما يقارب نصف صاع من البَرّ وغيره، ولا يقضي صيامه في أيام أخريات.
- الكبير والهرم: اللذان تجاوزا العمر والقدرة على أداء الصيام، فيفطران في رمضان، ويُطعمان مسكيناً عن كل يوم إفطار، دون قضاء.
- الحامل والمُرضع: إذا خافتا على طفليهما أن يتضرّرا من صيامهما، فلهما أن تفطرا، على أن تصوما ما أفطرتا في أيايم أخرى.
فضل شهر رمضان
لشهر رمضان فضائل عديدة على المسلم، سواء كانت نفسية، أو صحيّة، أو تربوية، ومن هذه الفضائل ما يأتي:[4]
- تُفتح فيه أبواب الجنّة، وتغلق أبواب النار، وتقيّد الشياطين.
- صيام شهر رمضان يُكفّر الذنوب إذا تمّ اجتناب الكبائر.
- ثواب العمرة في رمضان مُضاعف، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّها تعدل حجّة، وهذا لا يعني أنّها تقوم مقامها، بل أنّها تعادل أجرها وثوابها.
- اختاره الله سبحانه وتعالى ليُنزّل فيه القرآن الكريم.
- في رمضان ليلة القدر، وهي التي ورد في القرآن الكريم أنّها خيرٌ - أي أفضل - من ألف شهر.
- شهر الخير الكثير وشهر تعلّم القرآن الكريم وحفظه ودراسته.
- مضاعفة أجر العمل الصالح فيه، فأفضل الصدقة هي الصدقة التي تخرج فيه.
- يمنّ الله تعالى فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، خاصةً في ليلة القدر.
- شهر الصبر، فيمنع فيه المسلم نفسه عن شهواتها، وله الأجر العظيم في هذا حيث ورد في مواضع كثيرة في القرآن الكريم جزاء وثواب الصابرين.
- دعوة الصائم لا تردّ، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ).[5]
الأعمال المستحبة في شهر رمضان
من الأعمال التي يُستحبّ القيام بها في رمضان ما يأتي:[6]
- ذكر الله سبحانه وتعالى كثيراً.
- التصدّق وفعل الأعمال الصالحة.
- وصل الرحم.
- تأدية العمرة.
- تعجيل الفطر، بحيث يكون الإفطار مباشرة عند تحقق غروب الشمس.
- الدعاء أثناء الصيام وعند الإفطار.
- الإكثار من العبادات والصلاة.
- قيام رمضان من أعظم العبادات التي يتقرّب فيها المسلم إلى ربّه، ومنها أداء صلاة التراويح.
صلاة التراويح
صلاة التراويح هي تلك الصلاة النافلة التي تؤدّى في شهر رمضان المبارك، يبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل صلاة الفجر بقليل، وهي سنّة مؤكدة عن الرسول عليه السلام لما ورد في الحديث الشريف عن السيدة عائشة قالت: (ما كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ علَى إحدى عشرةَ رَكْعةً يصلِّي أربعًا فلا تسألْ عن حُسنِهِنَّ وطولِهِنَّ ثمَّ يصلِّي أربعًا فلا تسألْ عن حُسنِهِنَّ وطولِهِنَّ ثمَّ يصلِّي ثلاثًا قالت عائشةُ رضيَ اللَّهُ عنها فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ أتَنامُ قبلَ أن توترَ قالَ يا عائشةُ إنَّ عينيَّ تَنامانِ ولا يَنامُ قلبي).[7]
يمكن أداء صلاة التراويح في البيت في جماعة، أو في المسجد في جماعة، أو بالانفراد، إلا أنّه لم يثبت لها عدد ركعات مُحدّد، إذ إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُصلّيها إحدى عشرة ركعة كما ورد عن عائشة رضي الله عنها؛ حيث يُصلّي أربع ركعات، ثمّ أربع ركعات أخرى، ثمّ ثلاث ركعات، ولا حرج في الزيادة على ذلك أو النقصان.[8]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ د. عبدالله محمد سعيد عبدالحليم (3\7\2014)، "الصيام وحكمه ودليل مشروعيته"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
- ↑ "أصحاب الأعذار في رمضان"، المسلم. بتصرّف.
- ↑ "فضائل شهر رمضان"، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز. بتصرّف.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/121 .
- ↑ "خير الأعمال في رمضان"، صيد الفوائد. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1341.
- ↑ 28-6-2015، "حكم صلاة التراويح وعدد ركعاتها"، قصة الإسلام. بتصرّف.