ما هو معدل السكر الطبيعي لمريض السكر
مرض السكري
يعتبر مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes Mellitus) مرضاً مزمناً يؤثر في قدرة الجسم على استخلاص الطاقة المتمثلة بالسكر من الغذاء، إذ يحتاج الجسم إلى هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) لتنظيم دخول السكر إلى الخلايا. وفي مرض السكري، لا يعمل البنكرياس على إنتاج كميات كافية من الإنسولين، أو لا يعود باستطاعة الجسم الاستفادة من هذا الإنسولين، ويعد مرض السكري من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، فوفقاً لاستطلاعات منظمة الصحة العالمية لعام 2014 يعاني من مرض السكري حوالي 8.5% من البالغين الذين تجاوزا الثامنة عشر من العمر في العالم، كما أنه المسؤول بشكل مباشر عن وفاة حوالي 1.6 مليون شخص في عام 2015.[1][2]
معدل السكر الطبيعي لمريض السكري
يبلغ معدل السكر الطبيعي في جسم الشخص السليم ما بين 4-6مليمول/لتر عند الصوم، أي ما يعادل 72-108ملغم/ديسيلتر، وقد تصل مستوياته إلى 7.8مليمول/لتر بعد ساعتين من تناول الطعام، أي ما يعادل 140ملغم/ديسيلتر. أما عند مريض السكري فتجب المحافظة على مستويات السكر في الدم قبل تناول الطعام ما بين 4-7 مليمول/لتر، أي ما يعادل 72-126 ملغم/ ديسيلتر، وأن لا تتجاوز مستوياته 9مليمول/لتر، أي 162ملغم/ديسيلتر بعد الوجبات. ومن الضروري جداً مراقبة مستوى السكر في الدم بالنسبة لمريض السكري، والمحافظة عليه ضمن هذه المعدلات باتباع الطرق العلاجية المختلفة والحمية الغذائية المناسبة؛ وذلك لتلافي الإصابة بالعديد من مضاعفات الارتفاع الشديد في مستوى السكر في الدم، مثل أمراض الكلى (بالإنجليزية: Kidney disease)، وتلف الأعصاب (بالإنجليزية: Nerve damage)، وأمراض شبكية العين (بالإنجليزية: Retinal disease)، وأمراض القلب (بالإنجليزية: Heart disease)، والإصابة بالسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke).[3]
أنواع مرض السكري
هنالك ثلاثة أنواع رئيسية من مرض السكري وهي على النحو الآتي:[2]
- النوع الأول من مرض السكري (بالإنجليزية: Type1 Diabetes): ويسمى أيضاً بالسكري المعتمد على الإنسولين، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية؛ إذ تهاجم فيه الأجسام المضادة خلايا البنكرياس وتدمرها، فلا يعود باستطاعتها صنع الإنسولين. وغالباً ما يعاني منه المريض منذ الطفولة، لذلك يسمى أيضاً بسكري اليافعين.
- النوع الثاني من مرض السكري (بالإنجليزية: Type2 Diabetes): ويشكل هذا النوع معظم حالات مرض السكري، أي ما يقارب 95% من الحالات المكتشفة عند البالغين، ويقوم البنكرياس بإفراز كميات من الإنسولين، ولكن قد تكون في هذا النوع كميات قليلة، أو قد تكون خلايا الجسم مقاومة للإنسولين، ويعد النوع الثاني من مرض السكري أقل خطورة من النوع الأول، إلا أنه قد يسبب مضاعفات خطيرة على حياة المريض. ويعد الأشخاص المصابين بالسمنة عرضة بشكل كبير للإصابة بهذا النوع، وذلك لمعاناتهم بما يسمى بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: insulin resistance).
- سكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes): وهو حالة من مرض السكري يظهر خلال فترة الحمل، وغالباً ما يتم الكشف عنه في منتصف أو أواخر الحمل، وتتراوح نسبة الإصابة بهذا النوع ما بين 2% و10% من الأحمال، ومن الجدير بالذكر أن سكري الحمل يؤثر في الأم والجنين؛ حيث تصبح الأم عرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري لاحقاً خلال حياتها، ويحصل ذلك في 10% من الحالات تقريباً، أما الأضرار على الجنين فتكون أكثر خطورة، مثل الزيادة المفرطة في وزن الجنين قبل الولادة، والمعاناة من مشاكل في التنفس، بالإضافة إلى زيادة فرصة إصابته بمرض السكري والسمنة في حياته.
أعراض مرض السكري
يسبب مرض السكري معاناة المريض من العديد من الأعراض كالشعور بالعطش والجوع الشديدين، وقد تزداد شهيته إلى الطعام، ومع ذلك يصاب بفقدان الوزن، كما قد يعاني من كثرة التبول، وجفاف الفم، والشعور بالتعب والإعياء باستمرار، وكذلك قد يعاني من عدم وضوح الرؤية، والشعور بالخدران في اليدين والقدمين، وجفاف الجلد والشعور بالحكة، ومن الجدير بالذكر أن المريض قد يعاني من بطء التئآم الجروح والتقرحات، بالإضافة إلى تكرار إصابته بالعدوى الفطرية. وتزداد فرصة الإصابة بمرض السكري في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، كما تكثر الإصابة به في أعراق معينة مثل الأمريكيين من أصول أفريقية، والسكان الأصليين لأمريكا الشمالية والجنوبية، كما تزداد فرصة الإصابة بالسكري بازدياد العمر، والمعاناة من السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وشرب الكحول، والمعاناة من أمراض المناعة الذاتية، وإلحاق ضرر بالبنكرياس، وتناول بعض الأدوية كالستيرويدات، وفي حالات الحمل.[4]
علاج مرض السكري
يهدف علاج مرض السكري إلى السيطرة على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وذلك لمنع الإصابة بالمضاعفات. ويختلف العلاج باختلاف نوع السكري وذلك على النحو الآتي:[5]
- علاج النوع الأول من مرض السكري: ويتضمن ذلك أخذ المريض هرمون الإنسولين على شكل حقن، وهناك عدة أنواع منه، مثل الإنسولين سريع المفعول الذي يبدأ تأثيره خلال خمس دقائق، بالإضافة إلى الإنسولين الاعتيادي الذي يعمل في غضون 30 دقيقة، وكذلك الإنسولين متوسط المفعول الذي يبدأ بتخفيض مستوى السكر في الدم خلال مدة تتراوح ما بين 2 و4 ساعات، والإنسولين طويل المفعول الذي يبدأ تأثيره خلال 6 إلى 10 ساعات. ومن الضروري أيضاً ممارسة التمارين الرياضية، وتجنب تناول المشروبات الغازية والأغذية الغنية بالكربوهيدرات البسيطة والدهون المهدرجة.[6]
- علاج النوع الثاني من مرض السكري: ينصح المرضى بتخفيف الوزن الزائد وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى اتباع الحمية الغذائية المناسبة، أما الأدوية التي تعطى لعلاج هذا النوع فتختلف باختلاف الدور الذي تؤديه، فمنها ما يعمل على زيادة إفراز الإنسولين من البنكرياس، أو تقليل كمية السكر المنتجة من الكبد، وكذلك زيادة استجابة الخلايا للإنسولين، وتثبيط امتصاص الكربوهيدرات من الأمعاء الدقيقة. ومن هذه الأدوية دواء ريباغلينيد (بالإنجليزية: Repaglinide)، وناتيغلينيد (بالإنجليزية: Nateglinide)، والسلفونيل يوريا (بالإنجليزية: Sulfonylureas)، وغيرها، وفي حال عدم فعالية هذه الأدوية يتم اللجوء إلى العلاج بالإنسولين.
المراجع
- ↑ "Diabetes", www.who.int, Retrieved 30-11-2017. Edited.
- ^ أ ب "Types of Diabetes Mellitus", www.webmd.com, Retrieved 30-11-2017. Edited.
- ↑ "Blood Sugar Level Ranges", www.diabetes.co.uk, Retrieved 30-11-2017. Edited.
- ↑ "Diabetes Mellitus", www.clevelandclinic.org, Retrieved 30-11-2017. Edited.
- ↑ "Diabetes Treatment", www.medicinenet.com, Retrieved 30-11-2017. Edited.
- ↑ "Type 1 Diabetes Diet", www.medicinenet.com, Retrieved 30-11-2017. Edited.