ما علاقة الصبر بالإيمان بالقدر

الصبر والإيمان بالقدر

الصبر هي إحدى الثمرات والفوائد العظيمة للإيمان، وتأتي بعد تحقيق العبد لتوحيد الله، فيعلم العبد أن كلّ ما يحدث له من خير وشر، وحلو ومرّ، هو مكتوب في اللوح المحفوظ، وواقع عليه لا محالة، وقدر الله أقوى من قدر العبد، ومشيئته أقوى من مشيئة العبد، فما علىه سوى التسليم والخضوع لأقدار الله والصبر عليه.[1]وصبر المسلم على أقدار الله المؤلمة واجب عليه باتفاق الأمر، حيث أمر الله تعالى به في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فيؤمر بالصبر بالرغم من أن المصيبة ثقيلة على نفسه، ومن كونه يتمنى ألا تقع، ولكنه يصبر عليها، ويترك التسّخط، ويسترجع عندها، فمن استرجع عنده مصيبته سواء كانت في نفسه أو ماله أو غير ذلك وقالها مؤمنًا محتسبًا فقد ضمن أن يأجره الله على صبره، ويبدله خيراً مما أصابه،[2]ولا ينافي الصبر دموع العين أو حزن القلب دون تسخط لأقدار الله.[3]

آثار الإيمان بالقضاء والقدر

إن من يؤمن بقضاء الله وقدره هو أسعد الناس في الحياة الدنيا، لإيمانه بأن الله هو سيده وخالقه وهو المتحكم في رزقه، وهو لا يخشى أن يقول الحق، لا يستميله المدح، ولا يخيفه التهديد، وهو متوكل على الله مسلمٌ أمره له، ويأخذ بالأسباب ولا يكف عن السعي، وإن شكا فإن شكواه لله، فالشكوى لله تمكين ونصر، وللبشر ذل ومهانة.[4]

الأسباب المعينة على الصبر على البلاء

وهي بنحو عشرة أسباب كما ذكرها ابن القيم، نذكر منها:[5]

• معرفة جزاء البلاء وثوابه.
• معرفة أن البلاء يكفر السيئات ويمحوها.
• العلم بأن القدر جارٍ بهذه الأسباب.
• استحضار مراقبة الله للمبتلى في بلواه.
• العلم بأن الله ارتضى للعبد هذه البلية وقسمها واختارها له، وعبوديته تقتضي الرضا بها.

المراجع

1. ↑ د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه، "الإيمان بالقدر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2018. بتصرّف.
2. ↑ عبد العزيز بن داخل المطيري (22-6-2014)، "عشرة أسباب تعين على الصبر على البلاء"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2018. بتصرّف.
3. ↑ أحمد الزومان (10-1-2009)، "الصبر على أقدار الله"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2018. بتصرّف.
4. ↑ د.علاء شعبان الزعفراني (26-7-2015)، "من آثار الإيمان بالقضاء والقدر"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2018. بتصرّف.
5. ↑ عبد العزيز بن داخل المطيري (22-6-2014)، "عشرة أسباب تعين على الصبر على البلاء"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2018. بتصرّف.