ما علاقة العمل بالعلم
العلم والعمل
خلق الله سبحانه الإنسان لغاية عظيمة وهي إعمار الكون وعبادة الله سبحانه ليتحقّق بذلك المفهوم الحقيقيّ للاستخلاف بشقّيه المادي والمعنوي، وقد كرّم الله سبحانه الإنسان بالعقل ليكتسب من خلاله العلوم التي تساعده في تحقيق مفهوم الاستخلاف القائم على عبادة الله وتعمير الكون وبنائه وفق منهاج الله سبحانه بعيداً عن الإفساد والتخريب، ومن هنا برز دور العلم وأهميته، فهناك إذاً علاقة مهمّة بين العلم والعمل، وهناك موازنة بين العلوم من ناحية الأهميَّة والضرورة، كما أنّ هناك آثار تترتب على تعلُّق العمل بالعلم، وانتظام العلاقة بينهما.
علاقة العلم بالعمل
كما أنّ العلم لازم من لوازم الإيمان، فلا يتحقق إيمان صحيح من غير علم، فكذلك العلم، من لوازم العمل وضروراته، فلا عمل صحيح من غير علم صحيح يوجّهه ويرشده، بعيداً عن الزلل والخطأ، وأيّاً كان مجال العمل، سواء كان دنيويّاً أو أخروياً، كالعبادات والمعاملات، والتي تتضمن أعمال مخصوصة، بكيفيّات مخصوصة، فنجاحه متوقف على العلم الصحيح القائم على الأسس والقواعد المعرفيّة السليمة، التي يدعمها العقل والنقل معاً من المصادر الأصيلة للعلم، كالقرآن والسنّة النبويّة الصحيحة، وهنا لم يلغ الإسلام دور الإنسان في الاجتهاد والابتكار والتفكير، بل دعاه إلى إعمال عقله في الكون ومظاهره ليكتشف بذلك سنن الكون ونواميسه، بما يحقّق المصلحة للإنسان.
موازنة بين العلوم
إنّ العلوم ليست كلّها على درجة واحدة من الأهميّة، والمقياس في ذلك هو مدى تحقيقها للخير والسعادة للإنسان، بعيداً عن الفساد والانحلال والتخريب، وعلى هذا الأساس فهناك علوم طيّبة نافعة تحقق الخير والسعادة للإنسان، كعلوم الدين متعددة العناوين والتفريعات، وباقي العلوم الإنسانيّة التي يحتاجها الإنسان في حياته، فعلوم الطب، والاجتماع، واللغات، والرياضيات والهندسة والأنساب، والإدارة، والاقتصاد، وغير ذلك كلُّها تسهم في تحقيق الخير والسعادة للإنسان، وفي المقابل هناك علوم فيها نشر للضرر والأذى، وتشجيع للانحلال والمجون، وبالتالي تقويض للمجتمعات والأمم بعد أن أفسدت الأفراد، وهذه العلوم عناوينها متعددة ومجالاتها واسعة، فلا بدّ من الحذر الشديد منها.
توصيات لطالب العلم
حتى يحصل طالب العلم ما يصبو إليه من علوم ومعارف لا بدّ له من:
- إخلاص النيّة لله فيكون طلبه للعلم إعانة له على حسن طاعة الله وتحقيقاً لتمام خشيته.
- تنظيم الوقت ومعرفة شرف الزمان، فالوقت لطالب العلم هو أغلى ما يكون.
- ترتيب الأولويات في طلب العلم، فعمر الإنسان لا يتسع لإدراك كلّ العلوم، فلا بدّ من الاختيار من كل علم ما هو أنفسه وأهمّه.
- مراقبة الله وخشيته، والبعد عن معصيته.
- التسلح بصفات نفسية عظيمة، كقوّة الإرادة، وعلو الهمّة.