-

ما هو شراب الأبرار

ما هو شراب الأبرار
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأبرار

يختلف نعيم الجنة وما أعده الله تعالى لعباده المتقين الأبرار فيها عن نعيم الحياة الدنيا ومتعها، فنعيم الجنة دائم مقيم لا يفنى ولا ينتهي، ونعيم الدنيا زائل لا يدوم، كما أن الإنسان في الجنة يتنعم بما لا يخطر له من النعم وبما ليس له سابق، فعلى الرغم من أن كثيراً مما أعده الله تعالى لعباده في الجنة يتشابه في الاسم مع ما تمتع به الناس في الدنيا، إلا أنه يختلف عنه في الجوهر والحقيقة، ومثال على ذلك أنهار الخمر التي أعدت للمتقين في الجنة.

هي تتشابه في الاسم مع خمر الدنيا، ولكنها تختلف عنها اختلافاً جوهرياً من ناحية الطعم، واللون، والرائحة، والتأثير، فخمر الدنيا مسكرة تذهب العقل، وخمر الجنة خلاف ذلك، وهي في مذاقها لذة للشاربين، بينما خمر الدنيا عفنة الرائحة سيئة المذاق لا تروق إلا لأهل الطبائع المنكوسة، والأخلاق المنبوذة، وقد وعد الله تعالى عباده الأبرار في الجنة شراباً مختلفاً ألوانه ومذاقه، فمن هم الأبرار الذين يستحقون هذا الشراب الطاهر ؟ وما هي أصناف شراب الأبرار في الجنة ؟

صفة الأبرار

وصف الله تعالى في كتابه العزيز الأبرار بأنهم يوفون بالنذر، أي يحفظون إيمانهم وعهودهم مع الله تعالى، وهم كذلك يخافون يوم الحساب حين يقف الناس أمام رب العالمين فتعرض عليه أعمالهم فيحاسبهم عليها فإما يدخلون الجنة أو السعير.

الأبرار مفردها البَر، وهو الرجل الذي يلتزم بمنهج الله تعالى في الحياة، ويرتضي شريعته فيحكم بها ويسير على نهجها، فيستجيب لأوامر الله تعالى ويجتنب نواهيه بقلب يملؤه الإيمان وجوارح لا تسكن لغير الرحمن، والبر هو خلاف الإنسان الفاجر الذي لا يتورع عن إتيان محارم الله تعالى وعمل كل ما يغضب الرحمن جل وعلا.

شراب الأبرار

وصف الله سبحانه وتعالى شراب الأبرار في الجنّة، فقد أعد الله لهم أنهار الماء الصافي الذي لم يتغير لونه، أو طعمه، أو رائحته، كما أعد لهم أنهار الخمر الذي لا يذهب العقول ولا يستنزفها، وكذلك أنهار اللبن، وأنهار العسل الصافي الذي لا تشوبه شائبة.

كذلك توجد في الجنة عيون يتفجر منها الشراب اللذيذ لأهل الجنة في قصورهم، ومن هذه العيون عين تسمى تسنيم، وعين تسمى سلسبيل لسهولة انسياب الشراب منها وجريانه، وقد زاد الله سبحانه وتعالى لذة هذا الشراب بمزجه بالروائح الطيبة والعناصر الزكية كالكافور والزنجبيل، والرحيق المختوم بالمسك، وكل ذلك النعيم لمن كان يجتنب المعاصي وكان في الدنيا على الطاعات مقيم.