ما علاج الاكتئاب
الاكتئاب
يُعدّ الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) أحد الأمراض النفسيّة الشائعة القابلة للعلاج، حيث يسيطر على المريض المصاب بالاكتئاب الشّعور بالحزن، وفقدان الأمل، وفقدان المتعة، والإحباط، وغيرها من المشاعر السلبيّة التي تؤثّر في الحياة اليوميّة، وقد تستمرّ هذه الحالة عدّة أسابيع أو سنوات، ويمكن القول بأنّ الاكتئاب لا يؤثّر فقط في المريض نفسه، وإنّما في محيطه كتأثيره في العائلة والأصدقاء، ولا يُعتبَر الاكتئاب ضعفاً في الشخصيّة أو ميلاً للسلبيّة، ومن أكثر أنواعه شيوعاً الاكتئاب الكبير (بالإنجليزية: Major depression)، حيث تستمر أعراض هذا النوع لمدّة أسبوعين متواصلين على الأقلّ، وتؤثّر في شعور الشخص بالمتعة في الحياة، بالإضافة إلى تأثيرها في الحياة اليوميّة بما في ذلك النوم، والعمل، والأكل، ويجب التنبيه إلى أنّ جميع الأشخاص قد يمرّون بلحظات من الحزن، وعادةً ما تختفي خلال أيام ولا يتمّ تصنيفها ضمن الاكتئاب،[1][2] ومن الجدير بالذكر أنّ الاكتئاب يؤثّر في النّساء بنسبة أكبر من الرجال، ويبلغ عدد المصابين به وفقاً لمنظمة الصحة العالمية أكثر من 300 مليون شخص، ويفقد 80 ألف شخص حياتهم سنوياً بسبب الانتحار الناتج عن الاكتئاب؛ حيث يعتبر الانتحار ثاني أكثر الأسباب المؤديّة للوفاة لدى الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 15-29 سنة.[3]
علاج الاكتئاب
يعتمد علاج الاكتئاب مثل أغلب الأمراض النفسيّة، على العلاج النفسيّ (بالإنجليزية: Psychotherapy)، بالإضافة إلى استخدام الأدوية، وذلك للحصول على علاج سريع وذو كفاءة عالية، ومن المعروف أنّ علاج الاكتئاب يحتاج إلى الصبر؛ فعلى سبيل المثال يبدأ ظهور تأثير الأدوية خلال 8 أسابيع، هذا إلى جانب أنّ بعض المرضى قد يضطّرون إلى تجربة اثنين إلى ثلاثة من أدوية الاكتئاب لحين معرفة الدواء المناسب لهم، وهذا يؤكد حقيقة عدم وجود علاج واحد يصلح لجميع المرضى،[4] وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن تقسيم الأعراض بحسب تكرارها وشدتها إلى أعراض قليلة الشدة، ومتوسطة، وشديدة، حيث يفيد العلاج النفسيّ وحده في حالات الاكتئاب قليلة الشدة، بينما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة يحتاج المريض إلى استخدام الأدوية بالإضافة إلى العلاج النفسيّ.[3]
العلاج النفسيّ
يطلق على العلاج السّلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزية: Cognitive-behavioral therapy) والعلاج الاجتماعي (بالإنجليزية: Interpersonal therapy) بالعلاج بالكلام (بالإنجليزية: Talk therapy)؛ حيث يتمّ التركيز في العلاج السلوكيّ المعرفيّ على التخلّص من الأفكار والسلوكيّات التي أدت إلى الإصابة بالاكتئاب، بينما يتمّ التركيز في العلاج الاجتماعي على المشاكل الموجودة في علاقات المريض الاجتماعية والتي تؤثر في مزاجه، ومن أنواع العلاجات النفسيّة أيضاً العلاج النفسي الديناميكي (بالإنجليزية: Psychodynamic psychotherapy)؛ حيث يساعد هذا النوع من العلاج المريض على فهم وإدراك كيفية تأثير المشاكل الشائكة، ومشاعره غير الواعية في مزاجه وسلوكه، وتجدر الإشارة إلى أنّ التحسُّن قد يظهر خلال عدّة أشهر، بالمقابل قد يحتاج البعض إلى العلاج طويل الأمد.[1]
العلاج الدوائي
تتوفر العديد من مضادّات الاكتئاب، ويحتاج البدء بهذه الأدوية أو التوقف عن تناولها إلى استشارة الطبيب، وهنا يجب التنبيه إلى أنّ تناول الأدوية وحدها يُعتبَر الخيار الأخير في علاج الاكتئاب؛ إذْ إنّ العلاج الأفضل والأكثر فعاليّةً يتضمن الدمج بين العلاج النفسيّ والعلاج الدوائيّ، ومن الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب ما يأتي:[5][6]
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors) واختصاراً SSRIs، تُعتبَر هذه الفئة من الأدوية الأكثر أماناً، والأقلّ تسبباً بالآثار الجانبيّة مقارنةً بباقي مضادّات الاكتئاب؛ لذلك تكون خيار الأطباء الأول، وتتضمن السيتالوبرام (بالإنجليزية: Citalopram)، والإيسيتالوبرام (بالإنجليزية: Escitalopram)، والفلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، والباروكستين (بالإنجليزية: Paroxetine)، والسيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline)، والفيلازودون (بالإنجليزية: Vilazodone).
- مثبّطات امتصاص السيروتونين والنورايبنيفرين: (بالإنجليزية: Serotonin-norepinephrine reuptake inhibitors) واختصاراً SNRIs، ومنها الدولوكسيتين (بالإنجليزية: Duloxetine)، والفنلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine)، والديسفينلافكسين (بالإنجليزية: Desvenlafaxine).
- مضادّات الاكتئاب غير النمطية: (بالإنجليزية: Atypical antidepressants)، وتتضمن البوبروبيون (بالإنجليزية: Bupropion)، والميرتازابين (بالإنجليزية: Mirtazapine)، والنيفازودون (بالإنجليزية: Nefazodone)، والترازودون (بالإنجليزية: Trazodone)، والفورتيوكسيتين (بالإنجليزية: Vortioxetine).
- مضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants)، مثل الإيميبرامين (بالإنجليزية: Imipramine)، والنورتريبتيلين (بالإنجليزية: Nortriptyline)، والأميتربتالين (بالإنجليزية: Amitriptyline)، والتريميبرامين (بالإنجليزية: Trimipramine)، والديسيبرامين (بالإنجليزية: Desipramine).
- مثبّطات أكسيداز أحادي الأمين: (بالإنجليزية: (Monoamine oxidase inhibitors) واختصاراً MAOIs، مثل ترانيلسيبرومين (بالإنجليزية: Tranylcypromine)، والفينيلزين (بالإنجليزية: Phenelzine)، وإيزوكاربوكسازيد (بالإنجليزية: Isocarboxazid).
تغيير نمط الحياة
في الحقيقة، هناك العديد من الخطوات التي يجب على المريض اتباعها، بالإضافة إلى الحصول على العلاج النفسيّ والأدوية، وتتضمن التغييرات في نمط الحياة والسّلوك العام، لذلك من الممكن اتّباع النصائح الآتية:[1][7]
- ممارسة التمارين الرياضيّة، وذلك لارتباطها بإفراز الإندروفين (بالإنجليزية: Endorphin)، الذي يحسن المزاج، ويقلل من التوتر، ويرفع طاقة الجسم، ويُنصَح بممارسة التمارين الرياضية لمدّة 20-30 دقيقة، 4-5 أيام أسبوعياً.
- تحديد أهداف يوميّة لتحقيقها، إذْ إنّ مريض الاكتئاب يشعر بالسوء لعدم قدرته على تحقيق أي شيء، هذا إلى جانب أهمية تحديد روتين ما لتنظيم الحياة، والذي يُفقَد بسبب الإصابة بالاكتئاب.
- الحصول على تغذية صحيّة ونوم كافٍ، حيث إنّ مرضى الاكتئاب يعانون من صعوبة النّوم، فلذلك يُنصَح بمحاولة النوم والاستيقاظ يومياً في الوقت نفسه، بالإضافة إلى تجنّب الغفوات أثناء النهار، وإخراج جميع المشتّتات من غرفة النوم بما في ذلك التلفاز وغيره للحصول على نوم جيّد.
- محاولة تحدّي الأفكار السّلبية، ويكون ذلك بمحاولة اللجوء إلى المنطق عند توارد الأفكار السّلبية؛ فعلى سبيل المثال لو خطر ببال المريض أنّه لا يوجد أحد يحبّه يجب حينها أن يسأل نفسه هل يوجد دليل يثبت ذلك، وهكذا.
- تحمّل المسؤوليّة، إذ إنّ مريض الاكتئاب يحاول دائماً التهرّب من المسؤوليات وهذا من شأنه زيادة سوء الاكتئاب.
- محاولة فعل ما هو جديد ومحاولة الحصول على المتعة بفعل ما يبعث على الشعور بذلك، وقد أشار الباحثون إلى أنّ تربية الحيوانات الأليفة تحسّن من أعراض الاكتئاب المعتدل إلى المتوسط، كما أنّ الانضمام إلى مجموعات الدّعم أو الاشتراك بأيّة فعاليّات مجتمعيّة، كالانضمام لنادي كتاب مثلاً يفيد في العلاج أيضاً.
طرق أخرى لعلاج الاكتئاب
في بعض الأحيان لا يستجيب المريض للأدوية، أو يكون من الصّعب عليه تناول مضادّات الاكتئاب لأسباب صحيّة، أو عند ارتفاع خطر الانتحار لديه، فيتمّ الاستعانة بإجراءات معينة، مثل العلاج بالصّدمة الكهربائية (بالإنجليزية: (Electroconvulsive therapy) واختصاراً ECT، حيث تؤثّر الإشارات العصبية التي يتم تمريرها خلال الدّماغ في النواقل العصبيّة، مما يؤدي إلى تحسين الاكتئاب، وقد أثبت هذا العلاج فعاليته في 80-90% من حالات الاكتئاب التي استُخدم فيها، فيما يتمّ الاستعانة في حالات أخرى بالتحفيز المغناطيسي للدماغ (بالإنجليزية: Transcranial magnetic stimulation) واختصاراً TMS، حيث يتمّ إرسال نبضات مغناطيسيّة لتحفيز الخلايا العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج وتحسين الاكتئاب، ومما يميزه أنّه لا يسبّب أعراضاً جانبيّةً كثيرة، بالإضافة إلى عدم التسبّب بحصول نوبات الصرع.[1][6]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Depression Overview Slideshow ", www.webmd.com,7-3-2018، Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ↑ Joseph Bennington-Castro (13-6-2018), "Depression Signs, Symptoms, Latest Treatments, Tests, and More"، www.everydayhealth.com, Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ^ أ ب "Depression", www.who.int,22-3-2018، Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ↑ "Depression Treatment", psychcentral.com,3-3-2018، Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ↑ John M. Grohol (17-7-2016), "Depression Treatment: Psychotherapy, Medication or Both?"، psychcentral.com, Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (3-2-2018), "Depression (major depressive disorder)"، www.mayoclinic.org, Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ↑ "10 Natural Depression Treatments", www.webmd.com,17-5-2017، Retrieved 14-9-2018. Edited.