ماذا كانت مهنة إبراهيم عليه السلام
العمل في الإسلام
لقد حث الدين الإسلاميّ على العمل، وجعله الطريق المشروع للكسب الحلال، كما أنّه أمر المسلمين بالعمل ولو كان بسيطاً، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع أنبياء الله تعالى عملوا في واحدة أو أكثر من المهن المشروعة، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عمل في مهنة رعي الأغنام فرعى الغنم لقبيلو قريش مقابل أجر كان يحصل عليه منهم، كما عمل في التجارة للسيّدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فكان يسافر ويتاجر في أموالها، وقد اشتهر صلى الله عليه وسلم بالأمانة والصدق، وكلّ نبي من أنبياء الله امتهن مهنة معيّنة، وسنتحدّث اليوم في هذا المقال عن المهنة التي امتهنها سيّدنا إبراهيم عليه السلام.
مهنة سيدنا إبراهيم عليه السلام
لقد كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يعمل في مهنة البناء، حيث إن الله تعالى أمره ببناء الكعبة المشرفة، وقد ساعده في ذلك ابنه إسماعيل عليه السلام، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ {البقرة: 127}.
نبذة عن حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام
سيدنا إبراهيم هو من الخمسة أولي العزم من الرسل، وهم الرسل الذين واجهوا العديد من الصعوبات في نشر دعوتهم وتحم~لوا من أجلها العديد من الصعوبات، ولقد ولد سيدنا إبراهيم بين قوم يعبدون الأصنام المصنوعة من الحجارة، فاستنكر عبادتهم وأبى أن يعبد حجراً لا يضرّ ولا ينفع، ولعلّ الأمر الذي زاد الوضع سوءاً هو أنّ آزر أبو سيدنا إبراهيم كان من أشهر النحاتين الذين يقومون بنحت الأصنام للناس، وبذلك فهو من صفوة المجتمع وسادته فكيف لابنه أن ينكر عبادتها، لكن سيدنا إبراهيم كلما كبر زاد كرهه لعبادة الأصنام، فمن غير المعقول أن يعبد الإنسان ما يصنعه بيده، وعندما واجه أباه بهذا الأمر استنكر أباه هذا الأمر وقال له أن قد صدم فيه، وقام بطرده واعتزاله وهدده بالرجم بالحجارة، وفي يوم من الأيام بعد أن خرج القوم إلى احتفال على الضفة الأخرى، قام سيدنا إبراهيم بتكسير جميع الأصنام ولم يترك سوى الصنم الكبير لعلهم إليه يرجعون، وعندما عاد القوم تساءلوا من فعل هذا بآلهتم، فقال بعضهم أنّهم سمعوا إبراهيم يسيء إلى الآلهة وينكر عبوديتها، فجيء به أمام الملأ وتمّ سؤاله إن كان يعرف من قام بتكسير الأصنام، فقال لهم إبراهيم اسألوا كبيرهم فتعجب القوم وعرفوا أنّهم على خطأ، لكن العناد والتكبّر منعهم من الاعتراف بذلك، وقالزا علينا أن نحرق إبراهيم جزاء فعلته، فقاموا بإشعال نار عظيمة وألقوا فيها إبراهيم عليه السلام، ولكنه ظلّ رابط الجأش متوكلاً على الله، وهنا أيده الله بمعجزته، فأمر النار أن تكون برداً وسلاماً عليه ونجا إبراهيم من مكر قومه.