متى تكون صلاة الجمعة سرية
متى تكون صلاة الجمعة سرية
هناك بعض الحالات التي تكون فيها صلاة الجمعة غير واجبة، بل تعود لوضعها الطبيعي كصلاة الظهر، فتكون الجمعة هنا صلاة سرية، وهذه الحالات هي:
يوم عرفة
يقول جمهور العلماء، إنه إذا ما تصادف يوم الجمعة مع يوم عرفة، فإنّ صلاة الجمعة هنا تعود لأن تكون صلاة ظهر وسرية، حيث تصادف يوم عرفة مع حجة الوداع، فصلّى الرسول بالناس الظهر والعصر صلاة سرية، وخطب لبيان يوم عرفة، وصلاة الجمعة جهرية، وبها خطبتان،[1]فقد روى جابر بن عبدالله أن النبي: (لما وصل بطن الوادي يوم عرفة نزل فخطب الناس، ثم بعد الخطبة أذَّن بلال، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر).[2][3]
السفر
لم يرد عن الرسول أنّه كان يُصلّى الجمعة في سفره، كما واتفقت المذاهب الفقهية الأربعة أنّ لا جمعة على المسافر، وهذا قول طائفة من السلف الصالح، بالإضافة لأغلب العلماء، ويصل إلى حد الإجماع على ذلك، وهذا الرأي استنبط حكمه من الحديث السابق الذي رواه جابر بن عبدالله عن الرسول في سفره وحجه، والاستدلال في ذلك ما يلي:[4]
- خطبة صلاة الجمعة تكون بعد الآذان، أما خطبة الرسول كما في الحديث فكانت قبل الآذان.
- صلاة الجمعة بها خطبتان والحديث يذكر خطبة واحدة.
- الحديث فيه دلالة على الصلاة السرية، وصلاة الجمعة جهرية.
- في الحديث سُمّيت بصلاة الظهر، أمّا صلاة الجمعة فإسمها صلاة الجمعة.
صلاة الجمعة
تُعتبر صلاة الجمعة من الفرائض الثابتة، بدلائل من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة وإجماع العلماء، فقد قال تعالى في كتابه الحكيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[5]والأمر هنا يعني الوجوب، فيما قيل إنّ المقصود الخطبة في الوجوب، ورأي آخر يقول إنّ القصد هو الصلاة، بيد أن الرأيين أصابا الحق، فذكر الله يكون في الخطبة وكذلك في الصلاة، فالسعي لأي منهما سعي للآخر.[6]
فضل يوم الجمعة
لقد اختص الله تعالى أمة الإسلام بيوم الجمعة، فمنّ به عليها بالفضائل والنعم، فهو يوم عظيم زاغت عنه أبصار الأمم الأخرى، فأصبح يوم العيد والراحة الأسبوعية للمسلمين، إنّ يوم الجمعة لا شك أنه خير أيام الأسبوع وأفضلها، فلا تقوم الساعة إلّا فيه، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ ، يومُ الجمعةِ . فيه خُلِق آدمُ . وفيه أُدخل الجنَّةَ . وفيه أُخرج منها . ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعةِ).[7]كما أنّ به ساعة لا يوافقها أحد من عباد الله بالدعاء، إلّا وكان مالك الملك له مُجيباً، كما أنّ صلاة الجمعة سبب من أسباب مغفرة الذنوب والخطايا.[8]
المراجع
- ↑ عطية بن محمد سالم، شرح بلوغ المرام، قطر: موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 7، جزء 175. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1218، صحيح.
- ↑ ابن عثيمين (1428 ه)، الشرح الممتع على زاد المستقنع (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن الجوزي، صفحة 11، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ "من لا تَجِبُ عليهم الجُمُعةُ"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-9-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفقه الميسّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن، صفحة 422، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 854، صحيح.
- ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 230-231. بتصرّف.