-

متى وقت إخراج زكاة الفطر

متى وقت إخراج زكاة الفطر
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

زكاة الفطر

زكاة الفطر مصطلحٌ يشمل على شقّين: الأول منهما الزكاة، وهي في المعنى اللغوي تنمية الشيء أو المال وزيادته، وتحقيق النقاء فيه، والشّق الثاني هو الفطر، وهو مصدرٌ مشتقٌّ من الإفطار في رمضان، أمّا في المعنى الاصطلاحي عند ضمّ الشّقين إلى بعضهما يظهر مصطلح زكاة الفطر، وهي الزكاة والصدقة التي فُرضت على المسلمين من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عند الفطر من رمضان، وتمّ إضافة الفطر في رمضان إلى الزّكاة؛ لأنّه سبب فرض زكاة الفطر على المسلمين ووجوبها عليهم،[1][2] وهي تسمّى بصدقة الفطر وتسمّى أيضاً بزكاة الفطر.[3]

ويشترط في إخراج زكاة الفطر عدّة شروطٍ؛ وهي: أن يكون مخرجها مسلماً، وأن يكون ميسور الحال، ولا يُقصد بيسر حاله أي أن يكون غنيّاً كثيراً بمعنى من يملك أموالاً لا تعدّ ولا تُحصى، إنمّا يقصد أن يكون لديه هو وعائلته ما يزيد عن حاجتهم الأساسيّة في ليلة العيد، كما لا بدّ من حلول وقت وجوب إخراجها.[4]

وقت إخراج زكاة الفطر

وردت عدّة أقوالٍ للمذاهب الأربعة في وقت وجوب إخراج زكاة الفطر، وفيما يأتي بيانها بشكلٍ مفصّلٍ:[5]

  • مذهب الحنفيّة وبعض المالكيّة: قالوا بأنّ إخراج زكاة الفطر يجب بطلوع فجر اليوم الأول من العيد؛ أي قبل أن يخرج العباد لأداء صلاة العيد، ودلالتهم في ذلك أنّ زكاة الفطر سمّيت بذلك لوجوبها في الفطر، والفطر يكون في يوم العيد لا في الأيّام السّابقة؛ لأنّ العبد يكون وقتها ما زال في شهر رمضان، فالفطر يعدّ في فجر يوم العيد.
  • مذهب الشافعية والحنابلة والبعض الآخر من المالكية: ذهبوا إلى أنّ إخراج زكاة الفطر يجب في آخر يومٍ من أيام شهر رمضان المبارك، عندما تغرب الشمس، واستدّلوا بما رواه الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ)،[6] ويدلّ الحديث السابق على وجوب إخراج زكاة الفطر عندما تغرب الشمس في آخر يومٍ من أيّام شهر رمضان المبارك، وأنّ زكاة الفطر متعلقّة بالفطر، والفطر تكون بدايته عندما تغرب الشمس في آخر يومٍ من أيّام شهر رمضان.

كما اختلف الفقهاء في العديد من القضايا المتعلّقة بزكاة الفطر، وهي: الوفاة أو الولادة أو إعلان الإسلام في آخر يومٍ من أيّام شهر رمضان، بعد أن تغرب الشمس في مسألة إيجاب زكاة الفطر عليهم أم لا، وفيما يأتي بيان ذلك بنحوٍ مفصّلٍ:[7]

  • مذهب الشافعية ومن وافقهم في الرأي: إنّ المسلم الذي مات بعد غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان تجب عليه زكاة الفطر؛ لأنّه كان حاضراً في وقت الغروب أي وقت وجوب إخراج الزّكاة، فتجب زكاة الفطر عليه، أمّا من وُلد بعد غروب شمس آخر يوم فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه؛ لأنّه كان جنيناً في بطن أمه وقت وجوب زكاة الفطر، أمّا في حالة الإسلام بعد الغروب فلا يجب إخراج الزّكاة عنه عندهم؛ لأن الشخص الذي أسلم لم يكن مسلماً وقت وجوب إخراج الزكاة.
  • مذهب الحنفية ومن وافقهم في الرأي: إنّ الذي مات بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان لا تجب عليه زكاة الفطر؛ لأنّه لم يكن حاضراً وقت وجوب إخراجها، أمّا من وُلد بعد الغروب فيجب إخراج زكاة الفطر عنه؛ لأنّه كان حاضراً عندما دخل وقت وجوب إخراج الزكاة، أمّا في حالة الإسلام بعد غروب شمس آخر يوم فيجب إخراج زكاة الفطر عنه؛ لأنّه كان مسلماً عندما دخل وقت وجوب إخراج الزكاة.

أمّا فيما يخصّ إخراج زكاة الفطر قبل وقتها الواجب، فهناك عدّة أقوالٍ للمذاهب في ذلك، وفيما يأتي بيانها:[8]

  • مذهب المالكية والحنابلة: يصّح إخراج زكاة الفطر قبل وجوب وقتها بمقدار يومٍ أو يومين.
  • مذهب الشافعية: من السّنة أن يتمّ إخراج زكاة الفطر قبل ذهاب المصلّين لأداء صلاة العيد، ومن المكروه أن يقوم المسلم بتأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، وتأخذ حكم المحرّم في حال إخراجها متأخرّةً بعد يوم العيد دون سببٍ أو عذرٍ؛ لأنّ الهدف من إخراج زكاة الفطر إغناء الفقراء عن السؤال في يوم العيد، وتمكينهم من الشعور بالفرح والسرور.
  • مذهب بعض الحنفية: إنّ زكاة الفطر يجوز إخراجها قبل وقتها في شهر رمضان المبارك.

الحكمة من إخراج زكاة الفطر ووجوبها

فُرضت زكاة الفطر على المسلمين، ووجبت عليهم لحكمٍ وفوائدٍ كثيرةٍ، تعود بالخير والنفع عليهم، وعلى الفقراء والمحتاجين، ومن الحكم:[9]

  • تطهير الصائم ممّا قد يخلّ بصيامه من نقصٍ، فتجبر زكاة الفطر ذلك النقص والخلل.
  • الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، وذلك بمساعدتهم على عدم السؤال وكثرته في العيد، وذلك بتقديم الزكاة لهم لتقضي حوائجهم.
  • إدخال الفرحة على قلوب المحتاجين والفقراء والمساكين، وذلك بتمكينهم من المشاركة والاحتفال في أجواء أيّام العيد كبقيّة الناس.
  • حمد الله تعالى، وشكره على كلّ النعم التي أنعم بها الله على العباد.
  • نيل الثواب الجزيل والأجر العظيم الذي أعدّه الله -تعالى- لمن يُخرج زكاة الفطر في وقتها المحدّد.
  • تمكين المسلمين من القيام بالأعمال الصالحة، والعبادات التي تُرضي الله -تعالى- يوم العيد.

المراجع

  1. ↑ أحمد عبد الرحمن (29-8-2011)، "زكاة الفطر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
  2. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 335، جزء 23. بتصرّف.
  3. ↑ أبو إياس عويضة، الجامع لأحكام الصيام (الطبعة الثانية)، صفحة 353، جزء 1. بتصرّف.
  4. ↑ د.سعيد القحطاني (1431هـ-2010م)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ (الطبعة الثانية)، القصب: مركز الدعوة والارشاد، صفحة 598-599. بتصرّف.
  5. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 340، جزء 23. بتصرّف.
  6. ↑ رواه ابن الملقن، في شرح البخاري لابن الملقن، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 10/636، صحيح.
  7. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 340-341، جزء 23. بتصرّف.
  8. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 341-342، جزء 23. بتصرّف.
  9. ↑ د.سعيد القحطاني (1431هـ-2010م)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ (الطبعة الثانية)، القصب: مركز الدعوة والارشاد، صفحة 600-601. بتصرّف.