-

أين يتم هضم المواد الدهنية

أين يتم هضم المواد الدهنية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المواد الدهنية

تتكوّن الدهون (بالإنجليزية: Fats) من مجموعة من المواد الكيميائيّة التي يُطلق عليها مصطلح الأحماض الدهنيّة (بالإنجليزية: Fatty acids)، وتُعتبر الدهون أحد العناصر الغذائيّة الثلاثة التي يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة، وبالمقارنة مع العناصر الغذائيّة الأخرى فإنّ الدهون تُنتج عدداً أكبر من السعرات الحراريّة، إذ يُنتج الجرام الواحد منها ما مقداره تسعة سعرات حرارية تقريباً، في حين يُنتج الجرام الواحد من كلٍ من البروتينات والكربوهيدرات ما مقداره أربعة سعرات حرارية فقط، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين من الدهون؛ ألا وهما الدهون المشبعة (بالإنجليزية: Saturated) والدهون غير المشبعة (بالإنجليزية: Unsaturated)، وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ الدهون المشبعة غير صحيّة أمّا الدهون غير المُشبعة فهي صحيّة.[1][2]

مكان هضم المواد الدهنية

في الحقيقة تتضمّن عمليّة هضم المواد الدهنيّة سلسلة من العمليّات المعقّدة، التي تبدأ منذ دخول الطعام إلى الفم بالإضافة إلى مساعدة بعض الأعضاء الأخرى في الجسم، وفيما يأتي بيان لمراحل هضم المواد الدهنية في الجسم، والأعضاء المشاركة في عمليّة الهضم:[3]

  • الفم: تبدأ عمليّة هضم الدهون بمضغ الطعام، إذ تفتت الأسنان الطعام إلى أجزاء ذات حجم أصغر، كما يُشارك اللعاب في هذه العمليّة نظراً لاحتوائه على إنزيمات تبدأ بتكسير الدهون الموجودة في الطعام، وتسهيله لعبور الطعام عبر المريء.
  • المريء: تبدأ الحركة الدوديّة (بالإنجليزية: Peristalsis) بعد بلع الطعام، وتتمثل هذه الحركة بسلسلة من انقباضات العضلات التي تُساهم في تحريك الطعام عبر المريء إلى المعدة.
  • المعدة: تنتج بطانة المعدة إنزيمات وأحماض من شأنها تحطيم جزيئات الطعام لتُصبح ذات حجم أصغر فأصغر بما يُمكّنها من الانتقال إلى الأمعاء الدقيقة.
  • الأمعاء الدقيقة: في الحقيقة تحدث معظم عملية هضم الدهون بمجرد وصولها إلى الأمعاء الدقيقة، إذ يتمّ امتصاص معظم العناصر الغذائية في هذا الجزء من الجهاز الهضميّ.
  • الكبد والبنكرياس: للكبد والبنكرياس دور كبير في عمليّة هضم الدهون، إذ يُنتج البنكرياس إنزيمات تكسر الدهون، والكربوهيدرات، والبروتينات، أمّا بالنسبة للكبد فينتج العصارة الصفراويّة (بالإنجليزية: Bile)، والتي بدورها تُساعد على هضم الدهون وبعض الفيتامينات، ويتمّ إفراز العُصارة الهضميّة القادمة من البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة عبر القنوات التي تعمل مع بعضها البعض لإتمام عملية هضم أو تكسير الدهون، وتجدر الإشارة إلى أنّه بانتهاء عملية الهضم يتمّ تجميع الدهون والكولسترول في جزيئات صغيرة تسمى الكيلومكرونات (بالإنجليزية: Chylomicrons).

يلي عمليّة هضم الدهون تمرير الأحماض الدهنية عبر الجهاز اللمفاويّ، وعبر مجرى الدم إلى جميع أنحاء الجسم لاستخدامها أو تخزينها للطاقة، أو إصلاح الخلايا، أو النّمو، كما يمتص الجهاز اللمفاويّ الأحماض الدهنية للمساعدة على مكافحة العدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ النسيج الدهنيّ (بالإنجليزية: Adipose tissue) يأخذ الدهون الثلاثية من الكيلومكرونات، بحيث يُصبح كل كيلوميكرون ذو حجم أصغر، أمّا بالنسبة لمصير الكيلوميرونات الغنيّة بالكولسترول في هذه المرحلة يتمّ امتصاصها عن طريق الكبد.[3]

اضطرابات هضم المواد الدهنية

تتكوّن الدهون الغذائيّة من العديد من المواد بما في ذلك الدهون الفوسفوريّة (بالإنجليزية: Phospholipids)، والأحماض الدهنيّة الحرة، وأحادي الغليسريد (بالإنجليزية: Monoglycerides)، وثنائي الغليسريد (بالإنجليزية: Diglycerides)، والستيرولات (بالإنجليزية: Sterols)، والدهون الثلاثيّة (بالإنجليزية: Triglycerides)؛ التي تتألف بشكلٍ رئيسيّ من جزيئات الحمض الدهني والجليسرول (بالإنجليزية: Glycerol)، وفي الحقيقة يُعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات في هضم المواد الدهنيّة، والتي تتمثل بالمُعاناة من مشاكل قد تحدث في أيّ عملية من عمليات هضم الدهون، وهناك العديد من المشاكل التي قد تزيد من اضطرابات هضم الدهون، وتؤدي إلى المُعاناة من سوء امتصاص الدهون (بالإنجليزية: Fat malabsorption)، ومن هذه المشاكل ما يأتي:[4]

  • متلازمة الأمعاء القصيرة: (بالإنجليزية: Short bowl syndrome)، يُمكن تعريف هذه المتلازمة على أنّها مجموعة من المشاكل المُتعلّقة بسوء امتصاص العناصر الغذائيّة، حيث لا يتمكّن هؤلاء الأشخاص من امتصاص كميّة كافية من الماء، والفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والدهون، والسعرات الحراريّة، والمواد المغذيّة الأخرى، ويُعزى حدوث هذه الحالة بشكلٍ أساسي إلى التعرّض لإصابات، أو المعاناة من العيوب الخلقيّة، أو الخضوع لعمليّة جراحيّة تهدف لإزالة جزء من الأمعاء الدقيقة؛ إذ تُجرى هذه الجراحة غالباً بهدف علاج أحد الأمراض المعويّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ متلازمة الأمعاء القصيرة هي حالة نادرة، بحيث يبلغ معدّل الإصابة بهذه المتلازمة حوالي ثلاثة أشخاص من كل مليون شخص.[5]
  • اضطرابات الكبد: تُشير اضطرابات الكبد إلى جميع المشاكل المُحتملة، والتي تسبّب عدم قدرة الكبد على أداء وظائفه المُحدّدة بشكلٍ طبيعيّ، وفي الحقيقة لا تبدأ وظائف الكبد بالانخفاض قبل خسارة 75% من أنسجته أو أكثر في العادة، ومن الأمثلة على اضطرابات الكبد التليّف الكبديّ (بالإنجليزية: Cirrhosis)، والتهاب الكبد الوبائيّ (بالإنجليزية: Infectious hepatitis)، ومرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ (بالإنجليزية: Non-alcoholic fatty liver disease)، وداء ترسّب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis)، وأمراض الكبد الناتجة عن تناول الأدوية (بالإنجليزية: Drug-induced liver disease).[6]
  • التليف الكيسيّ: (بالإنجليزية: Cystic fibrosis)، يُعتبر أحد الأمراض الوراثيّة التي تؤثر في الرئتين والجهاز الهضميّ، وتشكّل هذه الحالة خطراً على حياة الإنسان، وقد تتسبّب بقُصر فترة حياة المريض، كما أنّها قد تؤدي إلى حدوث مُضاعفات تُهدّد حياة الإنسان كالإصابة بأمراض الكبد، ومرض السكري، وفشل الجهاز التنفسي، وتتمثل الإصابة بالتليف الكيسيّ بانسداد الرئتين والبنكرياس من خلال المُخاط السميك واللزج الذي يُنتجه الجسم في هذه الحالة، وبحسب الإحصائيّات يؤثر التليف الكيسي في حوالي 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، بحيث يتمّ تشخيص حوالي ألف حالة جديدة كل عام، ويُذكر بأنّ 75% من الحالات الجديدة التي يتمّ تشخيصها تظهر في الأطفال دون السنتين من العمر.[7]

المراجع

  1. ↑ "Medical Definition of Fat", www.medicinenet.com, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  2. ↑ "What Types of Fat Are in Food?", www.webmd.com, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  3. ^ أ ب "How Are Fats Digested and Can You Speed Up the Process?", www.healthline.com, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  4. ↑ "Disorders of Fat Digestion", www.chop.edu, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  5. ↑ "Short Bowel Syndrome", www.niddk.nih.gov, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  6. ↑ "Liver Disease", www.medicinenet.com, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  7. ↑ "Everything you need to know about cystic fibrosis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-11-2018. Edited.