أين ذهب اليهود بعد طردهم من المدينة
اليهود
سكن اليهود في الجزيرة العربية في غيرِ مكان، فمنهم من كان في اليمن، ومنهم من سكن المدينة المنورة؛ حيث كانت تسمى يثرب، وقد تحالف اليهود مع القبائل العربية التي كانت تسكن يثرب؛ وهي قبيلتيْ الأوس والخزرج، وقد كان بين اليهود وتلك القبيلتين معاهدات وأحلاف، وقد تغير وضع اليهود السياسي في المدينة بعد هجرة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه إليها.
فقد رفض اليهود الدين الجديد ولم يؤمن منهم إلا القليل، وقد ظلوا يتربصون بالمسلمين، ويتحينون الفرص بين الفينة والأخرى للغدر بهم، فماهي أبرز المحطات التي مرت على اليهود في المدينة المنورة ؟ وإلى أين ذهب اليهود في كل مرة كانت تحصل بينهم وبين المسلمين مواجهة، فيتمّ إجلاؤهم عن أراضيهم بسببها ؟
المواجهات بين المسلمين و اليهود
حصلت أول مواجهة بين المسلمين واليهود في المدينة المنورة، عندما قام يهود بني قينقاع بالتعرض لامرأة من نساء المسلمين؛ حيث ذهبت تلك المرأة إلى السوق لتبتاع منه فسألها يهوديٌّ أنْ تكشفَ وجهها فأبت، فقام أحدهم بربط طرف ثوبها بظهرها حتى إذا قامت انكشفت عورتها، فغضب لذلك مسلمٌ رأى هذا المشهد، فقتل اليهودي الذي فعل ذلك، فاستنفر المسلمون قواتهم وجيشهم لحصار بني قينقاع.
وقد استمر الحصار خمسة عشر يوماً حتى استلم اليهود ونزلوا على حكم رسول الله -عليه الصلاة والسلام- الذي أراد قتل رجالهم لغدرهم بالمسلمين، وقد قرر النبي الكريم إجلاءهم عن المدينة، عندما تشفّع فيهم حليفهم زعيم المنافقين عبد الله ابن أبي سلول، وقد ذهبوا إلى أذرعات في الشام، وذهب بعضٌ منهم إلى قبائل يهود الأخرى؛ مثل يهود بني النضير وخيبر.
أما المواجهة الثانية بين المسلمين ويهود فكانت عندما ذهب النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى يهود بني النضير حتى يستعين بهم في دفع دية رجلين، فأراد اليهود الغدر بالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وبيّتوا نية قتله، وقد أخبره الله سبحانه وتعالى عن نيتهم، فقام مسرعاً وقفل عائداً إلى المدينة، وعندما وصلها قرّر محاصرة بني النضير، فاستمر الحصار أياماً حتى أجلاهم -عليه الصلاة والسلام- عن المدينة، فذهبوا باتجاه الشام وخيبر .
وكانت المواجهة الثالثة مع اليهود في قصة غدر أخرى كان بطلها يهود بني قريظة، حينما تعاونوا مع الأحزاب على حصار المسلمين، وقد حاصرهم المسلمون بعد انتهاء المعركة، حتى نزل على حكم المسلمين، فقتل رجالهم وسُبِيت نساؤهم .
أما في غزوة خيبر فقد حوصر اليهود حتى استسلموا، وقسمت أراضيهم بين المسلمين، وقد تصالح معهم النبي الكريم على النّصف مِن دَخْلِ بعض الأراضي التي ظلوا على رعايتها، ثم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أجلى اليهود من جزيرة العرب جميعها، فذهبوا إلى تيماء ووادي القرى والشام .