أين عاش قوم عاد وثمود
إنّ الله عز وجل خلق البشر ليعبدوه وحده ولا يُشركوا به أحد، لذلك بعث لكلّ قوم رسولاً ليهديهم ويدعوهم إلى توحيد الله، ومن تلك الأقوام قوم عاد وقوم ثمود.
قوم عاد
هم من الأقوام التي اشتهرت بالقوة الجسمانية وارتفاع طول قامتهم، فذلك جعلهم يبنون الكثير من القلاع الضخمة والمباني العملاقة التي لم يُسبق لها مثيل في ذلك الوقت، وكانوا يعبدون الأصنام إلى أن جاءهم رسول الله هود ودعاهم لتوحيد الخالق والابتعاد عن ما هم فيه من كفر وعبادة للأصنام، فاستكبروا على دعوة الله ولم يستجيبوا لنبيه، فأرسل الله لهم رياحاً قوية أخفتهم عن وجه الأرض وأبقت القليل من مساكنهم ومبانيهم، قال الله تعالى :"فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنهم".
مكان قوم عاد
ذكر الله تعالى الكثير من الآيات الكريمة في القرآن عن قصّة قوم عاد وعن مبانيهم الضخمة، والتي تتكوّن من الأعمدة القوية والمتينة، ولم يتوصل الكثير من العلماء لذلك المكان إلا في بداية التسعينيات؛ حيث اكتشفت مدينة ضخمة في جنوب الجزيرة العربية بين اليمن وعُمان، وبعد دراستها تبين أنها مدينة إرم عاصمة قوم عاد.
قوم ثمود
اشتهر قوم ثمود كقوم عاد بالبنية الجسدية الضخمة والقوية، التي ساعدتهم في بناء الكثير من المباني الشاهقة والضخمة، وكان الله عزّ وجل قد مَنّ عليهم بكثرة الينابيع والعيون والمزارع الخضراء؛ فكانت حضارةً ضخمة ومزدهرة، لكن أهلها عبدوا الأصنام من دون الله، فأرسل الله لهم النبي صالح وهو من أحد أبناء الشرفاء من قوم ثمود، والذي كان يتصف بالحكمة والعقل والقدرة على حل الخلافات بسرعة.
دعا النبي صالح قوم ثمود لتوحيد الله تعالى والابتعاد عن عبادة الأصنام، فلم يؤمن به إلّا القليلون، ولكنه على الرغم من ذلك استمر في الدعوة. طلب القوم منه معجزةً كي يصدقوه، وهي أن يُخرج الله لهم ناقة من بين الصخور ضخمة وذات لون أحمر وحامل بالشهر العاشر، فاستجاب صالح لدعوتهم بأمر من الله، وأخرج الله الناقة من الصخور وكانت تتصف بجميع الصفات المطلوبة، وأمر صالح بأن لا يقتلوا تلك الناقة لتكون لهم آية كلما نظروا إليها، فلم يستجيبوا وقتلوها، فوعدهم صالح بأنّ العذاب سيحل بهم خلال ثلاثة شهور. أمر الله تعالى النبي صالح بالخروج من المدينة والانتقال إلى فلسطين، وبعدها أنزل الصيحة عليهم وماتوا جميعاً في ديارهم.
مكان قوم ثمود
سكنوا في مدائن صالح وهي منطقة قريبة من البتراء في الأردن، وهنالك اختلاف في موقع عيشهم بالتحديد، فهنالك من أرّخ أنهم نشؤوا في اليمن ومن ثم ارتحلوا للشمال.