أين يحدث هضم المواد الدهنية
الدّهون
يُعدّ اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ضروري للحفاظ على صحة الجسم والحصول وزن صحي ومتناسق، ويكون ذلك بشرب كميات كافية من السوائل يومياً، والحرص على تناول الكمية المناسبة والأنواع الصحية من مختلف المجموعات الغذائية بما فيها الخضروات، والفواكه والكربوهيدرات، ومصادر البروتينات من الألبان والبقوليات، بالإضافة إلى الدهون.[1] وهنا لا بدّ من التذكير بأنّه لا يمكن إغفال أهمية تناول الدهون فهي جزء من المجموعات الغذائية الضرورية للجسم، بل اختيار الأنواع الصحية منها وتناولها باعتدال، أمّا مصادر الدهون غير الصحية فينبغي تجنّبها نظراً لأنّها قد تتسبّب بزيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول في الدم، والإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب والشرايين، ويمكن بيان أنواع الدهون على النحو التالي:[2][3]
- الدهون الصحية: وهي الدهون غير المشبعة (بالإنجليزية: Unsaturated fats) التي يمكن الحصول عليها من الأسماك والمصادر الغذائية النباتية كالأفوكادو وزيت الزيتون، وتُعدّ هذه الدهون مفيدة لصحة القلب وتساعد على تقليل نسبة الكوليسترول في الجسم.
- الدهون غير الصحية: وتتمثل بمصادر الدهون المشبعة (بالإنجليزية: Saturated fats) والمتحولة (بالإنجليزية: Trans fats)، كالزبدة، والمارجرين، والأجبان، واللحوم الحمراء.
مراحل هضم الدهون وموقعها
تمر المواد الدهنية بعدد من المراحل والخطوات حتى يتم هضمها، بدءاً بالفم وانتهاءاً بالأمعاء الدقيقة، ويمكن أن نبين هذه المراحل وفقاً لموقع حدوثها على النحو التالي:[4]
- الفم: تبدأ عملية الهضم من الفم؛ من خلال الأسنان التي تقطع الطعام إلى قطع صغيرة يسهل هضمها وانتقالها عبر المريء إلى المعدة، ومن خلال اللعاب الذي يعمل على تطرية قطع الطعام ويحتوي على إنزيمات تبدأ المرحلة الأولى من هضم الدهون.
- المريء: فمع بلع الطعام تعمل سلسة الانقباضات التي يقوم بها المريء على نقل الطعام إلى المعدة، ويُطلق على هذه الانقباضات اسم الحركة الدودية (بالإنجليزية: Peristalsis).
- المعدة: إذ تفرز المعدة أحماضاً وإنزيمات تساعد على تحطيم الطعام، لينتقل بعدها إلى الأمعاء الدقيقة.
- الأمعاء الدقيقة: تُعدّ الأمعاد الدقيقة الموقع الرئيسي لهضم الدهون، ففيها تُتم الدهون معظم مراحل هضمها، إذ يفرز البنكرياس إنزيم اللايباز (بالإنجليزية: Lipase) الذي يساعد على هضم الدهون، ويعمل الكبد على تصنيع العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile) التي تساعد أيضاً على إتمام هضم الدهون بالإضافة لبعض أنواع الفيتامينات.[4][5]
ما بعد هضم الدهون
يختلف الوقت المستغرق لإتمام عمليات هضم الدهون من شخص لآخر، وبين كل من الرجال والنساء، فبشكل عام وفقاً لأحد الأبحاث وُجد أنّ الوقت المستغرق لهضم الطعام والدهون، بدءاً من تناولها وحتى خروجها على شكل براز يُقدّر بمعدل 40 ساعة، بينما كان الوقت المستغرق لهضم الدهون بين الرجال يُقدّر بـ 33 ساعة يقابلها 47 ساعة لدى النساء. وبمجرد انتهاء مراحل هضم الدهون فإنّها تنتقل إلى الجهاز الليمفاوي، وصولاً إلى الدم، فأجزاء الجسم الأخرى، ليتم استخدامها كمصدر للطاقة، أو تخزينها في الجسم كمصدر احتياطي يستخدمه الشخص للحصول على الطاقة عند الحاجة إليها؛ فعندما تمارس الرياضة أو لا تتناول الطعام بشكل كافٍ يلجأ الجسم لتلك الدهون المخزنة ليستخدمها كمصدر آخر للطاقة.[4]
كيفية تحسين هضم الدهون
يظن البعض أنّ تجنّب تناول المواد الدهنية مهماً للتمتع بحياة صحية، ولكنّ الحقيقة هي أنّ الدهون عناصر غذائية ضرورية لجسم الإنسان، وينبغي الحرص على إدخالها إلى النظام الغذائي بكميات معقولة وعدم إهمالها،[3] واختيار الأنواع الصحية منها، التي تقدم الكثير من الفوائد لجسم الإنسان، كالمساعدة على خسارة الوزن، وتنظيم سكر الدم، والحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم، وتقوية الذاكرة ووظائف الدماغ، والمساعدة على التركيز، والحفاظ على صحة الشعر والأظافر، والمساعدة على امتصاص العديد من الفيتامينات المهمة لصحة الإنسان. إلّا أنّ بعض الأفراد قد يواجهون مشاكل في هضم الدهون أو امتصاصها، فتظهر عليهم مجموعة من الأعراض والعلامات: كالتعب والإرهاق، والانتفاخ أو الغثيان بعد تناول الطعام، واضطراب مستوى الهرمونات في الجسم، ومواجهة صعوبة في خسارة الوزن، وجفاف الشعر والجلد، لذلك كان لا بدّ من التحدث عن بعض الطرق والنصائح التي تساعد على تحسين هضم وامتصاص الدهون، ومن أبرزها ما يلي:[6]
- تناول مصادر الدهون الصحية: كالجوز، والأفوكادو، وزيت الزيتون، وزيت جوز الهند، والأسماك؛ كسمك التونا والسردين، والسالمون. كما ينبغي التنبيه لضرورة تجنّب مصادر الدهون المشبّعة كالأطعمة المقلية والدهون الحيوانية.
- زيادة حمض الهيدروكلوريك في النظام الغذائي: يساعد حمض الهيدروكلوريك (بالإنجليزية: Hydrochloric acid) على تحسين الهضم من خلال زيادته لحمضية المعدة، ومن الأطعمة التي تحتوي على حمض الهيدروكلوريك الليمون وغيره من الحمضيات، كما يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هذا الحمض ولكن بعد استشارة الطبيب.
- تناول البروبيوتك: (بالإنجليزية: Probiotic) حتى تعمل الأمعاء بشكل جيد ينبغي الحفاظ على توازن محتواها من البروبيوتك أو البكتيريا النافعة التي تساعد على هضم الدهون وغيرها من العناصر الغذائية، ومن الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتك نذكر الألبان والكيفر (بالإنجليزية: kefir) أو الفطر الهندي، كما يمكن الحصول على البروبيوتك عن طريق تناول المكمّلات الغذائية المحتوية عليها بانتظام.
- تناول مكمّلات الإنزيمات الهاضمة: إذ تتوفر مكملات غذائية تحتوي على مجموعة من الإنزيمات الهاضمة التي تساعد على هضم الدهون وغيرها من العناصر الغذائية.
- تناول بعض أنواع الطعام: فهنالك أطعمة من الممكن أن تساعد على هضم الدهون كالزنجبيل، والكركم، والفلفل الحار؛ فوفقاً لأحد الدراسات المجراة على الحيوانات وُجد أنّ تناول هذه الأطعمة يحفز إفراز العصارة الصفراوية الضرورية لهضم الدهون.
المراجع
- ↑ "Eating a balanced diet", www.nhs.uk, Retrieved 30-12-2018. Edited.
- ↑ "Good Fats, Bad Fats, and Heart Disease", www.healthline.com, Retrieved 30-12-2018. Edited.
- ^ أ ب "Learning About Fats", kidshealth.org, Retrieved 30-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "How Are Fats Digested and Can You Speed Up the Process?", www.healthline.com, Retrieved 30-12-2018. Edited.
- ↑ "Lipase Tests", medlineplus.gov, Retrieved 30-12-2018. Edited.
- ↑ "4 Ways to Improve your Fat Digestion and Absorption", centrespringmd.com, Retrieved 30-12-2018. Edited.