-

أين يعيش الثعلب

أين يعيش الثعلب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نظرة عامة حول الثعلب

تنتمي الثّعالب لفصيلة الكلبيات، التي تندرج تحت رتبة اللواحم، تحت طائفة الثّدييات، التي تندرج بدورها تحت شعبة الحبليات، التي تنتمي إلى المملكة الحيوانية،[1] وهي تشبه الكلاب في شكلها، ويُشير اسم الثّعالب عادة إلى عشرة أجناس معروفة، منها ما يُعرف بالثّعالب الحقيقية التي ينتمي إليها أشهر أنواع الثّعالب وهو الثّعلب الأحمر، بالإضافة إلى أجناس أُخرى تضم أنواعاً متعددة من الثّعالب، منها: الثّعلب الرّمادي الذي يعيش في أمريكا الشّماليّة، والثّعلب خفاشي الأذن، والثّعلب آكل السّرطان، وبشكل عام تتميّز جميع أنواع الثّعالب بذيل كثيف الفراء، وأنف دقيق، وأذنين مدببتين،[2]وتتميّز الثعالب الحقيقية بحجمها الصّغير نسبياً، وطرف ذيلها الذي يختلف لونه عن لون الجسم، وبوجود علامات سوداء بين العينين والأنف.[3]

تتميّز الثّعالب بأنّها حيوانات اجتماعيّة تُفضّل العيش ضمن قطيع يضم أفراد الأسرة، وهي أيضاً ليليّة النّشاط بشكلٍ عام إلا أنّها قد تصطاد خلال ساعات النّهار إذا شعرت بالأمان تبعاً لما ورد عن دائرة المنتزهات الوطنيّة والحياة البرية في أيرلندا، وتتمتع الّثعالب بحاسة إبصار حادة بفضل بؤبؤ العين الطولي لديه، كما أنّها حيوانات سريعة جداً يُمكنها قطع مسافة 72كم في ساعة واحدة.[4]

الأماكن التي يعيش فيها الثعلب

تُعدُّ الثّعالب من الحيوانات التي تتكيّف للعيش في مجموعة واسعة من الموائل الطّبيعيّة، فهي توجد حيث يمكنها العثور على الطّعام والمأوى؛ لذلك يمكن العثور عليها في المناطق القطبيّة، والمناطق المعتدلة، والصّحاري ذات الكثبان الرّمليّة، والسّهول العشبيّة، والغابات، وأراضي الأشجار المُنخفضة، والمرتفعات الجبليّة، والتندرا، ومن الجدير بالذكر أنه من المشهور عن الّثعالب ميلها للعيش في الأماكن القريبة من البشر مثل الأراضي الزّراعيّة، إلا أنّها تحرص على العيش بعيداً عن المناطق الصّناعيّة.[5] فيما يأتي ذكر لأنواع الثعالب الحقيقة مع تفصيل موطنها وأماكن عيشها:

الثعلب الأحمر

يُعدّ الثّعلب الأحمر (بالإنجليزيّة: Red Fox) أكثر أنواع الثّعالب انتشاراً، وبالرّغم مما يوحي به الاسم إلّا أنّ فراءها قد تبدو بألوان مختلفة، ويمكن لبعضها أن تكون مصابة باضطرابات خَلقيّة؛ مثل المهق (البرص)، واسوداد الجلد،[3] وتعيش الثّعالب الحمراء في العديد من الموائل حيث يمكن العثور عليها في المناطق التي يمتد ارتفاعها حتى 4,500 أمتار عن مستوى سطح البحر، ويشمل ذلك الجبال، والصّحاري، والغابات، والتندرا، والمراعي، والأراضي الزّراعيّة، والمناطق التي تجمع بين أنواع مختلفة من النّباتات مثل أراضي الأشجار المنخفضة والأراضي الخشبيّة، والمناطق الحضريّة، كما يمكن العثور عليها في مراكز بعض المدن مثل لندن، وباريس، واستوكهولم، علماً أنّها تُفضل التّجمعات السّكنيّة ذات الكثافة المنخفضة، وتتجنب العيش في المناطق الصّناعيّة.[6][7]

الثعلب البنغالي

يُعرف الثّعلب البنغالي (بالإنجليزيّة: Bengal Fox) أيضاً بالثّعلب الهندي، وذلك لأنّه يستوطن شبه القارة الهنديّة تحديداً، حيث ينتشر في المناطق الممتدة من سفوح جبال الهملايا إلى جنوب الهند، كما يمكن العثور عليه في التّلال السّفحيّة كذلك، والأراضي العشبيّة المفتوحة، والأراضي ذات الأشجار المنخفضة الشّائكة،[3][8] والمناطق شبه الصّحراوية، حيث يَسهُل العثور على الفرائس والمناطق شبه الصّحراوية،، وهو يتجنّب المناطق الصّحراويّة، والغابات الكثيفة، والأراضي ذات الأعشاب الطّويلة.[9]

ثعلب الرمال

يستوطن ثعلب الرمال أو ثعلب روبيل (بالإنجليزيّة: Rüppell's Fox) أجزاءً من الشّرق الأوسط، وجنوب غرب آسيا، وشمال أفريقيا، ويعيش في الصّحاري الرّمليّة والصّخريّة، والسّهوب، والمراعي،[3] والكُتل الجبليّة، وبالقرب من الواحات، وبالرّغم من أنّ ثعالب روبيل تتجنّب العيش في المناطق القاحلة وسط الصحراء، إلا أنّها قد تضطر للعيش في الموائل النائية للابتعاد عن المناطق التي تُسيطر عليها الثّعالب الحمراء.[10]

يمكن العثور على ثعلب روبيل أيضاً في مناطق صحراويّة متنوعة في الإمارات العربية المتحدة، وغرب الرُّبع الخالي، وفي الموائل المفتوحة والصّخريّة التي تحتوي على غطاء نباتي متناثر في السّعودية، وعلى الحدود الشّمالية للصحراء الكبرى، أما في المغرب والصّحراء الغربيّة فيترّكز وجود ثعلب روبيل في الأودية الجافة، كما يمكن العثور عليه في المناطق التي تحتوي على غطاء نباتي متناثر، ويُوجَد أيضاً في صحاري النّيجر باستثناء مناطق الكثبان الرّمليّة، وقد تم العثور عليه أيضاً في عُمان، وفي حقول الكثبان الرّمليّة في الجزائر.[11]

الثعلب القزم

يمتد موطن الثعلب القزم أو ثعلب الكيت (بالإنجليزيّة: Kit Fox) من وسط وشمال المكسيك إلى جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكيّة،[3] حيث يمكنه العيش في المناطق القاحلة وشبه القاحلة بما فيها الغابات الحرشيّة، والأراضي العشبية، كما يمكن العثور عليه في الأراضي الزّراعيّة وبالقرب من المناطق الحضريّة، إلا أنّه يُفضّل المناطق ذات الغطاء النّباتي المتناثر، والمناطق ذات التّربة المفكّكة التي يَسهُل حفر الجحور فيها، ويمكن لثعالب الكيت العيش على ارتفاعات تتراوح بين 400-1,900 متراً، إلا أنّها تتجنّب المناطق الوعرة والمنحدرات، ويُشار إلى أنّه يستخدم الجحور التي يبنيها أو التي يستولي عليها من الحيوانات الأُخرى لتربية الصّغار، والاختباء من الحيوانات المفترسة، والاحتماء من الحرارة المرتفعة، بالإضافة المحافظة على رطوبة جسمه.[12][13]

الثعلب السريع

يعيشُ الثّعلب السّريع (بالإنجليزيّة: Swift Fox) في الأراضي العشبيّة الغربية لأمريكا الشّماليّة في أجزاء من كندا والولايات المتحدة الأمريكيّة،[3] ويمكن العثور عليه في البراري المستويّة أو قليلة الانحدار ذات الأعشاب القصيرة والمتوسطة، والتلال التي لا يزيد ارتفاعها عن كيلومتر واحد، كما يمكن العثور عليها في الحقول المزروعة بالمحاصيل مثل القمح، ويعيش معظم أفراد هذا النّوع في الأراضي العشبيّة والأراضي التي تعيش فيها كلاب البراري (بالإنجليزيّة: Prairie dog).[14][15]

ثعلب التّبت

يعيش ثعلب التّبت (بالإنجليزيّة: Tibetan Sand Fox) تحديداً في هضبة التبت وهضبة لداخ والمناطق المحيطة بها،[3] وينتشر في سهول الأراضي المرتفعة التي يتراوح ارتفاعها ما بين 2,500-5,200 متر، إلّا أنّ معظم أفراد هذا النّوع تُفضّل العيش في المناطق التي توجد على ارتفاع يزيد على 4,000 متر، حيث تتميّز معظم موائل ثعلب التبت بكونها أراضٍ عشبيّة متناثرة لا أشجار فيها ولا شجيرات، ويمكن العثور عليها في المنحدرات الجرداء، وقيعان مجاري المياه، ومن الجدير بالذّكر أنّ ثعالب التّبت توجد بشكل خاص في الأماكن التي يعيش فيها حيوان البيكا (بالإنجليزيّة: Black-lipped Pikas)؛ لأنّها تعتمد عليه في غذائها.[16][17]

ثعلب السّهوب

تعيش معظم أفراد ثعلب السّهوب (بالإنجليزيّة: Corsac Fox) في سهوب وصحاري آسيا الوسطى، ويعيش القليل منها في مناطق شمال شرق الصّين ومنغوليا،[3] إذ تتجنّب العيش في المناطق الجبليّة والغابات الكثيفة، والحقول الثّلجيّة، والمناطق الزّراعيّة.[18] تختلف البيئة التي تُفضلها ثعالب السّهوب باختلاف المنطقة التي تعيش فيها، حيث تُفضّل تلك التي تعيش في الجزء الغربي من موطنها السّهوب قصيرة الأعشاب، أما الثّعالب التي توجد في منغوليا وكازاخستان فتُفضّل المناطق شبه الصّحراوية، والتّلال المنخفضة والسّهوب قصيرة الأعشاب، أما ثعالب منطقة بحر قزوين فتُفضّل العيش في السّهوب والمناطق شبه الصّحراوية، في حين تُفضّل ثعالب في روسيا المناطق شبه الصّحراويّة، وكذلك تُفضّل الثّعالب التي تعيش في المناطق التي تمتد إلى الشّرق من جبال الأورال السّهوب، وقد يوجد القليل منها في السّهوب المشجّرة، وبشكلٍ عام تتجنّب ثعالب السّهوب مناطق الرّمال القابلة للانجراف، والمناطق التي يزيد ارتفاع الثلوج فيها عن 15سنتيمتراً.[19]

الثعلب فضي الظهر

تستوطن الثّعالب الفضيّة الظهر (بالإنجليزيّة: Cape fox) الأراضي المفتوحة، وأراضي الأشجار المنخفضة شبه الصّحراوية في أفريقيا الجنوبيّة بما فيها جنوب أفريقيا، وزيمبابوي، وبوتسوانا،[3][20] حيث تعيش تلك الثّعالب بشكلٍ أساسيّ في المناطق المفتوحة مثل الأراضي العشبيّة، والأراضي العشبيّة التي تتناثر فيها الشّجيرات، ويمكن العثور عليها في الجهة الشّرقية من صحراء ناميب وناميبيا حيث تعيش بين النّتوءات الصّخرية والجبال الصّغيرة وسهول الحصى، أما في بوتسوانا فقد تم العثور عليها في الأراضي التي تنمو عليها شجيرات الأكاسيا، والأراضي العشبيّة، وفي جنوب أفريقيا توجد الثّعالب الفضيّة في كارو، حيث يمكن العثور عليها في السهّول والمناطق الصّخريّة المعزولة، وأيضاً في كيب الغربية حيث تعيش في الأراضي ذات الغطاء النّباتي معتدل الكثافة، وأيضاً في محافظة كوازولو ناتال، ومن الجدير بالذّكر أنّ الثّعالب فضيّة الظّهر بدأت بالتوّسع والانتشار في مناطق جديدة بسبب استصلاح البشر للأراضي التي توجد ضمن مواطنها؛ لاستخدامها كأراضٍ زراعيّة.[21][22]

الثعلب الأفغاني

الثّعلب الأفغاني (بالإنجليزيّة: Blanford's Fox)، هو ثعلب صغير الحجم كان يقتصر وجوده قديماً على آسيا الوسطى، والهند، وباكستان، وإيران، وأفغانستان، ثم توسعّ ليصل إلى شبه الجزيرة العربيّة حيث تم العثور عليه في كل من مصر، وفلسطين، وعُمان، والمملكة العربيّة السّعودية، والإمارات.[3][23] تستوطن الثّعالب الأفغانيّة المناطق الجبليّة التي يقل ارتفاعها عن 2,000 متر، حيث يُعتقد أنها تتجنّب السّلاسل الجبليّة العالية والوديان المنخفضة، لذلك فهي تعيش على التّلال والجبال القريبة من السّهول المنخفضة في منطقة الهضبة الإيرانيّة، ويَقتصر وجودها في الشّرق الأوسط على المناطق الوعرة ذات الأجراف الصّخرية والمنحدرات والوديان، وقد تم العثور عليها في فلسطين في أكثر الأماكن جفافاً وحرارة مثل وسط النقب، وغرب الوادي المتصدّع.[24]

الثعلب الشّاحب

يتميّز الثّعلب الشّاحب (بالإنجليزيّة: Pale Fox) بفراء شاحب اللون يتماشى مع البيئة الصّحراويّة على السّاحل الأفريقي التي يعيش فيها، حيث يبني أنفاقاً يمكن أن يصل طولها إلى 15 متراً تصل بين حجرات صغيرة مُبطنة بالنّباتات الجافة.[3][25] ويعيش الثّعلب الشّاحب عادةً في المناطق الصّخريّة والرّملية الجافة جنوب الصّحراء الكبرى والمناطق شبه الصّحراوية، إلا أنّه قد يتواجد في أي منطقة تقع بين الصّحراء الحقيقيّة وسافانا غينيا الرّطبة، كما يمكن لها أن تقترب من المناطق الحضريّة والحقول الزّراعيّة نظراً لتوفر الطّعام وسهولة الحصول عليه، ومن الجدير بالذّكر أنّ العلماء لا يعرفون الكثير من المعلومات عن الثّعالب الشّاحبة وبيئتها والتّحديات التي قد تواجهها.[26][27]

ثعلب الفنك

تعيش ثعالب الفنك أو ثعالب الصحراء (بالإنجليزيّة: Fennec Fox) في البيئات القاحلة الممتدة شمال أفريقيا وآسيا، بما في ذلك الصّحراء الكبرى، وشبه جزيرة سيناء، والصّحراء العربية، حيث يمكن العثور عليها في كل من مصر، والمغرب، والنيجر، وفلسطين، والكويت،[3][28] ويُعرف عن ثعالب الفنك أنّها تتمكن من العيش في المناطق التي لا تناسب غيرها من الحيوانات التي تنتمي لفصيلة الكلبيات، إذ تتمكّن من العيش في المناطق الأكثر جفافاً والتي تكون درجة حرارتها عالية جداً، كما يمكنها العيش في البيئات شبه الصّحراوية، وفي الكثبان الرّملية الخالية من النّباتات، والكثبان التي تنتشر فيها النّباتات أو التي تحتوي على القليل من النّباتات المتناثرة، وفي المناطق التي يقل معدل الأمطار فيها عن 100ملم سنوياً، وهي المناطق الممتدة شمال موطنها، ويمكنها العيش أيضاً في مناطق يبلغ معدل الأمطار فيها 300ملم سنوياً كما في المناطق التي تقع جنوب موطنها، كما تتميّز ثعالب الفنك بقدرتها على حفر الجحور في البيئات الرّملية، حيث تقضي في الجحور الباردة التي يصل عمقها إلى 90سم تقريباً ساعات النّهار الحارة، ومن الجدير بالذّكر أنّ ثعالب الفنك يمكن أن تعيش في مناطق مشتركة مع ثعالب روبل، ومع بنات آوى الذّهبيّة.[29][30]

الثعلب القطبي

يعيش الثّعلب القطبي (بالإنجليزيّة: Arctic Fox) في تندرا القطب الشّمالي وتندرا المرتفعات (التندرا الألبيّة) في كل من أوراسيا، وأمريكا الشّماليّة، والأرخبيل الكندي، بما في ذلك ألاسكا، وروسيا، وجرينلاند، وجزر سيبيريا، وسفالبارد، وسلسلة جزر ألوتيان، وجزر بحر بيرنغ،[31][32] حيث يتمكّن الثعلب القطبي من العيش في موطنه بفضل مجموعة من التكيُّفات من ضمنها قُدرته على خفض معدل الأيض في جسمه أثناء انخفاض درجات الحرارة ونقص الغذاء، وتغيُّر لون فرائه من اللون الأبيض شتاءً إلى اللون الرمادي خلال فصل الصّيف ليتناسب مع البيئة التي تُحيط به، بالإضافة لتدفُّق الحرارة المعاكس في أرجله للمحافظة على حرارة جسمه أثناء مشيه على الجليد.[3][33]

تكيّف الثعلب مع البيئة

تعتمد الثّعالب على قُدرتها على الاختباء من الأعداء والحصول على ما يكفيها من الطّعام للبقاء، فهي تمتلك الكثير من الخصائص التي تساعدها على الصّيد، والتي يُذكر منها امتزاج ألوان فرائها مع محيطها وقدرتها على تمويه نفسها، بالإضافة إلى تمتُعها بحاسة بصر ممتازة، وحاستيّ سمع وشم حادتين، كما أنّ لأسنانها الحادة والمدببة دوراً في تمزيق الفريسة وتقطيع اللحم بسهولة.[34]

تُعدَُ الثّعالب القطبيّة مثالاً جيداً على قُدرة الثّعالب على التكيّف للعيش في البيئات الباردة القاسية، وذلك بفضل حجمها الصّغير الممتلئ، والذي يُقلّل من مساحة جسمها المُعرضّة للهواء القارص، وأيضاً بفضل الفراء الأبيض السّميك الذي يجعل من الصّعب تمييزها عن الثّلج المحيط بها، كما يَسمح لها بالمحافظة على درجة حرارة جسمها ثابتة، بالإضافة للفراء الذي يُبطن أقدامها من الأسفل لتدفئتها وحمايتها من الانزلاق، وذيلها كثيف الفراء الذي يُشكّل عازلاً كالبطانية حول جسمها ليلاً، وأرجلها القصيرة التي تُبقي أجسامها قريبة من الأرض وتحميها من عصف الرّياح، كما أنّ الحجم الصّغير لكل من الأذنين والأنف والعين، يَحدّ من فقد الحرارة.[35][36]

تلجأ الثّعالب التي تعيش في الصّحراء لبعض التكيُّفات السلوكيّة لتتمكن من تحمّل درجات الحرارة المرتفعة، حيث تقضي ساعات النّهار الحارة داخل الجحور الباردة، فيما تبدأ نشاطها ليلاً عندما تنخفض الحرارة، وتتمكّن من تبديد حرارة أجسامها بفضل معدل الأيض الأساسي المنخفض لديها، وقدرتها على تغيير كثافة الفراء الذي يُغطي أجسامها ومخزون الدهون لديها تبعاً للموسم، بالإضافة إلى دور الأوعيّة الدّموية الموجودة في الجلد لديها في التوسُّع لتبديد حرارة الجسم، فيساعد كل ما سبق على تخليص الثّعالب من الحرارة الزّائدة دون أن تفقد سوائل جسمها بالتبخّر، أمّا في حال ارتفاع درجة الحرارة إلى الحد الذي لا تستطيع الثعالب احتماله فإنها تُحوّل الماء في جسمها إلى بخار ماء، وتتخلّص منه عن طريق اللهاث مما يُخفض من حرارة أجسامها، ومن الجدير بالذّكر أنّ قدرة الثّعالب على الاكتفاء بالماء الذي تحصُل عليه من وجبات الطّعام يُعدَُ جزءاً أساسياً من قدرتها على البقاء في البيئات الحارة التي يندُر وجود الماء فيها.[37]

الثعلب في المناطق الحضرية

بدأت الثّعالب بالعيش في كثير من مدن العالم منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ثم بدأت أعدادها بالتّزايد تدريجياً حتى التّسعينيات حتى انتشر مرض الجرب الساركوبتي، المعروف أيضًا باسم جرب الكلاب (بالإنجليزيّة:sarcoptic mange)، الذي قضى على أكثر من 95% من الثّعالب التي تعيش في المناطق الحضريّة والرّيفيّة، ومع ذلك بدأت أعداد الثّعالب بالتزايد مرة أُخرى تدريجياً خاصةً مع توفر الطّعام الذي تحتاجه، إذ تُداهم الثّعالب حاويات القمامة لتتناوّل بقايا الطّعام، وتأكل الخضار والفاكهة، بالإضافة إلى ما يتوفّر من طيور وثدييات صغيرة، وأغذية يتركها النّاس عمداً لها.[38]

الثعلب والإنسان

تُفضّل الثعالب العيش بالقرب من البشر، فهي قادرة على التكيّف بسهولة مع نشاطهم، لذلك فإنها كثيراً ما تُشاهد في المنتزهات والسّاحات القريبة من التّجمعات السّكنيّة والأماكن الأُخرى، التي يتوفّر فيها طعام، وماء، وأماكن آمنة للاختباء، وبالرّغم من تخوّف بعض البشر من إمكانيّة نقل الثّعالب لبعض الأمراض، وخوفهم على حيواناتهم الأليفة منها إلا أنّ وجود الثّعالب بالقرب من التّجمعات السكنيّة لا يشكّل خطراً حقيقياً، خاصةً أن الثّعالب نادراً ما تكون عدوانيّة على البشر، ومع ذلك يمكن لمن يرغب بإبعاد الثّعالب أو على الأقل الحد من المشاكل التي قد تُسببها أن يقوم ببعض الإجراءات، مثل:[39]

  • إحكام إغلاق حاويات القمامة وتخزينها في أماكن مغلقة، وتنظيف الحدائق من الثّمار المتساقطة من الأشجار، وعدم ترك طعام الحيوانات الأليفة والطّيور خارج المنزل.
  • عدم ترك الحيوانات الأليفة خارج المنزل دون مراقبة دقيقة، ووضع الحيوانات التي يمكن للثعالب افتراسها مثل الأرانب، والدّجاج، والبط، والخراف الصّغيرة داخل حظائر مُسيّجة لا يمكن للثعالب اختراقها أو تسلقها، أو في أقفاص محكمة الإغلاق، كما يمكن استخدام السّياج الكهربائي لمزيد من الحماية.
  • إغلاق الفراغات والفتحات التي توجد أسفل المنزل والتي يمكن للثعالب الاختباء بداخلها، وتربية جرائها.
  • استخدام بعض الوسائل التي يمكن أن تخيف الثّعالب أو تزعجها لإجبارها على ترك المنطقة المحيطة بالمنزل، مثل استخدام الأضواء السّاطعة، أو الأصوات المرتفعة، أو الرّوائح المنفرّة، كما يمكن رشها بالماء باستخدام صهريج المياه لإخافتها.

المراجع

  1. ↑ "Vulpes vulpes", www.itis.gov, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  2. ↑ Serge Lariviere (21-8-2019), "Fox"، www.britannica.com, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "The Twelve Species Of True Foxes", www.worldatlas.com, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  4. ↑ Alina Bradford (15-9-2017), "Foxes: Facts & Pictures"، www.livescience.com, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  5. ↑ "Vulpes", animaldiversity.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  6. ↑ David Fox, "red fox"، animaldiversity.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  7. ↑ "Red Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  8. ↑ Pamela Meadors, "Vulpes bengalensis Bengal fox"، animaldiversity.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  9. ↑ "Bengal Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  10. ↑ Elizabeth Kierepka, "Rüppel's fox"، animaldiversity.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  11. ↑ "Rüppell's Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  12. ↑ Allen Patton, "kit fox"، animaldiversity.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  13. ↑ "Kit Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  14. ↑ "swift_fox", www.fws.gov, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  15. ↑ "Swift Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  16. ↑ Melissa Borgwat, "Tibetan fox"، animaldiversity.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  17. ↑ "Tibetan Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  18. ↑ Carmen Borsa, "Corsac fox"، animaldiversity.org, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  19. ↑ "Corsac Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  20. ↑ Kristen Rohde, "Cape fox"، animaldiversity.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  21. ↑ "Cape Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  22. ↑ "Cape Fox", www.nationalgeographic.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  23. ↑ "Blanford's Fox", researchonline.ljmu.ac.uk, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  24. ↑ "Blanford's Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  25. ↑ Cheryl Darden, "pale fox"، animaldiversity.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  26. ↑ "PALE FOX", www.canids.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  27. ↑ cology "Pale Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  28. ↑ Anne Helmenstine (8-7-2019), "Fennec Fox Facts"، www.thoughtco.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  29. ↑ "Fennec Fox", animals.sandiegozoo.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  30. ↑ "Fennec Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  31. ↑ Anne Marie Helmenstine (2-4-2019), "Fascinating Arctic Fox Facts"، www.thoughtco.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  32. ↑ "Arctic Fox", www.iucnredlist.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  33. ↑ "ARCTIC FOX", www.biologicaldiversity.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  34. ↑ "Red Fox", cosleyzoo.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  35. ↑ "Adaptations of the Arctic Fox", www.exploringnature.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  36. ↑ "Foxes", defenders.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  37. ↑ Eli Geffen , Isabelle Girard، "Behavioral and Physiological Adaptations of Foxes to Hot Arid Environments: Comparing Saharo-Arabian and North American Species"، www.tau.ac.il, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  38. ↑ "Urban foxes", www.thefoxwebsite.net, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  39. ↑ "RED FOX", www.ct.gov, Retrieved 1-11-2019. Edited.