أين تقع لبنان

لبنان

تعد لبنان (بالإنجليزية: Lebanon) دولة ذات مساحة جغرافية صغيرة تجعلها إحدى أصغر الدُّول على مستوى العالم، ومن أكثر بُلدان منطقة البحر الأبيض المُتوسّط اكتظاظاً بالسكّان، فهي تُمثّل أحد أهمّ المراكز الثقافية والتجارية في منطقة الشرق الأوسط، وتحظى بتنوُّع دينيّ وعرقيّ يميّزها عن غيرها من الدُّول العربية المحيطة بها،[1] ويُذكر أنّ تسمية لبنان بهذا الاسم جاءت نسبة إلى جبال لبنان التي تمتدّ من الجزء الشمالي الشرقي إلى المنطقة الجنوبية الغربية، مروراً بالجزء الأوسط من البلاد.[2]

موقع لبنان

تقع لبنان أو الجمهورية اللبنانية في الجزء الغربي من القارة الآسيوية،[3] ضمن منطقة الشرق الأوسط،[4] تحديداً في المنطقة المُطِلّة على الجزء الشرقي من ساحل البحر الأبيض المُتوسّط، في النقطة التي تلتقي عندها ثلاث من قارّات العالم؛ هي أوروبا، وآسيا، وأفريقيا.[5] أمّا من الناحية الفلكية، فإنّ لبنان jحتلّ موقعاً على خطّ طول (50 35)، ودائرة عرض (50 33).[4]

تمتلك لبنان حدوداً برية تمتد على مسافة 484 كم، وأخرى ساحلية، حيث تشترك في حدودها البرية مع الجمهورية العربية السورية من الجانبين الشمالي والشرقي بطول حدود يبلغ 403 كم، وتحدها دولة فلسطين من الجهة الجنوبية بمسافة حدودية تصل إلى 81 كم، في حين تطل حدودها الغربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.[1][4]

أهمية موقع لبنان

تحظى الجمهورية اللبنانية بأهمية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي المتميّز؛ فهي تصل بين قارة أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، وتمثّل مركزاً تجارياً مهماً؛ بسبب وقوعها على طرق التجارة القديمة،[6] بالإضافة إلى أنها تُعتبر مركزاً سياحياً مميّزاً يجذب أعداداً كبيرة من الزوار في كل عام؛ لذلك ساهم قطاع السياحة في تطور الاقتصاد اللبناني بشكل كبير.[7]

محافظات لبنان

تنقسم الجمهورية اللبنانية من الناحية الإدارية إلى ثماني محافظات رئيسية، وهي: بيروت، وشمال لبنان، وجنوب لبنان، وجبل لبنان، والبقاع، والنبطية، وبعلبك الهرمل، وعكار. وتنقسم كل من هذه المحافظات إلى أقضية،[8] يأتي ذكر أكبرها فيما يأتي:[9]

• مدينة بيروت: تُمثّل عاصمة الجمهورية اللبنانية، والمدينة الأكبر من بين مدنها، حيث يقطنها 1916100 نسمة، وتعتبر الميناء التجاري الرئيسي في البلاد، ومركزاً سياحياً مهماً يجذب عدداً كبيراً من السياح في كل عام؛ بفضل وجود العديد من المتاحف الغنية بالتراث، والتاريخ، والثقافة، مثل المتحف الوطني، ومتحف سرسق، والمتحف الأثري للجامعة الأمريكية، إضافة إلى ذلك تشهد بيروت وجود العديد من المراكز الرياضية والأنشطة.
• مدينة طرابلس: توجد طرابلس في الجزء الشمالي من الجمهورية اللبنانية، وهي المدينة الأكبر من حيث عدد السكان بعد عاصمة البلاد مدينة بيروت، حيث يقطنها 229398 نسمة، وتتميّز كونها مركز الاتصالات، والنقل، والتعليم، بالإضافة إلى مبانيها ذات التراث المعماري المميز، ومعالمها السياحية الجذابة، مثل محميات جزر النخيل الطبيعية، وبرج الساعة.
• مدينة صيدا: تُمثّل ثالث أكبر مدن لبنان بعدد سكان يصل إلى 163،554 نسمة، وهي مدينة قديمة تأسست منذ عصور ما قبل التاريخ، وشهدت تنوّعاً كبيراً في الهندسة المعمارية، ونشاطاً ملحوظاً في زراعة المحاصيل الزراعية مثل القمح، بالإضافة إلى وجود المعالم الدينية من مساجد وكنائس، وأماكن ترفيهية وصحية وغيرها.
• مدينة صور: تعد مدينة لبنانية كبيرة يقطنها 135204 نسمة، يعود تاريخها إلى العصور القديمة، حيث تأسست في عام 2750 قبل الميلاد كإحدى مدن الدولة الفينيقية، وانعكس هذا التاريخ العريق لمدينة صور بوجود العديد من المباني التاريخية ذات الهندسة المعمارية القديمة، حيث تم إدراجها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.

جغرافية لبنان

المساحة

تحتل الجمهورية اللبنانية مساحة جغرافية تُقدر بنحو 10,400كم²، منها 10,230كم² أرض يابسة، و170كم² مسطحات مائية تحتوي على أنهار وبحيرات، وبذلك تأتي لبنان في المرتبة الحادية والسبعين بعد المئة ضمن قائمة أكبر دول العالم من حيث المساحة الجغرافية، كما تقترب حدود البلاد في شكلها إلى المستطيل، بحيث يصل طول المنطقة الأضيق إلى 32 كم، وتبدأ بالاتساع تدريجياً حتى تصل إلى 88 كم في المنطقة الأكثر اتساعاً، بمتوسط عرض يبلغ 56 كم، وبطول حدود ساحلية تبلغ 225 كم (150 ميل).[5][10][11]

المناطق الجغرافية

تنقسم الجمهورية اللبنانية من الناحية الجغرافية إلى أربع مناطق رئيسية، وهي :[12][11][13]

• الشريط الساحلي: يوازي البحر، ويُمثّل المنطقة الأخفض في البلاد، حيث يبلغ ارتفاعه 0م عن سطح البحر، ويمتد على طول 225 كم، كما يتراوح عرضه بين بضع مئات الأمتار و5000 متر عند المنطقة الشمالية بالقرب من مدينة طرابلس.
• جبل لبنان: هو سلسلة جبلية تتكوّن من قمم يتراوح ارتفاعها بين 1000-2000م، وتصل إلى أعلى ارتفاع لها عند قمة القرنة السوداء بارتفاع 3088 م، ممثلة بذلك القمة الأعلى في البلاد.
• وادي البقاع: يقع الوادي إلى الشرق من جبل لبنان، ويُمثل المنطقة الزراعية الرئيسية في البلاد، ويشتمل على مرتفعات يصل متوسط ​​ارتفاعها إلى 762م، وطولها 177كم، وبعرض يتراوح بين 9.6-16كم.
• سلسلة الجبال الشرقية: تمتد من جبل حرمون، إلى هضبة حوران، وصولاً إلى البحر الميت في الأردن، وتعتبر من المناطق الجافة، ذات الكثافة السكانية القليلة.
• الأنهار: تشتمل الجمهورية اللبنانية على العديد من الأنهار الجارية، معظمها منحدر بشكل شديد عبر ممرات ضيقة، وبعضها شكّل عبر الزمن الكهوف في الجبال، وكان لهذه الأنهار دور مهم في إعادة إنتاج المواد الخام من خلال تسهيل عملية الوصول إليها، ويُمكن تقسيم الأنهار في لبنان إلى مجموعتين رئيسيتين، كما يأتي:[12]

• أنهار البقاع: تتمثّل بنهر الليطاني الذي يمتد من الجنوب حتى مدينة صور ليصب في النهاية بالبحر الأبيض المتوسط، ونهر العاصي الذي يمتد نحو الشمال حتى سوريا.
• الأنهار الشرقية الغربية: وهي الأنهار والمجاري المائية المتكوّنة بفعل تصريف جبل لبنان لمياه الأمطار.

مناخ لبنان

يسود الجمهوريّة اللبنانية المناخ شبه الاستوائي بشكل عام؛ إذ تظهر الأجواء الجافة والحارّة خلال الصيف، وتميل إلى الرطوبة والاعتدال خلال شهور الشتاء،[1] بينما يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط المناطق الساحلية؛ فتتميّز بالشتاء المعتدل، والماطر، وبصيفٍ جافّ، ورطب، وحارّ، وتتميّز لبنان برياح خماسينيّة حارّة تهبّ باتّجاهها من شمال القارّة الأفريقيّة في فصل الربيع، وأحياناً أثناء الخريف، أمّا المناطق الواقعة في الجزء الشمالي من البلاد، فهي تتأثر بالرياح الباردة القادمة من القارة الأوروبية، وذلك في فصل الشتاء، وباختصار فإنّ المناطق الجنوبية تتميّز بالأجواء الأكثر دفئاً، في حين تتميّز المناطق الشماليّة الساحليّة بكونها أكثر رطوبة، وبرودة.[14]

وبالتوجّه نحو جبال لبنان، يصبح الطقس أبرد، وملائماً لسقوط كميات أكبر من الأمطار كلّما زاد الارتفاع، ممّا يعني شتاءً أكثر برودة، بالإضافة إلى شيوع الثلوج، وخاصة على القمم الجبليّة التي تُغطّيها هذه الثلوج معظم أوقات العام، بينما يتميّز الصيف فيها بالانخفاض في أوقات الليل، أمّا في النهار فتكون الحرارة مماثلة لحرارة المناطق الساحلية، ويساعد ارتفاع الجبال على تخفيف تأثير مناخ البحر الأبيض المتوسط، ممّا يؤدّي إلى فروقات يومية أكبر في درجات الحرارة.[14]

ونظراً لتأثير جبال لبنان على وادي البقاع، فهو يشهد رطوبة وهطولاً للأمطار بشكل أقلّ ممّا هو موجود في المناطق الساحليّة، وعلى الرغم من تساقط الثلوج فيه بشكل أكبر من تلك التي تسقط على جبال لبنان، إلّا أنّه يشهد نطاقاً واسعاً من درجات الحرارة، وذلك بشكل يوميّ، وسنويّ. أمّا سلسلة جبال لبنان الشرقيّة، فهي تتميّز بدرجات حرارة تقلّ عمّا هو موجود في وادي البقاع، كما أنّها تحظى بنسب مرتفعة من الأمطار.[14]

التنوع النباتي والحيواني في لبنان

تتمتّع لبنان بأراضٍ شاسعة ذات بيئة زراعية خصبة، حيث تحتل الغابات ما نسبته 13.4% من إجمالي مساحة البلاد، ونحو 11.9% من الأراضي الصالحة للزراعة،[15] ويظهر الآلاف من أنواع النباتات التي تنمو في المناطق المنخفضة، منها نبات العنب، والتين، والزيتون، وأنواع أخرى من النباتات التي تنمو في المناطق المرتفعة، مثل: الصنوبر، والسرو، والتنوب، والعرعر، والأرز، والقيقب.[16]

بالإضافة إلى تنوّع الحياة النباتية، فإن الأراضي اللبنانية تشتمل على العديد من أنواع الحيوانات من ثدييات، وطيور، وقوارض، وزواحف، وتظهر الغزلان والأرانب بكثرة في المناطق الجنوبية، أما الفئران، والسناجب، والعضلان، والثعابين، والسحالي، والنسور، والحمام، والحجل، وابن آوى فتظهر في المناطق الريفية البريّة.[16]

المراجع

1. ^ أ ب ت Paul Kingston Clovis, F. Maksoud Samir, G. Khalaf, And others، "Lebanon"، www.britannica.com, Retrieved 3-10-2019. Edited.
2. ↑ "Lebanon ", www.encyclopedia.com,30-9-2019، Retrieved 3-10-2019. Edited.
3. ↑ Benjamin Elisha Sawe (9-4-2018), "What Continent is Lebanon In?"، www.worldatlas.com, Retrieved 4-10-2019. Edited.
4. ^ أ ب ت " Lebanon ", www.cia.gov, Retrieved 3-10-2019. Edited.
5. ^ أ ب "Geography & Climate", www.lebanonconsulatela.org, Retrieved 3-10-2019. Edited.
6. ↑ Manuela Marseglia , Policies for Business in the Mediterranean Countries, Italy  : Centre for Administrative Innovation in the Euro-Mediterranean Region , Page 3. Edited.
7. ↑ john T conor (31‏/12‏/1965), United States Foreign Trade ... Annual, United States: U.S. Department of Commerce, International Trade Administration, Page 11. Edited.
8. ↑ " Geography of Lebanon", fanack.com,18-10-2018، Retrieved 5-10-2019. Edited.
9. ↑ Benjamin Elisha Sawe (15-8-2018), "Biggest Cities In Lebanon"، www.worldatlas.com, Retrieved 5-10-2019. Edited.
10. ↑ " Where is Lebanon?", www.worldatlas.com,2-10-2015، Retrieved 5-10-2019. Edited.
11. ^ أ ب "Land", countrystudies.us, Retrieved 5-10-2019. Edited.
12. ^ أ ب Sireen El Zaatari (7-2017), "The central Levantine corridor: The Paleolithic of Lebanon"، www.researchgate.net, Retrieved 5-10-2019. Edited.
13. ↑ "Where is Lebanon?", worldpopulationreview.com, Retrieved 5-10-2019. Edited.
14. ^ أ ب ت Garrad Hassan (2011), The National Wind Atlas of Lebanon, Beirut, Lebanon: CEDRO, Page 12. Edited.
15. ↑ "GEOGRAPHY", teachmideast.org, Retrieved 6-10-2019. Edited.
16. ^ أ ب "Lebanon", www.encyclopedia.com,4-10-2019، Retrieved 6-10-2019. Edited.