-

أين يوجد جامع القيروان

أين يوجد جامع القيروان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المساجد

تعدّ المساجد من أعظم الأماكن على وجه الأرض، ومن أفضل الأعمال التي من الممكن أن يقوم بها المسلم هي بناء مسجد، فالمسجد هو بيت الله عزّ وجل الذي يذكر فيه اسمه دائماً، وهو المكان الذي أتاح للمسلمين إمكانية أداء أهم وأعظم فريضة فرضت عليهم وهي الصلاة، والتي تعتبر عماد ديننا الحنيف.

شهدت الحضارة الإسلامية تشييد الكثير من المساجد الضخمة على مر الأزمنة، ومن أبرز ما يميز هذه المساجد هو الفن المعماري الأصيل المتبع في بنائها، وما تزال العديد من المساجد التي شيّدت في تلك الفترات الغابرة ماثلةً حتى يومنا هذا، ومن أمثلتها مسجد القيروان الذي سنتحدث عنه في مقالنا هذا.

مسجد القيروان

مسجد القيروان أو كما يسمى جامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع، هو أحد المساجد العريقة التي شيدت في الحضارة الإسلامية، وقد تم بناؤه على يد عقبة بن نافع بعد أن قام بفتح إفريقية أو كما تعرف الآن تونس، وبعد أن أسس مدينة القيروان فيها على يد جيشه، إذ قام ببناء هذا المسجد في مدينة القيروان، وقد كان المسجد في تلك الفترة مسجداً صغيراً وبسيطاً ومساحته صغيرة، وكانت أسقفه تستند على الأعمدة مباشرةً دون وجود عقود تصل بين كل من الأعمدة والسقف، إلا أنه قد تم تجديد بناء المسجد بعد ذلك لكن مع الحرص على إبقاء هيئته وشكله العام كما هو وكذلك الأمر بالنسبة إلى قبلته ومحرابه.

وقد حظي هذا المسجد باهتمام كبير من قبل الأمراء والخلفاء والعلماء المسلمين على مر التاريخ الإسلامي؛ إذ تمّت توسعته وزيادة مساحته لتصل إلى 9700 متر مربع، ليصبح بذلك أكبر مسجد في المغرب العربي، أما بالنسبة للهيئة والشكل العام لهذا المسجد الذي ما زال ماثلاً حتى يومنا هذا فهي تعود إلى عهد الدولة الأغلبية الذين حسنوه وطوروه بشكل كبير في القرن التاسع الميلادي (أي في القرن 3 هـ)، إلا أنّ الاهتمام بهذا المسجد لم يقف عند الدولة الأغلبية فقط، بل امتد إلى الدول التي توالت على حكم تلك المنطقة، الذين اهتموا به اهتماماً كبيراً، وخاصةً في عهد الحكم الصنهاجي ومن ثم في بداية العهد الحفصي، وبذلك أصبح مسجد القيروان من المعالم التاريخية الإسلامية البارزة حول العالم.

أمّا بالنسبة لشكل المسجد فالناظر إليه من الخارج يظنّه حصن منيع لسماكة جدرانه وارتفاعها الكبير، وتشييدها على دعامات واضحة، كما أنه يحتوي على الكثير من الكنوز القيمة كالمنبر الموجود فيه والذي تم صنعه من خشب الساج المنقوش، ومقصورة المسجد الثمينة والنفيسة والتي تحتوي على العديد من النقوش التي ما زالت كما هي حتى يومنا هذا.