أين هي أرض المحشر
يوم المحشر
المتأمل في حال الدنيا و تقلبها، و حال الناس فيها، يدرك يقيناً أن لا بد من نهاية، تحتم على الظالم الجزاء الذي يناسبه، وتنتصر للمظلوم، أحداث الموت الصغرى ( القيامة الصغرى ) التي نراها و تتكرر كل يوم أمامنا، تبرز بما لا يحتمل الشك حتمية النهاية العظمى( القيامة ) ، ففي كل نهاية يوم، و في سقوط كل ورقة شجر، و في نفوق أي دابة، نرى النهاية الحتمية التي لا بد أننا سنؤول إليها، فما كُنه هذة النهاية؟ و أين هي أرض المحشر؟
أرض المحشر
تكرر ذكر المحشر بما صح وروده عن النبي - صلى الله عليه و سلم - و تعددت الأحاديث التي ثبت إسنادها للرسول - صلى الله عليه و سلم -، و قد أجمع أهل العلم بأن أرض المحشر في الشام، فأغلب الأحاديث التي تتحدث عن أحداث آخر الزمان من خروج الدجال و فتح القسطنطينية تتحدث جميعها عن أرض الشام، كما أن نزول عيسى - عليه السلام - في آخر الزمان يكون في الشام، و به يكون اجتماع المؤمنين لقتال الدجال، فالشام هي أرض المحشر و المنشر؛ منها ينشر الناس للحساب.
مواضع ذكرها في القرآن الكريم
و قد ورد ذكرها في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع هي:
يرى بعض أهل العلم أن هناك حَشْريْن؛ حشر في الدنيا و حشر في الآخرة،وحشر الدنيا يكون في أرض الشام كما وصف النبي - صلى الله عليه و سلم- النارَ التي تخرج من عدن في آخر الزمان تسوق الناس إلى محشرهم و هي في الشام، و حشر الآخرة و التي يكون على أرض غير الأرض، والتي وصفها الله في آياته بأنها تبدل الأرض غير الأرض و السماوات، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( سألت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - عن قوله عز وجل : " يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ " فأين يكون الناس يا رسول الله؟ فقال على الصراط ).
صفة المحشر يوم القيامة
يأتي الله - عز وجل - بهيئةٍ وحضورٍ يليق بهيبته وجلال عظمته، والملائكة مصطفةٌ صفاً صفاً في موكبٍ رهيب، و أهل المحشر يأتون صفاً واحداً معروضين لا يحجب أحدهم الآخر، مكشوفين لله في يوم عرض مخيف،تُدك فيه الأرض دكاً دكاً، فتتبدل صفاتها و يؤتى بجهنم يسمع صوتها وهي تتغيض حتى قبل أن تُرى، وتنصب الموازين القسط لبدء الحساب، و يمتد الصراط، ويقسم الناس زمراً زمراً، زمرة اليهود، زمرة النصارى، زمرة الفاسقين، زمرة اصطفاها الله ورزقها حبه وهدايته وأرشدها إلى طاعته، وأعانها عليها، هؤلاء يحشرون مع بعضهم البعض في فئة تكتنفهم، و إن تباعدت أزمنتهم.