-

أين تكون أرض المحشر

أين تكون أرض المحشر
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يوم الحشر

يوم الحشر هو اليوم الذي تقف فيه الخلائق جميعاً أمام الله عز وجل بعد أن تموت الأحياء فيبعث الأموات جميعاً؛ إذ ينادي منادٍ من قبل الله عز وجل " أيتها الرمم البالية، أيتها اللحوم المتناثره قومي لفصل القضاء بين يدي الله الواحد الأحد الفرد الصمد، فتنشق القبورويُبعث الأموات من جديد، وأول من ينشق عنه قبره سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله علية وسلم فيجد الملائكة بانتظاره، وعند وقوفة أمام العظيم الجبار أوّل ما يقول: " أمتي أمتي يا رب العالمين"، ثمّ يخرج الناس من قبورهم مذهولون من الخوف لا يعرفون أين يذهبون إلّا المؤمنين، فكما أخبرنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم إذ قال:" إذا خرج المؤمن من قبره وجد ملكين على باب قبره يثبتانه ويؤمنانه حتى يدخلاه جنة الله عز وجل"، ويقول علية السلام "والذي بعثني بالحق نبياً أنّ المؤمن أعرف بمكانه في الجنة من معرفة أحدكم بمكانه وأهله في الدنيا".

ضرورة يوم الحساب

قال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لولا هول المحشر لكان الأمر على غير ماترون"، لكانت الدنيا غابةً يعتدي بها القوي على الضعيف ويأكل حقه، ويأخذ الظالم منها كل مايريد من المظلوم، الايمان بيوم الحشرهو الذي جعل المؤمن يزهد من الدنيا ويبيعها في سبيل الآخرة، أي مخلوق عاقل يعرف بأنه لا بد من أن يكون يوم حساب من أجل تحقيق العدالة الربانية.

أين تقع أرض المحشر

سئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أرض المحشر: يا رسول الله أخبرنا عن أرض المحشر فقال: "إنها كالفضة المُذابة، بيضاء نقية لم ترتكب فيها خطيئة قط"، أرض مستوية لا يوجد بها نتوء، ولا منخفضات، فتذهب الجبال بأمر الله وتستوى المنخفضات، هذه صفات الأرض التي سوف يحشر بها جميع الناس المؤمن والكافر، الصالح والطالح، الراشد والفاسد ، كلٌ ينتظر الحساب على ما فعله في الدنيا، وأخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الوحوش تُحشر أيضاً في هذا اليوم.

جميع الروايات تؤكد بأن أرض المحشر هي أرض بلاد الشام؛ وفلسطين بشكلٍ خاص، لكونها المنطقة التي يتواجد بها المؤمنين تحت راية الإسلام التي يحملها النبي عيسى عليه السلام ضدّ جيوش المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج ، فبعد أن يرسل الله على الكفار مرض يصيبهم في رقابهم فيموتون كموتة نفسٍ واحدة وتغطي جثثهم الأرض، يطلب النبي عيسى من ربه أن يخلص الأرض من هذه الجثث، فيرسل الله سبحانه وتعالى طيور تحملها وترميها في مكانٍ لا يعلمه إلا الله، وبعد ذلك تنزل الأمطار بغزارة لتطهر الأرض من النجاسات التي أصابتها فتعود الأرض طاهرةً نظيفةً.