أين يوجد الكبد فى جسم الإنسان
أعضاء جسم الإنسان
يتكوّن جسم الإنسان من خلايا مثلَ باقي الكائنات الحيّة، والخليّة هي تسميةٌ لوحدة بناء الجسم، والذي سمّاها بهذا الاسم العالِم روبرت هوك، ويوجد في جسم الإنسان أنواع عديدة من الخلايا، وتشكّل خلايا كلّ نوعٍ نسيجاً حيويّاً، وكم الخلايا فإنّ هذه الأنسجة مختلفة الأنواع، وتشكّل معاً أعضاء حيويّةً لها وظائف مهمّة في الجسم، ومنها القلب على سبيل المثال، وتجتمع عدّة اعضاء معاً لتشكّل جهازاً، وقد يشترك في العضو أكثر من جهاز؛ لتعدُّد وظائفه، مثل: الأمعاء التي هي عضو في جهازَي: الإخراج، والهضميّ. لأعضاء الجسم أهميّة كبيرة داخل جسم الإنسان، ومن هذه الأعضاء: الكِلى، والكبد، والطّحال، والرّئتان، والمعدة، وغيرها من الأعضاء.[1]
مكان وجود الكبد في جسم الإنسان
يوجد الكبد في الرّبع العلويّ من الجهة اليُمنى من منطقة البطن، وتحديداً أسفلَ الحجاب الحاجز، جانبَ الجهة اليُمنى للمعدة، والكلية اليُمنى، والأمعاء، ولونه بنيٌّ، يميل إلى اللون الأحمر الشّاحب قليلاً، وله وظائف متعدّدة. ينقسم الكبد إلى فصّين اثنين؛ يتكوّن كلاهما من ثماني قطعٍ متّصلةٍ، تتكوّن في داخلها من فصيصاتٍ صغيرةٍ، يصل عددها إلى ما يُقارب ألف فُصيص، تتّصل فيما بينها بقنواتٍ صغيرةٍ متّصلةٍ بقنواتٍ أخرى كبيرة؛ لتشكّل في النّهاية القناة الكبديّة، وعن طريق هذه القناة تُنقَل الموادّ الناتجة إلى المرارة والاثني عشر أوّل أجزاء الأمعاء الدّقيقة. يتراوح وزن الكبد عند البالغين الذكور عادةً بين (1.4 - 1.5)كغ، أمّا عند الإناث فيتراوح بين (1.2- 1.4)كغ، وبذلك يُعدّ أكبر عضو داخليّ، وأكبر غدّةٍ في جسم الإنسان،[2] ويرتبط باثنين من الأوعيّة الدمويّة الكبيرة، وبكلٍّ من: الشريان الكبديّ المُحمّل بالدّم الغنيّ بالأكسجين من الشريان الأورطيّ، والوريد البابيّ المُحمّل بالدّم الغنيّ بالموادّ الغذائيّة المهضومة من الجهاز الهضميّ بأكمله، ومن الطحال، والبنكرياس.[3][4]
وظيفة الكبد
الفصيصاتُ الموجودة في الكبد عبارةٌ عن وحداتٍ وظيفيّةٍ؛ وفي كلّ فصيصٍ منها ملايينُ الخلايا الكبديّة المتّصلة معاً عن طريق النّسيج الضامّ الهالي الذي يمتدّ إلى داخل الكبد من خلال الأوردة والشّرايين، ولهذا تتعدّد وظائف الكبد المهمّة جداً للجسم، ومنها:[4]
- إنتاج مادّة الصفراء أو عصارة المرارة يوميّاً، وهي سائل قاعديّ يُخزَّن في المرارة، ويساعد على التخلّص من الفضلات، وإذابة الدهون في الأمعاء.
- إنتاج بروتينات الكيراتين لبلازما الدم.
- إنتاج الكولسترول، بالإضافة إلى بروتينات خاصّة تساعد على نقل الدّهون في الجسم.
- تخزين الجلوكوز على شكل جلايكوجين، وإطلاقه حسب حاجة الجسم إليه.
- تحويل الأمونيا الضارّة إلى يوريا، وإخراجها مع البول.
- تنقية الدّم من الموادّ الكيميائيّة الناتجة عن تناول الأدوية، والموادّ السامّة للجسم.
- تنظيم تجلّط الدم.
- مقاومة الأجسام الغريبة، ومنها البكتيريا الضارّة، وذلك بإنتاج عوامل مناعيّة مختلفة.
- التخلّص من خلايا الدّم الحمراء التالفة، عن طريق إزالة مادّة البيليروبين مع المادّة الصفراء؛ وبهذا يمرّ الدّم القادم من المعدة والأمعاء جميعه عبر الكبد.
- تخزين الفيتامينات، تفكيك الموادّ السامّة، مثل: الكحول، ونواتج الأدوية.[2]
الأمراض الكبد وأعراضها
الأمراض
يمكن أن تصيب الكبدَ العديدُ من الأمراض التي تؤثّر سلباً على عمله، ومن هذه الأمراض:
- التهاب الكبد الوبائيّ: توجد عدّة أصنافٍ لهذا المرض، وذلك حسب نوع الفيروس: A, B, C, D, E، وتنتقل هذه العدوى غالباً عن طريق عدوىً فيروسيّةٍ في الدّم المُلوَّث، أو الغذاء والماء الملوَّثَين، ويُعدّ الفيروسان (C,B) الأخطر والأوسع انتشاراً، ويؤدّيان معاً إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرضٍ مُزمنٍ في الكبد، وهما أكثر أسباب تشمّع الكبد وتلفه شيوعاً. ويسبّب هذا المرض: اليرقان، والتّعب الشّديد، وآلام البطن، والغثيان، والتقيُّؤ، واسوداد البول، وإذا لم يُعالج فقد يُسبّب الوفاة.[5]
- متلازمة بود كياري: تنتج هذه المتلازمة بسبب انسداد الأوردة الكبديّة الدّاخلة إلى الكبد، وتسبّب آلاماً في البطن، وتضخّماً في الكبد.[6]
- التشمع الصفراوي الكبدي: ينتج من هذا المرض تدميرٌ بطيءٌ في القناة الصفراويّة؛ ممّا يؤدّي إلى ارتفاع مستوى الكولسترول في الجسم، ويُعدّ هذا المرض أحد أمراض المناعة الذاتيّة؛ حيث يُهاجم الجسم نفسه، ويُسبّب تلف القنوات، ممّا يؤدّي إلى التشمّع، والفشل الكبديّ في حال تطوّر المرض، وينتج عن المرض تراكم المادّة الصفراء في الكبد، واختلال كامل في وظائفه، ويُصيب المرض بشكل واسع النّساء اللاتي تجاوزن 50 عاماً.[7]
- سرطان الكبد: هو أحد الأنواع الشائعة من السّرطانات الخبيثة، وينتج المرض نتيجة كلّ من: التّدخين، وإدمان الكحول، والسُّمنة المُفرِطة، والسكّري، وتشمّع الكبد. تختلّ وظائف الكبد عن الإصابة بالمرض، وتظهر علامات فقدان الشهيّة، والوزن، والتعب العامّ، واليرقان؛ لذلك يلجأ بعض المرضى إلى عمليّة إزالة الجزء المُصاب من الكبد؛ حيث يُمكن العيش بأقلّ من نصف الكبد، وإذا أُزيل بالكامل يمكن خضوع المريض إلى عمليّة زراعة الكبد.[8]
الأعراض
الأعراض التي يمكن عن طريقها معرفة احتماليّة الإصابة بأحد الأمراض السّابقة، هي: ارتفاع حرارة الجسم، وفقدان الشهيّة، وتعب عامّ في الجسم، وقيء، ووجود آلام في منطقة الرّبع العلويّ الأيمن النّاجم عن تضخم الكبد، وغثيان،[9] وآلام في المفاصل والعظام؛ نتيجة فقدان الكالسيوم،[7] ويرقان (اصفرار البشرة)، وبول داكن. يُجري الطّبيب مجموعةً من الاختبارات المختلفة لمعرفة مدى خطورة هذه الأعراض، مثل: اختبارات الدّم، أو الأشعّة؛ لإنتاج صورة للكبد، أو عن طريق المسح الضوئيّ أو الشعاعيّ.[8][9]
المراجع
- ↑ وزارة التربية والتعليم الأردنية (2016)، العلوم للصف السّابع، الجزء الأول (الطبعة الأولى)، عمّان: الوطنية، صفحة: 40.
- ^ أ ب "نظرة شاملة عن أمراض الكبد وعملياتها الجراحية"، leading medicine guide، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2017.
- ↑ Michael Curry, Alan Bonder (1-12-2016), "Hepatomegaly: Differential diagnosis and evaluation"، Up to date, Retrieved 27-1-2017.
- ^ أ ب "Anatomy and Function of the Liver"، Stanford Childrens Health، Retrieved 24-12-2016.
- ↑ "التهاب الكبد"، منظمة الصحة العالمية، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016.
- ↑ "متلازمة بود خياري"، الطبي، 11-7-2011، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2017.
- ^ أ ب "تشمع صفراوي أولي"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016.
- ^ أ ب "سرطان الكبد"، الطبي، 11-4-2013، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016.
- ^ أ ب "التهاب الكبد"، الطبي، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2017.