أين تقع مدينة يثرب
مدينة يثرب
يثرب هو الاسم الذي كان يُطلق على المدينة المنوّرة سابقاً ما قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، سُميّت بهذا الاسم نسبةً إلى " يثرب بن قاينة بن مهلائيل بن عبيل بن إرم بن سام بن نوح"، ويُكره تسميتها بهذا الاسم والأفضل تسميتها بـ "المدينة" أو "طيبة" أو بأيّ اسم سميّت به بعد الهجرة النبوية. كان اسم "يثرب" شائعاً في السابق؛ حيث وجدت بعض الكتابات والنقوش غير العربيّة التي ذَكرت هذا الاسم خاصة في كتاب "جغرافيا بطليموس اليوناني" وكتاب "اسطفان البيزنطي"، كما وجد اسم (اتربو) منقوشاً على عمود حجري في منطقة حران.
بعد الهجرة النبويّة اكتسبت مدينة يثرب مكانةً مقدّسةً، وأطلق عليها المسلمون اسم " المدينة المنورة"، والتي تأسست فيها أول دولة اسلامية بل كانت أول عاصمة إسلامية يحكمها النبي عليه الصلاة والسلام ومن بعده حكمها الخلفاء الراشدين.
سكان يثرب سابقاً
كانت قبيلة عبيل هي من تسكن بها بقيادة "يثرب بن قاينة" والتي سميّت باسمه، ثم جاء بعدهم العماليق واستوطنوا فيها، وهم من أحفاد نوح جاؤوا من منطقة بابل، ثم جاءت قبيلة "جرهم" فأخرجوهم منها وسكنوا فيها.
يثرب والعماليق
العماليق هي من القبائل القديمة التي استوطنت في يثرب ولكنها انقرضت، اسم العماليق يوحي لنا بأنّهم أشخاص يمتازون بضخامة الجسم، حيث إن معنى كلمة " العماليق" في اللغة تعني الطوال. يَذكر بعض المؤرخين أنّ سكان الجزيرة العربية حتى عام 1600 ما قبل الهجرة كانوا يتمتعون بالطول الشاهق والضخامة، وهناك روايات في كتب التاريخ تَذكر أنّ العماليق هم من أحفاد "عمليق بن لاوذ بن نوح".
كان العماليق يعملون بالزراعة في يثرب لخصوبة أراضيها وكثرة المياه فيها وحققوا اكتفاءً ذاتياً من الزراعة وتربية الماشية، ثمّ عملوا في التجارة وقوافلهم وصلت غزة، ولكنّهم كانوا يخافون من القبائل الأخرى التي تطمع في تجارتهم وأرضهم وأموالهم الطائلة لذلك قاموا ببناء حصن أطلقوا عليه " الآطام" ليحميهم من القبائل الغازيّة.
يثرب والمعينيون
يَذكر الباحثون أنّ مدينة يثرب كانت تخضع لسيطرة المملكة المعينية، وهي من أقدم الممالك العربية التي عُرفت عن طريق بعض المُكتشفات الأثرية، وكانت تقطن في شمال اليمن وامتدّت نفوذها بالفترة ما بين (630-1300) ما قبل الميلاد حتى وصلت إلى الحجاز وبلاد الشام خصوصاً فلسطين، كما وجد المنقّبون بعض النقوش والكتابات تؤكّد أن يثرب وعمون ومؤان وغزة كانت تتبع للمملكة المعينية، وكان ملك معين يُعيّن حاكماً على كل منطقة ويلقب بـ " كبر" ويتولى أمورها.