أين يخزن الجمل الماء
الجمل
الِجمال أو الإبل من الحيوانات التي لها قيمة عظيمة عند العرب قبل الإسلام، وبعده، وقد ذُكرت في القرآن الكريم أكثر من مرة للدلالة على قدرة الخالق وبديع صنعه، ففيها من الأسرار والمزايا ما لا يتوفّر في حيوانٍ آخر، والجمل سفينة الصّحراء التي لولاه لما تمكّن ساكنو الصّحراء من التنقّل من مكان لآخر، هذا بالإضافة إلى أنّه من المصادر المهمة للحصول على الوبر، واللحوم، والحليب والجلود. تنتمي الجمال للثدييات المجترّة ذات الحافر، وهي نوعان، الجمل العربي (الاسم العلمي: Camelus dromedarius) الذي يكون له سنام واحد، والجمل ذو السّنامين (الاسم العلمي: Camelus bactrianus). استأنس البشر الجمل العربي قبل الميلاد بما يقرب من 1300-2000 عام، أما الجمل ذو السّنامين فيعود تاريخ استئناسه لما قبل الميلاد بما يقرب من2500 عام وذلك في شمال إيران وشمال شرق أفغانستان.[1]
مكان تخزين الجمل للماء
يعيش الجمل العربي في البيئة الصحراويّة التي تتصف بنقص شديد في كمية الماء المتاحة للشرب، وهو ما يعني موت الكثير من الكائنات الحيّة التي لا يمكنها التكيّف مع الجفاف، ولكن الجمل ليس واحداََ منها، فقد حباه الله بالقدرة على العيش في الظّروف الصحراويّة الصّعبة، والتّأقلم مع نقص المياه، كان الاعتقاد السّائد قديماََ أنّ الجمل يخزّن الماء في سنامه، والآن يعرف الجميع أنّ السّنام يُستخدم لتخزين الدّهون وليس الماء، وبالرغم من ذلك فللسنام دور في توفير نسبة من الماء للجمل، ويبقى السّؤال عن مكان تخزين الجمل للماء قائماََ، فهل يخزّن الجمل الماء بشكل مختلفٍ، أم أنّه يُخزّن الماء في مجرى الدّم مثله في ذلك مثل معظم الحيوانات؟ يعتقد العلماء أنّ المُعجز في الجمل ليس قدرته على تخزين الماء، وإنما قدرته على البقاء لفترات طويلة دون أن يشرب الماء، لذا لا يوجد مكان محدّد في جسم الجمل لتخزين الماء فيه، وإنّما لديه قدرة عالية على الاحتفاظ بالماء في جسمه لأطول فترة ممكنة؛ وذلك بفضل التّكيفات الفسيولوجيّة التي وهبه إيّاها الله تعالى.[2][3]
تكيّفات الجمل للاحتفاظ بالماء
التّكيفات الفسيولوجيّة التي تساعد الجمل على الاحتفاظ بالماء في جسمه لأطول فترة ممكنة، هي:[2][3]
- السّنام: يحوّل الجمل عند نقص الغذاء الدّهون المخزّنة في السّنام إلى طاقة، وأثناء ذلك يحدث تفاعل مع الأكسجين الجوي لإنتاج الماء، ويقدّر العلماء أن تحويل واحد كيلوغرام من الدّهون إلى طاقة ينتج واحد غرام من الماء تقريباََ.
- كريات الدّم الحمراء: تتميّز كريات الدّم الحمراء في الجمل بأنها بيضاويّة الشّكل وليست كرويّة كما في باقي الثّدييات وهذا الشّكل يعطيها مرونة عالية، فتتدفّق بسهولة في حالات الجفاف، وتتمكّن من تحمّل الاهتزاز التّناضحي العالي دون أن تتمزّق عند شرب الجمل كميات كبيرة من الماء، فمن المعروف أنّ الجمل يستغل فرصة توفّر الماء فيشرب ما بين 20-25 غالوناً (76 - 95) لتراََ في المرة الواحدة.
- الكلية: كلية الجمل شديدة الفعاليّة فهي تعيد امتصاص معظم الماء إلى الدّم للتقليل من فقده، فيخرج البول مركّزاََ.
- كفاءة التّعرّق، والقدرة على تنظيم درجة الحرارة الدّاخليّة: تتعرّق الجمال بمعدّل أقل من باقي الثّدييات، وبكفاءة أكبر، فهي لا تتعرّق إلا إذا تجاوزت درجة الحرارة 41 درجة مئويّة، كما أن تبخّر العرق يحدث على مستوى الجلد، ولا يصل إلى الوبر، وبذلك تتمكّن من تبريد جسمها بهذه الكمية القليلة من الماء التي تتبخّر، بدلاََ من أن تخسرها في الهواء، ويتميّز الجمل بوجود تباين كبير في درجة حرارة جسمه، فيمكن أن تتذبذب درجات الحرارة الداخليّة لجسم الجمل ما بين 33-40 درجة مئويّة، وبفضل هذا التذبذب، وكفاءة التعرّق يمكن للجمل أن يمنع خسارة خمسة لترات من الماء يومياََ، ومن الجدير بالذّكر أنّ الدّماغ وهو العضو الأكثر تضرراََ بالحرارة العالية يمكنه أن يبرّد نفسه بينما تظل درجة حرارة باقي الأعضاء كما هي دون تغيير.
- الأنف: ييتميّز أنف الجمل بقدرته على استرجاع كمية كبيرة من بخار الماء النّاتج عن الزّفير وإعادته إلى سوائل الجسم.
- كفاءة الجهاز الهضمي: يساهم الجهاز الهضمي للجمل في تقليل فقد الماء، فالشّفاه سميكة لمنع فقدان الرّطوبة من اللسان أثناء مضغ الطّعام، وتتولى المعدات الثّلاث تكسير الطّعام للحصول على العناصر الغذائيّة، ويكمل الطّعام طريقه نحو القولون الذي يعيد امتصاص معظم الماء من الفضلات، فيخرج الرّوث جافاََ لدرجة أنّه يمكن إشعاله كوقود.
- الدّم: تعاني معظم الثّدييات من الفشل القلبي إذا فقدت ما بين 3-4% من وزنها بسبب الجفاف، أما الجمل فيظل دمه رطباََ حتى لو فقد الكثير من السّوائل، وبذلك يمكنه احتمال فقد ما بين 20-25% من وزنه بسبب الجفاف.
معلومات عامة عن الجمل
في ما يلي بعض المعلومات العامة عن الجمل:[4]
- يتراوح طول جسم الجمل ذي السّنامين البالغ ما بين 3.2-3.5م، ويتراوح ارتفاع كتفه عن الأرض ما بين 1.6-1.8م، أما وزنه فيتراوح بين 450-500كغ.
- يتراوح طول جسم الجمل العربي البالغ ما بين 2.2-3.4م، ويتراوح ارتفاع كتفه عن الأرض من 1.6-1.8م، أما وزنه فيتراوح ما بين 400-600كغ.
- تُشكّل الجمال العربيّة 90% من الجِمال في العالم، وهي جميعها مستأنسة حالياً، أما الجِمال ذات السّنامين فبعضها غير مستأنس، وتتميّز الجِمال البريّة ذات السّنامين بأن سنامها أصغر حجماََ، ووبرها أقصر.
- يعتمد حجم سنام الجمل على وفرة الغذاء في البيئة، فعندما يعاني الجمل من نقص مصادر الغذاء يبدأ باستهلاك الدّهون المخزّنة في السّنام فيصغر حجمه.
- تبصق الجمال الطّعام عند شعورها بالخطر، أو الانزعاج، وتكون بصقة الجمل مزيجاََ من الطّعام المهضوم في المعدة واللّعاب، ويمكن معرفة أنّ الجمل على وشك البصق عندما تبدأ خدوده بالانتفاخ.
- تتعرّض الجمال ذات السّنامين بالرغم من ضخامة حجمها للافتراس من قِبَل الذّئاب.
- يتمكّّن الجمل ذو السّنامين من تحمّل درجة حرارة تصل إلى -29 درجة مئويّة شتاءََ، ودرجة حرارة تصل إلى 49 درجة مئويّة صيفاََ؛ وذلك بفضل المعطف السّميك الذي يغطي جلده خلال فصل الشّتاء، والذي يتخلّص منه خلال فصل الصّيف.
- يتمكّن الجمل من حماية عينيه أثناء العواصف الرّمليّة بفضل وجود جفن داخلي شفاف يحمي العين من الرّمال، دون أن يعيق الرؤية، وبفضل جود صفّين من الرّموش الطّويلة التي تمنع وصول الرّمال إلى العين، ولحماية الأنف من الرّمال يمكن للجمل التّحكم بفتح وإغلاق فتحتي الأنف.
- يمكن للجمل أن يمشي بسهولة على رمال الصّحراء، والثّلج أيضاََ، وذلك لأنّ قدمه تتمدّد عند ملامستها للأرض، وتتقلّص عندما يرفعها الجمل للأعلى.
- تعيش الجمال ضمن قطيع يقوده ذكر مسيطر، وعندما تصل ذكور الجِمال لسن البلوغ تُطرد من القطيع لتكوّن قطيعاََ خاصاََ بها.
- تتواصل الجِمال فيما بينها عن طريق إصدار مجموعة متنوعة من الأصوات مثل الثّغاء، والأنين والتأوّه، والنّفخ، والهدير، والهمهمة، كما يمكنها التّواصل عن طريق لغة الجسد، ويكون ذلك بتحريك الذّيل، أو الرّأس، أو الرقبة، أو الأذنين بطريقة معينة، فعلى سبيل المثال يدل لف الذيّل على الظّهر على الخضوع، وتحيي الجمال بعضها بالنفخ على الوجه.
- تنفصل أنثى الجمل عن القطيع عند اقتراب موعد ولادتها، وتجد لنفسها منطقة خاصة تضع فيها صغيرها، ولا تعود للقطيع إلا بعد مرور أسبوعين على ولادتها.
- تلد أنثى الجمل صغيراََ واحداََ أو اثنين بعد فترة حمل تتراوح بين 12-14 شهراََ، ويتمكّن الصّغير من المشي خلال نصف ساعة، وتستمر الأم بإرضاع الصّغار لفترة تتراوح بين 10-18 شهراََ.
- تتميّز شفاه الجمل المشقوقة بالمرونة والقوة التي تمكّنه من تناول الأشواك، ويُعرف عن الجمل قدرته على أكل النّباتات المالحة والسّمك أيضاََ.
المراجع
- ↑ Lory Herbison ,George W. Frame, "Camel"، www.britannica.com, Retrieved 1-4-2018. Edited.
- ^ أ ب "Camel", www.newworldencyclopedia.org,1-4-2013، Retrieved 1-4-2018. Edited.
- ^ أ ب CRISTEN CONGER, "How long can a camel go without water?"، animals.howstuffworks.com, Retrieved 1-4-2018. Edited.
- ↑ "Camel", animals.sandiegozoo.org, Retrieved 1-4-2018. Edited.