أين تأسست روما
روما
ظهرت العديد من الخرافات والأساطير، والقصص التقليديّة الّتي تشرح كيفيّة تأسيس العاصمة روما، وتعدّ قصة رومولوس وريموس هي أكثر الأساطير الرومانيّة شهرةً وتتحدث عن وجود توأمين رضعا من الذئاب، وبعد ذلك قررا بناء المدينة، وعلى الرغم من ذلك حصلت بعض المشادات بين التوأم، ونتج عن ذلك قتل رومولوس أخيه في سنة 753 قبل الميلاد.
قدم بعد ذلك مجموعة من اللاجئيين من طروادة بقيادة آينيس إلى إيطاليا، ووجدوا في طريقم خط الرومان الذي بناه التوأم، وعُين المؤسس رومولوس منذ ذلك الوقت ملكاً عليهم، وظلّت المدينة تحت نظام الحكم الملكيّ بعد التأسيس لمدّة 244 سنة.
تاريخها
طُرد الرومان المؤسسون للمدينة منها في عام 509 قبل الميلاد، ونتج عن ذلك وجود العديد من الصراعات الداخليّة بين الرومان الأرستقراطيين وصغار التجار، وامتدت هذه الحرب إلى السكّان الذين يعيشون في الأجزاء الوسطى من البلاد الإيطاليّة بالقرب من روما.
تمكّن الرومان بعد ذلك من توحيد نفوذهم، وقيادة عدة حروب ضد الإغريق، والمستعمرين في روما، وشهد القرنان الثالث، والثاني قبل الميلاد هيمنة الرومان على أجزاء كبيرة من مناطق البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك بعد سلسلة الحروب البونيقيّة، والمقدونيّة.
قام الرومان لحماية مركزهم الرئيسي في روما بإنشاء العديد من المحافظات الرومانيّة في صقلية، وسردينيا، وكورسيكا، وهيسبانيا، ومقدونيا، واليونان، وإفريقيا.
أصبحت المدينة واحدةً من المدن المهمّة عند أصحاب الديانة المسيحيّة خلال العصور الوسطى وذلك بعدما أصبحت مركزاً للكنيسة الكاثوليكيّة، وعلى الرغم من ذلك سقطت الإمبراطوريّة الرومانيّة الغربيّة في عام 476 ميلاديّ على يد أودواكر لتكون جزءاً من مملكة القوط الشرقيين، وأصبحت المدينة بعد هجوم من لومبارد إحدى المدن البيزنطيّة من حيث الاسم فقط؛ وذلك للسياسة المعروفة بسياسة التوازن التي كان يتبعها الباباوات مع البيزنطيين.
انقطع حكم الباباوات عن الجمهوريّة الرومانيّة في عام 1800 ميلاديّ، وظهر بعد ذلك اثنان من الشخصيات الذين حاولوا النهوض بالجمهوريّة الرومانيّة، لتوحيد إيطاليا في عام 1848 وهما جوزيبي مازيني، وجوزيبي غاريبالدي إلّا أنّ هذا النهوض لم يدم طويلاً.
شهدت روما بعد الحرب العالمية الأولى صعود الفاشيّة بقيادة بينيتو موسوليني الذي أعلن بعد فترة قصيرة تأسيس الإمبراطوريّة الإيطاليّة، والتحالف مع ألمانيا النازيّة، وقام بعدها موسوليني بإغلاق أجزاء كبيرة من وسط روما لبناء الطرق، والساحات الواسعة؛ من أجل الاحتفال بعودة روما الكلاسيكيّة.
شهدت المدينة خلال فترة ما بين الحربين العالميتين النمو السريع في عدد السكان، حيث تعدّ الآن واحدة من أهم مدن العالم وأكثرها تطوراً، وهي عاصمة البلاد الإيطاليّة.