أين ولد صلاح الدين الايوبي
ولادة صلاح الدّين الأيوبي ونشأته
ولد صلاح الدّين الأيوبي (يوسف بن أيوب) في تكريت في العراق عام 532 للهجرة وهو من عائلة كرديّة، وفي ليلة ولادة صلاح الدّين انتقل والده نجم الدّين أيوب إلى حلب وعمل في خدمة عماد الدّين زنكي، وقد كانت نشأة صلاح الدّين في بعلبك ودمشق نشأة إسلامية، حيث أُرسل إلى مدرسة المدينة وذلك عندما وصل إلى سن البلوغ، فتعلم اللغة العربيّة والقراءة والكتابة، إضافة إلى أنه أتم حفظ القرآن الكريم، وقد كان صلاح الدّين معروفاً بين رفاقه بحبه للكتب والمطالعة واتسامه بالذكاء الشّديد.[1][2]
معركة حطين وفتح بيت المقدس
كانت بداية صلاح الدين العسكريّة منذ أن انضم إلى فريق أسد الدين شيركوه القائد العسكري زمن الأمير نور الدين زنكي،[2] ولشجاعته فقد عينه أمير الشّام قائداً لجنده، فقد كان صلاح الدين الأيوبي موضع ثقة أميره، وانتصر المسلمون بقيادته عدة انتصارات متتالية على الصّليبيين الّذين كانوا في كل مرة يواجهون فيها المسلمين يكونون أكثر عُدة وتسليحاً، إلا أن انتصار صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين قد حصل بعد تخلُّص صلاح الدّين من الدولة الفاطميّة الشّيعيّة،[1] وكانت بداية ذلك بقيامه بإلغاء خطبة الخليفة الفاطمي وعزل القضاة الفاطميين، إضافة إلى أن مرض العاضد لدين الله آخر ملوك الفاطميين قد سهل مهمة صلاح الدّين في القضاء عليهم.[3]
وقد استطاع صلاح الدّين الأيوبي الاستيلاء على طبريا حتى يمنع المياه عن الصّليبيين الموجودين في مدينة صفورية؛ وذلك تمهيداً لمعركة حطين، وقد التقى الجيشان، جيش صلاح الدّين، وجيش الصّليبيين في هضبة ترتفع أكثر من 300م عن سطح البحر، في يوم السّبت الرّابع والعشرين من ربيع الآخر من عام 583 للهجرة، وانتصر في تلك المعركة جيش صلاح الدين، وأسر الأمير أرناط والملك غي، واستسلمت مدينتا غزة وعسقلان لصلاح الدّين، وقد كان هذا الانتصار السبب الرئيس لهجومه على الصّليبيين في بيت المقدس، حيث نصب صلاح الدّين المَجَانِيق واستمر بالزّحف نحو بيت المقدس و قام بمحاصرتها مدة 12 يوماً أجريت من بعدها مفاوضات انتهت بتسليم القدس له في يوم الجمعة الموافق 27 من رجب من عام 583 للهجرة، وكانت ليلة ذلك اليوم هي ليلة الإسراء والمعراج.[3][4]
إنجازات صلاح الدّين في الدولة
لم يكن انشغال صلاح الدّين الأيوبي بالجهاد ليبعده عن الاهتمام بالعلم والشّؤون الأخرى للدولة، وقد ظهر هذا الاهتمام في قيامه بعدة أمور أهمها:[5]
- أنشأ مدرستان للمذهب السّني وهما، المدرسة النّاصريّة الّتي تهتم بتدريس الفقه الشّافعي، والمدرسة القمحيّة التّي تُدرس الفقه المالكي.
- سيَّر صلاح الدّين الأيوبي شؤون دولته بناءً على نظام إداري علميٍّ، حيث استحدث منصباً جديداً وهو نائب السّلطان، وذلك ليكون نائباً عنه أثناء غيابه.
- اهتم صلاح الدين الأيوبي بأسطول المسلمين وخصص له ميزانيّة خاصة حتى يصبح هذا الأسطول قادراً على رد الهجمات الآتية من الصليبيين عن طريق البحر.
- ألغى صلاح الدّين الأيوبي الضّرائب الّتي كان يدفعها الحجاج الّذين يمرون من مصر؛ وذلك من أجل تخفيف أعباء الحياة على النّاس، كما تعهد بمساعدة الفقراء والغرباء ممّن يلجؤون إلى المساجد، والإنفاق عليهم، إضافة إلى أنه جَعَل للغرباء المغاربة مأوى خاصاً وهو مسجد أحمد بن طولون.
- أنشأ صلاح الدين المستشفيات وزودها بأطباء من مختلف التّخصصات إظهاراً منه للاهتمام بالعلوم الحياتية والصحية، ومن هذه المستشفيات (مستشفى المارستان) الذي بُنِي في القاهرة.
موقف من حياة صلاح الدّين
لقد كان لصلاح الدين الأيوبي العديد من المواقف الّتي كان لها أكبر الأثر في نفوس النّاس من مسلمين وغير مسلمين ومن هذه المواقف ما دار بين صلاح الدين وأحد الشّيوخ المسيحيين الكبار في السّن، حيث سأل صلاح الدين عن السّبب الّذي منعه من الانتقام من أعدائه بعد أن انتصر عليهم فكان جواب صلاح الدين: "يمنعني من ذلك ديني الذي يأمرني بالرّحمة، وديننا يأمرنا كذلك بالعفو والإحسان، ويأمرنا بمقابلة السّيئة بالحسنة وأن نكون أوفياء بعهودنا"، فما كان من الرجل بعد أن سمع جواب صلاح الدّين إلا أن سأل عن كيفية الدخول في دين الإسلام، فأخبره صلاح الدين بأن عليه الإيمان بالله وحده لا شريك له وأن محمداً هو رسوله وأن يفعل كل ما يأمره الله به وأن يبتعد عمّا نهى الله عنه، فأسلم الرّجل وأسلم كثير من أهله.[4]
ما قيل عن صلاح الدّين
صلاح الدّين الأيوبي ذلك العبقري الّذي كان رمزاً من رموز الأمة الإسلاميّة الّذي تحدث عنه الكثيرون ومدحوا ما قام به فوصفوه بعدة أوصاف، ومن هذه الأوصاف نذكر ما يأتي:
- في قصيدة بعنوان صلاح الدّين، تحدث الدكتور حيدر الغدير عن البطل المسلم الفاتح صلاح الدّين الأيوبي حيث قال فيها:[6]
درةَ المجد والندى والطِّماحِ .. جئتُ أهديكَ درةَ الأمداحِ
أنت أسكنتها فؤادي مليّاً .. إذ رآك الميمون في كل ساحِ
تصنع النصر عبقريّاً نبيلاً .. لم تشنه أثارة من طَلاحِ
فقصيدي أهديكه وهو بعضٌ .. من هدايا أزجيتهن صِباحِ
مسدياتٍ للمسلمين جليلاً .. وجميلاً من مجدك الفيّاحِ
وذراها حطين وَهْو سجل .. من سجلاتك العظام الفساحِ
- أما عن فتح صلاح الدّين للقدس، فقد قال الأصفهاني:[7]
فلا يستحق القدس غيرك في الورى .. فأنت الّذي من دونهم فتح القدسا
وطهرته من رجسهم بدمائهم .. فأذهبت بالرجس الّذي ذهب الرجسا
نزعت لباس الكفر عن قدس أرضها .. وألبستها الدين الّذي كشف اللبسا
- وكذلك أشاد الشّاعر الشريف الجواني بنصر صلاح الدّين بقوله:[7]
أترى مناماً ما بعيني أُبصر .. القدس يفتح والفرنجة تكسر
وقمامةٌ قمت من الرجس الذي .. بزواله وزوالها يتطهر
ومليكهم في القيد مصفوداً ولم .. يُر قبل ذلك مليك لهم يؤسر
المراجع
- ^ أ ب جهاد الترباني، مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ، مصر: دار التقوى، صفحة 317-323. بتصرّف.
- ^ أ ب Paul E. Walker, "Saladin"، www.britannica.com, Retrieved 5-9-2018. Edited.
- ^ أ ب سيدي احمد ولد احمد، "صلاح الدين الأيوبي"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب خير هواشين، "صلاح الدين الأيوبي"، books.google.jo، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.
- ↑ راغب اسرجاني (2-9-2015)، "صلاح الدين والنهضة العلمية"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
- ↑ حيدر الغدير (19-1-2014)، "صلاح الدين( قصيدة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب أوس يعقوب، ديوان القدس من أجمل ما قيل في القدس الشريف، عمان - الأردن: المنهل، صفحة 23. بتصرّف.