-

من هم التتار والمغول

من هم التتار والمغول
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التتار والمغول

التتار والمغول هم مجموعة من الشعوب الناطقة بالتركية، والتي بلغ عدد أفرادها خمسة ملايين في أواخر القرن العشرين، وقد عاشوا في غرب وسط روسيا، وكان الظهور الأول لهم كقبائل تنقلت كثيراً، واستقرت في شمال شرق منغوليا والمنطقة المحيطة ببحيرة بايكال في القرن الخامس عشر، وقد أصبحت هذه القبائل التي تتحدث باللغة التركية جزءاً من جيوش المغول الفاتح جنكيز خان ودمجت معهم، وأصبح هؤلاء الغزاة المغول معروفين لدى الأوروبيين على أنهم التتار.[1]

والمغول هم قبائل عبدت الكواكب والشمس، وقد بنى قائدهم جنكيز خان إمبراطورية امتدت من بلاد الصين شرقاً إلى بحر قزوين غرباً، واعتبرت من القبائل التي دمرت العالم الإسلامي عندما بدأت غاراتها في عام 1219م، وهاجموا بلاد السلطان خورزم شاه وبقية البلدان وذبحوا، ونهبوا فيها، وسببو الفزع والرعب للناس، والفرق بين قبائل المغول والتتار يعود إلى الأصل، فالمغول يعودون في أصلهم إلى صحراء جوبي في الصين، أما التتار فهم أعم وأشمل، حيث إنهم يشكلون مجموعة من قبائل الترك، والمغول، والإيفور والسلاجقة،[2] وشعب التتار يتّصفون بحبهم للسلب والنهب، أما نظامهم فهو قبلي، وهم يطيعون رؤسائهم، ويأكلون لحوم الحيوانات بما فيها الكلاب، وتعرف ديانتهم باسم الشمامانية، وهناك روايات تقول أن التتار والمغول إخوان، وقد سيّطر المغول زمن حكم جينكيز خان، والتتار في زمن حكم تيمورلينك،[3]

وبعد أن انفصلت الإمبراطورية التي أسسها القائد جنكيز خان، أصبح التتار جزءاً من المغول الذين شملوا معظم روسيا الأوروبية، وأطلق عليه الحشد الذهبي، وتفكك هذا الحشد في أواخر القرن الرابع عشر بسبب الانقسامات الداخلية والضغوطات التي تعرض لها إلى ما يعرف بخانات التتار، في قازان، وأستراخان على نهر الفولغا، وسيبير في غرب سيبيريا، وقد احتلتهم روسيا، وشبه جزيرة القرم التي أصبحت جزءاً من الأتراك العثمانيين إلى أن أخذتها روسيا عام 1783، وقد تتطور التتار في هذه الخانات تطوراً اجتماعياً كبيراً، ويوصف بأنّه معقداً، حيث كان لنبلائهم مراكز عسكرية ومدنية في العصر الروسي، وكان لهم فئات من كبار التجار، واعتمد اقتصادهم بشكلٍ كبير على الزراعة، والأعمال الحرفية، وقد أصبح لهم مكانة مفضلة لدى الإمبراطورية الروسية في القرنين الثامن والتاسع عشر، ولا يزال ما يقارب 1.5 مليون من التتار يعيشون في منطقة الفولغا والأورال، ومليونين منهم يعيشون في كازاخستان وآسيا الوسطى.[1]

سبب اجتياح المغول لبلاد المسلمين

طمع أحد ولاة ثغور ممكلة خوارزم شاه بأموال جاء بها تجار المغول إلى واحد من هذه الثغور في سنة 615هـ، كما قام بالإستيلاء على بضاعتهم وبيعها وقتلهم، وعندما علم جينكيزخان بذلك أرسل رسولاً يطلب من خوارزم شاه أن يسلمه الوالي، فما كان من الأخير إلا أن قام بقتل هذا الرسول، وجمع جيشه وقام بمهاجمة حدود التركستان التي تلي مملكته، بهدف مقاتلة القوة الحامية هناك من جيش المغول، ولكن الحدود لم يكن فيها سوى عدد قليل من النساء والأطفال لأنّ جنكيزخان وجنوده كان في مهمةٍ داخل الإمبراطورية، وعندما أدرك خوارزم خطأه أمر بإجلاء السكان من المناطق القريبة من الحدود، والتي كانت تتميز بأنها أراضي خصبة، فهجرها سكانها، وتركوها، مما سهّل الطريق أمام المغول الغزاة لأن يهاجمو مملكته.[4]

وعنما علم جينكيز بأمر الهجوم أعدّ جيشه، وعبر نهر جيحون واجتاز الحدود، ووصل إلى مدينة بخارى التي لم تقوى على مواجهته، فدخل المغول إليه وقاموا بعمليات السلب والنهب والذبح، وواصلوا طريقهم نحو معسكر خوارزم شاه الذي فرّ وتحصّن في قلعةٍ على جزيرة وسط بحر قزوين إلى أن توفي، وكانت هذه بدايةً لبسط المغول سيطرتهم على بلاد فارس، وقد توسعت إمبراطورية جينكيز خان إلى أن توفي سنة 624هـ، ولكنه قبل موته قسّم إمبراطوريته على أبناءه الأربعة الذين أكملوا مسيرة الهجمات والغزو على الإمارات الفارسيّة ووصلو إلى العراق وبلاد الشام ومصر.[4]

التتار من بداية ظهورهم حتى وصولهم عين جالوت

تميّزت حروب وهجمات المغول والتتار أنها كانت سريعة الانتشار، كما تمتعت بنظامٍ وترتيب عظيمين، فقد سيَّرتها قيادات عسكرية على درجةٍ كبيرة من البراعة، وتحملت جميع الظروف القاسية التي مرت بها من هجمات؛ وصفت بأنّها بلا قلب أو بلا رحمة من هول ما قامت به، بالإضافة إلى نهب خيرات البلاد التي اجتاحتها، وفيما يلي جدولاً زمنياً يبين قصة التتار منذ بداية ظهورهم إلى أن وصلو منطقة عين جالوت:[5][6]

  • 603 هـ: ظهور دولة التتار بقيادة جينكيزخان.
  • 616 هـ: بدء الهجوم على البلاد الإسلامية، واجتياح بخارى.
  • 617 هـ:
  • 618 هـ:
  • 619 هـ: احتلال التتار للأراضي الواقعة بين الصين والعراق.
  • 620 هـ:
  • 621 هـ: حدوث الحرب بين غياث الدين بن خوارزم، وسعد الدين بن دكلا، والتي انتهت بتقسيم فارس بينهما.
  • 622 هـ:
  • 623 هـ: وفاة الخليفة الظاهر بالله، وولاية المستنصر بالله.
  • 624هـ: وفاة جينكيزخان، وتولي أوكيتاي على التتار، والذي أوقف الحرب مؤقتاً على بلاد المسلمين حتى ينظم الأوضاع على الصين.
  • 626 هـ: تسليم الأمراء الايوببيون في الشام بيت المقدس صلحاً للصليبين.
  • 628 هـ:
  • 629 هـ:
  • 634 هـ: عودة التوسع التتري بقيادة شورماجان، ثم احتلال أرمينيا، والكرج، والشيشان، وداغستان.
  • 635 هـ: بدء حملة منظمة بقيادة باتو لاحتلال روسيا.
  • 636 هـ: تدمير موسكو، وسقوط روسيا بالكامل.
  • 638 هـ: احتلال أوكرنيا، وتدمير العاصمة كييف.
  • 639 هـ:
  • 640 هـ: وفاة الخليفة العباسي المستنصر بالله، وولاية المعتصم بالله.
  • 634 هـ: سفارة البابا إنوست الرابع إلى كيوك خان التتار بغرض الاتحاد ضد المسلمين.
  • 645 هـ: سفارة البابا إنوست الرابع إلى بيجو قائد القوات التترية في منطقة فارس.
  • 646 هـ: سفارة لويس التاسع ملك فرنسا إلى كيوك خان التتار.
  • 647 هـ: احتلال لويس التاسع لدمياط في مصر.
  • 648 هـ: موقعة المنصورة وانتصار المسلمين على الفرنسيين.
  • 649 هـ: ولاية منكوخان على التتار، وبدء الإعداد لإسقاط الخلافة العباسيّة.
  • 650 هـ: اجتياح إقليم الجزيرة في شمال العراق.
  • 651 هـ: سفارة صليبية من لويس التاسع ملك فرنسا إلى منكوخان.
  • 654 هـ: اكتمال الإعداد التتري لغزو العراق.
  • 655 هـ: حشد الجيوش التترية من الصين، وفارس، وروسيا، وأوروبا، وأرمينيا، والكرج.
  • 656 هـ:
  • 657 هـ: بدء اجتياح الشام، ثم احتلال نصيبين ثم احتلال البيرة، ثم حصار حلب.
  • 658 هـ:
  • اجتياح سمرقند.
  • مطاردة محمد بن خوارزم شاه الذي كان زعيماً للملكة الخوارزمية، ووفاته في جزيرة وسط بحر قزوين.
  • احتلال مازندان، ثم الري، ثم أذربيجان، ثم أرمينيا، ثم جورجيا.
  • تدمير قلعة فرغانة.
  • تدمير مدينة ترمذ.
  • تدمير قلعة كلابة.
  • دخول التتار إلى بلدة بلخ المسلمة، والطلب من أهلها التعاون معهم ضد المسلمين.
  • اجتياح الطالقان.
  • حدوث مأساة مرو، ثم مأساة نيسابور.
  • اجتياح هراة.
  • مأساة خوارزم.
  • انتصار الجيوش الإسلامية بقيادة جلال الدين بن محمد بن خوارزم على التتار في بلق، وانتصاره مرةً أخرى في كابول، ثم هزيمته على ضفاف نهر السند في الباكستان، وهروبه إلى الهند.
  • اجتياح مدينة غزنة في أفغانستان.
  • تدمير مراغة.
  • التهديد بغزو الخلافة العباسية في العراق.
  • اجتياح همدان، ثم أردويل.
  • اجتياح بيلقان في إيران.
  • وقوف التتار على أبواب مدينة كنجة.
  • اجتياح داغستان، ثم الشيشان.
  • احتلال الجنوب الغربي من روسيا.
  • هزيمة التتار من البلغار الروس.
  • محاربة المسلمين للكرج، وحدوث المجزرة بين الطرفين، والتي انتهت بالصلح.
  • ظهور غياث الدين بن خوارزم في شمال فارس، وسيطرته على إقليم فارس بعد هزيمة التتار من الروس، وسيطرته على إقليم كرمان جنوب إيران.
  • عودة جلال الدين من الهند، وتحالفه مع سعد الدين ضد أخيه غياث الدين، وسيطرته على فارس، ثم غزوه للبصرة وتهديده لبغداد.
  • استغاثة الخليفة العباسي بالتتار.
  • سيطرة جلال الدين على أذربيجان والكرج.
  • حدوث صلح مؤقت بين الأخوين جلال الدين وغياث الدين.
  • وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله.
  • الهجوم التتري الثاني على بلاد المسلمين بقيادة شورماجان.
  • هزيمة جلال الدين في إقليم فارس من قبل التتار، وهروبه إلى أرض الجزيرة شمال العراق، ومقتله على يد فلاح كردي.
  • التتار يعيدون احتلال فارس، وأذربيجان.
  • إيقاف شورماجان التوسع إلى حين تثبيت أقدامه في البلاد الإسلامية.
  • احتلال بولندا بقيادة بايدر.
  • هزيمة الجيوش الألمانية المتحدة مع جيش بولندا من التتار غرب بولندا.
  • احتلال باتو للمجر بعد سحق جيشها.
  • هزيمة الجيوش الألمانية المتحدة مع جيش بولندا.
  • احتلال بايدر لسلوفاكيا بالكامل. ثم احتلال كرواتيا، والوصول إلى البحر الأدرياتي.
  • حصار بغداد ثم اجتياحها، وقتل آخر خلفاء بني العباس في بغداد.
  • إسقاط الخلافة الإسلامية لأول مرة في التاريخ.
  • بدء الكامل محمد الأيوبي الجهاد في ميافارقين وحصارها.
  • اختلاف هولاكو والناصر يوسف الأيوبي.
  • قتل الكامل محمد الأيوبي، وسقوط حلب.
  • احتلال دمشق، ثم احتلال غزة.
  • تهديد التتار لمصر.
  • أخذ قطز قرار الحرب.
  • خروج الجيش المسلم من مصر إلى غزة.
  • انتصار الظاهر بيبرس على التتار في غزة.
  • انتصار قطز في عين جالوت.
  • تحرير دمشق، وحلب، وبقية الشام.
  • توحيد مصر والشام.

واقعة عين جالوت

قام السلطان قطز بالتوجه إلى بلاد الشام، ومعه جيش كبير في أوائل رمضان سنة 658هـ، وكان هدفه أن يقابل المغول في أرض الشام، ولا يتنظر ذهابهم إلى مصر، حتى يستطيع بذلك انتهاز الفرصة والبدء بمقاتلة المغول، وحتى يتسنى له مقاتلتهم خارج مصر، ولا يعرضها للتدمير والتخريب، وقد انضمت إلى جيشه المصري الكتائب الشامية التي كانت فارة من المغول، ومتجهة إلى مصر، وعندما وصلت الجيوش إلى غزة أجبرت المغول على تركها ودخلها الأمير بيبرس مع فرسانه، مما أضطر المغول إلى إخلاء جنوب الشام، ثم أكملت الجيوش طريقها من غزة متجهةً إلى عين جالوت حيث دارت المعركة الفاصلة هناك بين الجيش الإسلامي والمغول سنة 658هـ في 25 رمضان، وانتهت بانتصار جيش المسلمين، واعتبرت موقعة عين جالوت من أهم المواقع الفاصلة في التاريخ؛ لأنّها منعت المغول من التوغّل في مصر، وبالتالي دخولهم السودان، وبلاد المغرب، والأندلس، وأوروبا.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب "Tatar"، www.britannica.com، Retrieved 2018-2-28. Edited.
  2. ↑ جيهان ممدوح مأمون، دولة سلاطين المماليك: سلسلة عصور مصرية، صفحة 10. بتصرّف.
  3. ↑ محمود شاكر (2000)، التاريخ الإسلامي - ج 6: الدولة العباسية ج 2 (الطبعة السادسة)، المكتب الإسلامي ، صفحة 329.
  4. ^ أ ب ت جاد محمد رمضان (2006-5-21)، "كيف نجا المسلمون من عاصفة المغول والتتار المدمِّرة ؟"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-28. بتصرّف.
  5. ↑ د. راغب السرجاني، قصة التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 17. بتصرّف.
  6. ↑ د. راغب السرجاني، قصة التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 389-394. بتصرّف.