-

من هو البخاري

من هو البخاري
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

صحيح البخاري

اجتهد الكثير من عُلماء الأمّة في محاولةِ تدوينِ أحاديث النبي صلّى الله عليه وسلم الصحيحة لحمايتها من التّحريف والضياع، وحماية الأمة من الفتن والبدع التي قد يُدخِلها المنشقّون عن الدين، كما توجد بعض الفئات لا تخاف الله فتروي ما تُريد على لسان سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم. من أشهر كتب الحديث وأكثرها صحةً "صحيح البخاري" الذي استطاع كتابته البخاري، لتقديم هذه الهديّة للأمّة الإسلامية وهو غير العربيّ؛ فالكثير من الناس اليوم يعودون إلى صحيح البخاري للفصل بين ما يَسمعون أو يُشاهدون من الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم. دعونا نأخذ رحلةً قصيرةً في مُجريات حياة البخاري لنتعرّف عليه بشكلٍ أكبر.

البخاري

اسمه ومولده ونشأته

البخاري هو محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه الجعفي البخاري، أبو عبد الله، ولِد في بخارى في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر شوال سنة 194 من الهجرة، ولِد البخاري في بيتٍ يسوده العلم والورع وحب الدين؛ فقد كان أبوه من المُحدثين العلماء، وهذا ما زاد من علم البخاري وصلته بالدين وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم، وكان والد البخاري يتّصف بالورع والرّزانة والحكمة، وكان البخاري يتّصف بالذكاء الحاد والذاكرة القويّة وقدرته الكبيرة على الحفظ ، ولكن تُوفّي والده وهو صغير فتربّى يتيماً.

كان البُخاري مُحبّاً للعلم؛ فقد ذهب للتعلّم من الكتّاب وهو صبيٌّ صغير، وحفظ القرآن الكريم، ثمّ أخذ يقرأ أمهات الكتب وأشهرها المعروفة في وقته، وعندما بلغ العاشرة من عمره انكبّ على حفظ الحديث الشريف، وقد كان يهتمّ جداً بصحة الأحاديث وأماكن العلل فيها وسببها من حيث الرواة وعدالتهم ومعرفة تراجمهم.

وفي عام 210هـ انطلق البخاري مع والدته وأخيه لأداء مناسك الحج، وعندما انتهوا من المناسك عادت أمه وأخيه وبقي هو في مكة المكرمة للنهل من علوم الحديث بشكلٍ أكبر، وبعدها انتقل إلى المدينة المنورة، وكان عمره ثمانية عشر عاماً عندما صنّف كتاب التاريخ الكبير في المدينة.

لم يكتفِ البخاري بما أخذه من علومٍ في مكّة المكرمة والمدينة المنورة وبخارى؛ بل انطلَقَ إلى الكثير من البلدان التي يتواجد فيها الشيوخ لأخذ العلوم المختلفة منهم؛ حيث قيل إنَّ شيوخه زاد عددهم عن الألف رجل، كما تتلمذَ على يديه الكثير من العلماء أيضاً وأخذوا من علومه.

كتبه ومؤلفاته

استطاع البخاري أن يُؤلّف الكثير من الكتب والمصنّفات، ووصل بعضها إلينا وضاع بعضها، ومن أهمّها كما ذكرنا الجامع الصحيح المشهور بصحيح البخاري، وله كتاب الأدب المفرد، وكتاب الهبّة، وغيرها الكثير.