-

من هو فاتح الأردن

من هو فاتح الأردن
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فتح الأردن

يشهد التاريخ الإسلامي تواريخ ومواقف مشرّفة لقادة عظماء قدموّا أسمى معاني التضحية لنشر الدين الإسلامي؛ فانتشروا في مختلف بقاع الأرض لينشروا الدعوة الإسلامية، ويفتحوا المدن والبلاد غير المسلمة؛ فكان لكل صحابي أثر عظيم في الفتوحات من مشارق الأرض حتى مغاربها؛ ومن بينهم شرحبيل بن حسنة فاتح الأردن؛ وبعدها فتح جرش، وسوسيا، وبيسان، وأنيق، وبيت رأس، والجولان؛ واعتنق أهالي هذه المناطق الإسلام وأطاعوه.

الصحابي شرحبيل بن حسنة

شرحبيل بن حسنة هو الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة بن عبد الله بني زهرة، يُكنى بأبي عبد الله، ويرجع بنسبه إلى والدته حسنة العدوية نظراً لعدم معرفته بأبيه لوفاته عنه منذ صغره؛ واحتفظت به في حجرها حتى بعد زواجها من آخر، وهو كاتب من كتاب الوحي.

كان الصحابي شرحبيل بن حسنة أحد المسلمين الذين هاجروا في الهجرة الثانية إلى الحبشة، وواحداً من قادة جيوش أمين الأمة أبي عبيدة عامر بن الجراح، ومن أبرز إنجازاته: فتح الأردن وغورها، كما أنه ممن أسرعوا في اعتناق الإسلام مع والدته وزوجها سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي فور مجيء دعوة الإسلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صفات الصحابي شرحبيل بن حسنة

اتصف شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه بعدد من الصفات التي أهلته ليكون فارساً من فرسان الفتوحات الإسلامية؛ فكانت الشجاعة والفروسية من سماته، وبرز ذلك بتوليه قيادة الجيوش التي فتحت الأردن، كما تصدّى للروم، وقاتلهم في أكثر من موقع في الشام.

بالإضافة إلى ذلك، فقد كان صريحاً؛ وظهر ذلك من خلال موقفه من خطبة عمرو بن العاص عندما غزا مرض الطاعون بلاد الشام، وانتشر فيها، فطلب الأخير من أهل الشام التفرق في الشعاب والأودية؛ إلا أن ذلك أثار غضب شرحبيل، ودفعه للمجيء جاراً ثوبه ومعلقاً نعله بيده إلى عمرو بن العاص، وعاتبه على ذلك عتاباً شديد اللهجة، وقال للمسلمين: (إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا ولا تفرقوا عنه)، فلما بلغ ذلك عمرو بن العاص قال له: صدقت.

قتال الصحابي شرحبيل بن حسنة

لازم شرحبيل بن حسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن وصل المدينة المنورة بعد الهجرة الثانية، فكان رفيقاً له بكل غزواته حتى نال شرف صحبته، والجهاد تحت رايته، واستمر في الجهاد حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان أحد قادة حروب الردة في كنف الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي توجّهت إلى بلاد الشام لتحريرها من الظلم البيزنطي وسيطرته.

قاد شرحبيل جيشاً يتألف من ثلاثة آلاف مقاتل سالكاً بهم طريق تبوك، ومدّه الخليفة بالمزيد من المقاتلين حتى بلغ عددهم سبعة آلاف وخمسمئة مقاتل، وولّاه الصديق والياً على الأردن بعد فتحها.

لم تقتصر مشاركات بن حسنة في الجهاد في سبيل الله على ما تقدّم، حيث كان مشاركاً مع القادة أبي عبيدة، ويزيد بن معاوية في فتح أولى مدن الشام بصرى؛ وكان ممن أنجدوا عمرو بن العاص في وادي عربة، وشارك في معركة اليرموك، حيث كان تحت إمرة عمرو بن العاص في كراديس الميمنة، وبعد انتهاء المعركة توجّه مع المسلمين إلى دمشق لفرض الحصار عليها وفتحها، وتمثل دوره بالسيطرة على باب الفراديس.

عزل الصحابي شرحبيل بن حسنة

يُشار إلى أنّ الخليفة عمر بن الخطاب أقدم على عزل شرحبيل بن حسنة عن ولاية الأردن في السنة السابعة عشرة للهجرة؛ وأثار ذلك تساؤلاً في نفس شرحبيل حول سخط الخليفة عليه؛ فقال له الأخير: (لا إنك كما أحب؛ ولكن أريد رجلاً أقوى من رجل).

وفاة الصحابي شرحبيل بن حسنة

توفي الصحابي الجليل بعد صراع مع مرض طاعون عمواس في عام 639م عن عمر سبعة وستين عاماً؛ ووارى جثمانه ثرى الأردن في بلدة المشارع في الجزء الشمالي الغربي من الأردن.