-

من هو ابن عباس

من هو ابن عباس
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصحابة رضوان الله عليهم

عندما بعثَ الله سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام برسالة الإسلام جعلَ معهُ رِجالاً ينصرونَ دعوته كما كانَ معَ الأنبياء السابقين حواريون وأتباع، وهؤلاء هُم الصحابة الكِرام الذين حملوا همَّ الدعوة إلى الله وهمَّ الجِهاد في سبيله، وقد تحمّل كِبار الصحابة رضيَ الله عنهُم وخُصوصاً السابقينَ منهُم إلى الإسلام أذىً عظيماً، وذلكَ في بداية الدعوة إلى دينِ الله، وبعدَ أن اشتدَّ الأذى وبلغَ أقصاه هاجرَ هؤلاء الصحابة إلى المدينة المُنوّرة فلُقبوا بالمُهاجرين، واستقبلهُم في المدينة المنوّرة كِبار الصحابة من أهل المدينة وهُم الذين ناصروا هؤلاء المُهاجرين فلُقبوا بالأنصار، وفي هذا المقال سنتحدّث عن سيرة أحد هؤلاء الصحابة الكِرام رضيَ الله عنهُم أجمعين، ومِن الذينَ هاجروا من مكّة المُكرّمة إلى المدينة المنوّرة وهوَ الصحابيّ الجليل عبد الله بن عباس رضيَ اللهُ عنهُما.

تعريف بعبد الله بن عباس

هوَ عبدُ الله بن العباس بن هاشم بن عبد مناف القُرشيّ، وهوَ ابن عمِّ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم، فهوَ رضيَ الله عنه هاشميٌّ قُرشيّ من أشراف أهل مكّة، وقد وُلِد رضيَ الله عنه في العام الثالث قبلَ الهجرة النبويّة الشريفة على أصحّ الأقوال وأرجحها.

علم عبد الله بن عباس

اشتهرَ رضيَ الله عنه بكثرة عِلمه وغزارته وذلكَ لمُلازمتهِ للنبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام بحكم قرابته منه على الرغم من صِغر سنّه، وكذلك لازمَ رضيَ الله عنهُ كبارَ الصحابةِ الكِرام كأبي بكرٍ الصديق رضيَ الله عنهُ وعُمر وعُثمان وعليَ رضيَ الله عنهُم أجمعين.

ولُقّب رضيَ الله عنهُ بترجمان القُرآن وبحَبر الأمّة، وهذه الألقاب تدلّ على كثرة معرفته بعلوم القُرآن والتفسير، حيث فتحَ الله عليهِ في عِلم التفسير ببركة دُعاء النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام له، حيث مسحَ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام على رأس عبد الله بن عباس ودعا لهُ بكثرةِ العِلم حيث قالَ له: ( اللهُمّ فقههُ في الدين، وعلّمهُ التأويل).

وكانَ رضيَ اللهُ عنه مع عِلمهِ الغزير في التفسير ومعرفة حديث رسول الله عليهِ الصلاةُ والسلام أحدَ أشهر الصحابة في الفِقه، فقد كانَ يُفتي الناس من خِلال الرُجوع إلى كِتاب الله تعالى وسُنّة النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، ويعود إلى ما يعلمهُ من كِبار الصحابة، واجتهادهِ في المسائل.وقد قضى عُمرهُ رضيَ الله عنه في تبليغ العِلم والجِهاد في سبيل الله تعالى، حتّى توفّاهُ الله تعالى في السنة الثامنة والستين للهجرة وذلكَ في الطائف وكانَ عُمرهُ رضيَ الله عنهُ حين توُفي إحدى وسبعين سنة.