من هو أول فدائي في الإسلام
الصحابة
كان جيل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جيلاً متميزاً في كل شيء، فقد كانوا مثالاً ونموذجاً في الخلق الكريم الرفيع، وقد وقفوا مع النبي عليه الصلاة والسلام في كل مراحل دعوته وجهاده، فمنذ أن بعث الله تعالى النبي الكريم آمن به من آمن من الرجال وكان من أسبقهم إلى الإيمان بالدعوة رجل صدق ما عاهد الله عليه وهو الإمام والصحابي الجليل علي ابن أبي طالب رضي الله عن.
آمن علي وهو ما يزال فتىً بعد أن انشرح صدره للدعوة، وقد سخر نفسه بعد الإيمان للدعوة والجهاد في سبيل الله، وسجل التاريخ الإسلامي اسم علي رضي الله عنه كأول فدائي في الإسلام، فكيف كان ذلك ؟ وما قصته مع الفداء ؟
تخطيط المشركين لقتل النبي الكريم
لم يرض المشركون عن الدعوة الإسلامية، ومنذ أن بعث الله تعالى نبيه بالرسالة وهم يكيدون ضد الإسلام وأهله، وعندما أيقن المشركون أن مسيرة الدعوة الإسلامية لن توقفها مساعيهم الخبيثة الحاقدة، اجتمع زعماؤهم في دار الندوة وتشاوروا في أمر الرسول عليه الصلاة والسلام ودعوته، وقد اجتمعت كلمتهم على أن يقوموا بقتل النبي الكريم وهو نائم في فراشه.
روي أن الشيطان تمثل حينئذ في شكل شيخ من العرب، وقدم لهم هذه المكيدة الخبيثة، فخرج القوم ليعدوا العدة لمخططهم الإجرامي، وقد قرروا أن تبعث كل قبيلة برجل منها بحيث يشتركون جميعاً في قتل النبي الكريم.
علي أول فدائي في الإسلام
في تلك اللحظات العصيبة كان الله سبحانه وتعالى قد أمر نبيه الكريم بالهجرة إلى المدينة المنورة للخلاص من أذى المشركين والتمكين لهذا الدين، وقد علم النبي الكريم بما تخطط له قريش فأتى ابن عمه علياً رضي الله يخبره بخبر القوم فأبدى علياً استعداده الكامل لفداء النبي في فراشه، فكان يوم الهجرة نائماً في فراش النبي وعندما حاصر المشركون بيت النبي عليه الصلاة والسلام أدركوا أن نبي الله قد نجاه الله منهم وأن الرجل الذي ينام على فراشه ليس سوى ابن عمه علي، لذلك سمي علي رضي الله عنه بأول فدائي في الإسلام لأنه افتدى النبي الكريم بنفسه ونجاه الله تعالى من القتل بفضل صنيعه هذا.
الصحابة جيل الفداء
كان هناك كثير من الصحابة الذين كانوا مثالاً في الفداء والبطولة، ففي غزوة أحد رويت قصص كثيرة عن الصحابة الذين ذادوا عن النبي عليه الصلاة والسلام وافتدوه بأرواحهم، ومنهم الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكذلك الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب المازنية التي أبدت شجاعة منقطعة النظير في الذود عن رسول الله، ولا عجب في ذلك، فهذا الجيل هو جيل الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.