من هو أول نبي
الرسالة السماوية
نزلت الرسالة السماوية من الله تعالى إلى المخلوقات عن طريق الوحي الذي كان الوسيط بين هذه الرسالة والجنس الآدمي، وكلمة النبي تشتق من معنى النبأ أي العلم المرتفع الذي يأتي من مكانٍ رفيع المستوى، وتمّت تسمية الرسل الذين أنَزَل الله عليهم الكتب السماوية بالأنبياء لرفع مكانتهم وقيمتهم عن سائر الناس، وذُكر في قوله تعالى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) سورة مريم:(57).
بداية الخلق
كانت بداية الكون قبل أن يخلق سيدنا آدم بقرون، فتكوّنت الأرض وكان فيها أشباه لآدم عليه السلام استخلفهم الله تعالى في الأرض حسب قول بعض المفسّرين وما يدل على ذلك قول الملائكة لله تعالى كيف تريد في الأرض من يسفك الدماء فيها وما أنزل الله في قوله: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، فالملائكة لا تعلم بالغيب ولا تعلم ما الذي سوف يصبح عليه آدم وذريته ممّا توصل إليه بعض العلماء على دلالة وجود للبشرية قبل آدم، ولكنهم أكثروا فيها الفساد، فاستبدلهم الله بخلقٍ آخر، وهو آدم عليه السلام، فقال الملائكة استخلف في الأرض من يسفك الدماء فيها؛ وذلك مما رؤوه من الفساد الذي أصبح بالأرض، وبعد ذلك أمر الله تعالى ملائكته بالنزول إلى الأرض وأن يأخذوا سبعة ألوانٍ من التراب، وهذا هو سبب التغير في ألوان بني آدم ونفوسهم، فمنهم الطيّب الصالح، ومنهم دون ذلك.
استغرق خلق آدم أربعين عاماً، وذلك لأنه مَرّ على ثلاث مراحل أولها التراب، وثانيها الطين، أما الثالثة من صلصالٍ كالفخار، وبعد ذلك نفخ الله تعالى فيه الروح وباتت وجوه الملائكة تظهر عليها علامات الاستفهام لأنّ آدم كان عاقلاً ويُفكّر ولم يكن مثل غيره من الخلق، وأُمروا أن يسجدو لآدم فسجدوا إلا إبليس استكبر، وقال: أتخلقه من طين وأنا من نار، وجاء في قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين)، وسكن آدم وزوجه الجنة، وجاء في قوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ).
خلق الله تعالى لآدم عليه السلام
خُلق آدم عليه السلام لأن فئاتٍ من الجن اختصموا فيما بينهم على الأرض؛ حيث إنّهم كانوا يفتكون ببعضهم البعض ويتحاربون، فأنزل الله تعالى عليهم إبليس، وكان في ذلك الوقت من الملائكة فقام بفك نزاعاتهم، ومن بعد ذلك أراد الله تعالى لآدم أن يستخلفه بالأرض. أمر الله تعالى آدم وحواء أن يأكلا مما يشاءان في الجنة إلا من شجرة واحدة، فكان إبليس يكن الكراهيّة لآدم فوسوس له ولزوجه بأن يأكلا منها فأنزلهما الله تعالى إلى الأرض عقاباً لهما لأنهما لم يطيعا أوامره.
أول نبي
سيدنا آدم عليه السلام هو أول نبي من عند الله تعالى؛ حيث جاء ذكر قصته في القرآن الكريم بأنّه قام بإعمار الأرض، وعندما تكاثرت ذريّته أمرهم بطاعة الله عز وجل وحده لا شريك له، وكان النبيّ شيث عليه السلام خليفةً لسيّدنا آدم؛ حيث استمرّ بالدعوة لعبادة الله من بعد أبيه.