من هي الناشز
النّشوز
نقول في اللغة نشز الشيء؛ أيّ خرج عن المعتاد، أو ارتفع وعلا، والنّشوز لفظٌ يعبّر فيه شرعاً عن امتناع الزوجة عن القيام بحقّ زوجها وطاعته، في غير معصية الله؛ كأن ترفض معاشرة زوجها، رغم رغبته بذلك دون عذرٍ، أو أن تخرج من بيت زوجها دون إذنه، أو أن ترفض السفر مع زوجها إلى البلد التي يقيم فيه، وذلك فعلٌ محرمٌ، ويترتب عليه أحكامٌ شرعيةٌ خاصةٌ، وقد ورد لفظ النشوز في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: (واللاتي تَخافونَ نُشوزَهُنَّ فعِظُوهُنَّ واهْجُروهُنَّ في المَضاجعِ واضْرِبوهُنَّ فإنْ أَطَعْنَكُمْ فلا تَبْغُوا عَلَيهِنَّ سبيلًا إنَّ اللهَ كان عليًّا كبيرًا)،[1] وقد ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حرمة النشوز، وترتُّب اللعنة على من فعلته في حقّ زوجها، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأَبَتْ، فبات غضبانَ عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبحَ).[2][3][4]
المرأة الناشز ومظاهر نشوزها
قررت الشريعة الإسلامية أنّ النفقة تجب للمرأة في حال قيام السبب الداعي لها، وهو الزواج، ويكون ذلك مع توافر شرط النفقة؛ وهو الاحتباس للزوج والاستعداد له بالطاعة، فإذا مكّنت المرأة زوجها من نفسها، ومن الاستمتاع بها، ونقلها إلى المكان الذي يريده، وكان الزوجان أهلاً للاستمتاع الصحيح، وجبت النفقة للزوجة بذلك، أمّا إذا أظهرت المرأة للزوج النشوز، فكانت ناشزاً عنه، فلا تجب لها النفقة حينه،، وفيما يأتي بيان صفات المرأة الناشر، ومظاهر نشوزها:[4][5]
- امتناع المرأة عن معاشرة زوجها يعدّ نشوزاً، فلا يحل للمرأة أن تمتنع عن إجابة دعوة زوجها للفراش بأيّ حالٍ كان، إلّا إن كانت مريضةً أو بها عذرٌ شرعيٌ؛ كالحيض والنفاس، ولا يحل للمرأة حينها أن تمنع زوجها من الاستمتاع بما دون الفرج منها، ولا يحلّ لها كذلك أن تتبرم أو تتباطأ، أو تتثاقل، أو أن تنفره من المعاشرة بأيّ شكلٍ كان، فكل ذلك يعدّ من النشوز، بل يجب عليها أن تجيبه لحاجته راضيةً محتسبةً الأجر من الله تعالى.
- عصيان الزوج ومخالفة أمره، كأن يأمر زوجته بعدم الخروج من المنزل فتخرج، أو عدم إدخال أحدٍ معينٍ إلى بيته فتدخله، أو أن تذهب إلى مكانٍ أمرها بعدم الذهاب إليه، أو أن تسافر دون علمه، وكلّ ذلك مما نهى عنه العلماء، ونصوا على تحريمه.
- عدم إطاعة الزوج فيما يأمر به؛ كخدمته والقيام على مصالحه وتربية الأبناء، وكذلك الحال بالنسبة إلى السفر معه، أو السكن في بيتٍ آخر، إلّا إذا اشترطت في عقد الزواج أن تعيش في بلدٍ معينٍ وأن لا تخرج منه أو من بيتها إلّا برضاها، ويختلف الضابط في حدّ طاعة الزوج، بحسب البيئة التي يعيش فيها الزوجين، وحالتهما من الفقر والغنى، ونحو ذلك.
- سوء العشرة في التعامل مع الزوج، والتسلط عليه بالكلام البذيء، والألفاظ غير المناسبة، وإغضاب الزوج بشكلٍ مستمرٍ لأسبابٍ تافهةٍ، ومن ذلك أيضاً الإساءة إلى أهل الزوج، وإيذائهم في الكلام والأفعال.
كيفية التعامل مع المرأة الناشز
لا يوجب نشوز المرأة على زوجها شيئاً معيناً، فللزوج أن يطلقها إن شاء، أو أن يبقى معها على حالها من النشوز، وللزوج كذلك أن يعالج نشوز المرأة وفق ما بيّنه الله -تعالى- في القرآن الكريم حيث قال: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا)،[6] وفيما يأتي بيان مراحل التعامل مع المرأة الناشز:[7][8]
- يعظ الرجل في المرحلة الأولى زوجته، ويذكرها بالله -تعالى- وعقابه، كما يرّغبها بالثواب والأجر.
- يهجر الرجل زوجته في المضجع في المرحلة الثانية، فيوليها ظهره في فراش النوم.
- يقوم الرجل في المرحلة الثالثة بضرب المرأة الناشز ضرباً تأديبياً غير مبرحٍ ولا مؤذٍ، وذلك إذا علم الزوج أنّ الضرب سيفيد.
أمور لا تعدّ من النشوز
قد تخالف المرأة زوجها في بعض الأمور، ولا يعدّ ذلك من النشوز، فأيّ عملٍ تؤمر به المرأة ويؤدي إلى حدوث ضررٍ في نفسها، أو في دينها أو يلحقها به مشقةٌ ظاهرةٌ بالغةٌ، فلا حرج عليها إن لم تفعله، ولا يلزمها طاعة الزوج به، وفيما يأتي بيان بعض تلك الأمور:[5]
- عصيان الزوج في ما يأمر به زوجته من معصية الله؛ كأن يأمرها بخلع الحجاب، أو شرب المسكر، أو الاختلاط بالرجال، ونحو ذلك مما فيه معصيةٌ لله تعالى، فالقاعدة أنّه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.
- أن يأمرها بأمرٍ فيكون فيه ضررٌ لها في نفسها أو دينها؛ كأن يأمرها بالسكن في بيتٍ مهجورٍ تخشى على نفسها فيه، أو يوجب الزوج عليها السفر إلى بلدٍ غيرٍ آمنٍ، فلها حينها أن تمتنع عن ذلك، ولا يعدّ ذلك نشوزاً، كما يحقّ للزوجة أن ترفض السفر معه إلى بلاد الكفر، ولا يعدّ ذلك من قبيل النشوز أيضاً.
- أن تمتنع من معاشرته في الفراش، لعذرٍ شرعيٍ؛ من حيضٍ أو نفاسٍ، أو لعذرِ حسيٍ؛ كعدم وجود مكانٍ مستترٍ مناسب لمثل ذلك.
- أن تقطع تواصلها وعلاقتها بأقاربها، أو أقارب زوجها؛ لفساد دينهم، أو خوف الضرر منهم، عليها أو على أولادها.
- أن يأمرها زوجها بأمرٍ يشقّ عليها، ويحمّلها فوق طاقتها، ولا يصلح لمثلها.
- أن تمتنع عن السكن مع ضرتها في مسكنٍ واحدٍ؛ لأنّ انفرادها في سكنٍ خاصٍ حقٌ لها، ويجب على الزوج توفيره، إلّا إن كانت قد أسقطت حقّها ذلك في عقد الزواج.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية: 34.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3237، صحيح.
- ↑ "تعريف و معنى النشوز في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم الناشز وحقها في النفقة"، www.fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.
- ^ أ ب خالد بن سعود البليهد، "نشوز المرأة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 34.
- ↑ "تعامل الزوج مع زوجته الناشزة "، www.ar.islamway.net، 2017-12-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.
- ↑ "موقف الزوج من الزوجة الناشز"، www.fatwa.islamweb.net، 2010-9-2، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.