من هو خطيب النبي
الخطابة في الإسلام
كانت الدعوة الإسلامية من أهم الأحداث التي شهدتها الإنسانية، فأرسل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم بعد فترة من إرسال الرسل عليهم السلام، حيث كان الناس في جاهلية عظيمة، وضلالة خطيرة، فأُمر الرسول بالجهر بالدعوة، وتبليغها لجميع الناس، ففعل ما أمره به الله تعالى، حيث قال: (فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكينَ)،[1] فمن الناس من اتبع الرسول، وآمن بدعوته وصدّقها، وفي المقابل صدّ البعض من الناس دعوته متّبعون أهواءهم، ومن الأساليب التي قامت عليها الدعوة أسلوب الخطابة، حيث ساعد ذلك على نشر الدعوة، ودافع عنها بقوة، ووقف أمام خصوم الدعوة.[2]
خطيب النبي
خطيب النبي هو ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي، يُكنّى بأبي عبد الرحمن، وقيل بأبي محمد المدني، وهو أيضاً خطيب الأنصار إضافة إلى أنه خطيب النبي عليه الصلاة والسلام، وأمه هي هند الطائية، وله من الأولاد محمد ويحيى وعبد الله الذين قتلوا يوم الحرة، وله إخوة من أمه، وهم: عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، كما تزوّج ثابت من جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، وولده منها محمدٌ فقط، وعُرف ثابت بصوته الجهوري، وخطابته، وبلاغته، ومن المواقف التي تشهد على ذلك ما حصل عندما قدم وفد من تميم، فافتخر خطيبهم بعدّة أمور تخصّهم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس إجابة خطيب الوفد، ففعل ثابت، فسُرّ الرسول والمسلمون منه.[3]
شارك ثابت المسلمين في غزوة أحد وما بعدها من الغزوات، إلى أن توفي يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فعندما خرج ثابت مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة والتقوا مع العدو، قال كلُّ من ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: (ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ثمّ حفر كلٌ منهما حفرةً لنفسه، فثبتا فيهما، وبقيا يقاتلان حتى قُتلا، وقد كان ثابت يلبس درعاً نفيسة، فمرّ أحد المسلمين فأخذ الدرع، ثمّ أتى ثابت لأحد المسلمين في منامه، وأوصاه بأمرٍ إلى خالد بن الوليد وإلى الخليفة حينها أبي بكر الصديق، فذهب الذي رآه في المنام وأخبر بذلك خالداً وأبا بكر، فأجاز أبو بكر وصية ثابت بن قيس، فكانت وصيته بعد موته كرامة من الله تعالى له، ومن الجدير بالذكر أنّ ثابت بن قيس بشّر بالجنة قبل وفاته، وذلك عندما احتبس في بيته بعد نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)،[4] فظنّ قيس أنه المقصود من الآية، وذكر ذلك إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فبشّره الرسول بالجنة.[3]
الدفاع عن النبي
يجب على كلّ مسلم أن يصدّ أي دعوة ضد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فالإيمان به من متطلبات الشهادتين التي تعدّ الركن الأول من أركان الإسلام، كما يجب على كل مسلم الانقياد لأوامره، ومحبته محبةً مقدمةً على محبة الوالد والولد والنفس، وتوقيره، وإجلال قدره ومكانته، ونصرته والدفاع عنه، واتباع الأوامر التي جاء بها، ويمكن الدفاع عنه بالعديد من الوسائل والطرق والإمكانات، وفيما يأتي بيان البعض منها:[5]
- التفكّر والتدبّر بالدلالات والعلامات التي تبيّن نبوّته، وحقيقتها، والأصل في ذلك القرآن الكريم الذي بيّن علامات صدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام.
- العلم بالأدلة والبراهين التي تدلّ على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة والإجماع، والتي تأمر أيضاً باتباعه، وتحثّ على الاقتداء به.
- معرفة أنّ الله تعالى تكفّل بحفظ السنة النبوية الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وظهر ذلك بالجهود التي قام بها العلماء على مرّ العصور من بيان الصحيح والضعيف من السنة، واعتمدوا بجمعها على الأصول التي تميّزت بها الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم.
- استشعار محبّة الرسول صلى الله عليه وسلم في القلوب، ويمكن تحقيق ذلك بتذكّر الصفات الخَلقية والخُلقية التي تميّز بها، وشمائلة الكريمة.
- استحضار المسلم لإحسان الرسول صلى الله عليه وسلم وفضله العظيم، فهو المبلّغ لدين الإسلام، والمؤدي للأمانة، والناصح للأمة، والرسول إليها.
- إسناد أي أمر في خير في الحياة الدنيا والحياة الآخرة إلى الرسول عليه السلام بعد إسناده إلى الله تعالى، فالرسول هو الهادي للأمة.
المراجع
- ↑ سورة الحجر ، آية: 94.
- ^ أ ب "الخطابة في عصر صدر الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-11-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية: 2.
- ↑ "مئة وسيلة لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-11-2018. بتصرّف.