-

من هو ترجمان القرآن

من هو ترجمان القرآن
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عبد الله بن عبّاس

برز من بين صحابة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام واحدٌ منهم ليتألّق في سماء العلم والفقه والتّفسير، وهو الصّحابيّ الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم، وقد ولد قبل ثلاث سنوات من الهجرة النّبويّة، فلازم النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأخذ عنه الكثير من العلم والفقه في الدّين، وقد دعا له النّبي الكريم بأن يفقّهه الله تعالى في الدّين، ويعلّمه التّأويل، كما كانت توجيهات النبوّة لابن عباس ترسم له خطواته في الحياه وتشكّل فكره الغضّ الطّري وفق منهاج النّبوة، وقد خاطبه النّبي عليه الصّلاة والسّلام بجملةٍ من النّصائح استفتحها النّبي بقوله: (يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) إلى آخر الحديث.

وسئِل عبد الله بن عبّاس يوماً عن السّر الّذي بسببه امتلك علم الفقه والتّفسير فقال (بلسانٍ سؤول وقلبٍ عقول)؛ فقد كان رضي الله تعالى عنه حريصاً على السّؤال دائمًا والاستفسار عن الحكم الشّرعيّ في المسائل المختلفة، كما أنّه قد امتلك ملكة الحفظ والفهم لما يسمع، وبالتّالي تشكّل لديه مخزونٌ فكريّ واسع من الفقة والعلم؛ بحيث إنّه أصبح يتردّد عليه كبار السّن من العلماء ليسألونه في الأمور على الرّغم من حداثة سنّه، حتّى لقّبه سيّدنا عمر بن الخطاب بفتى الكهول أو كهل الفتيان، وقد قرّبه الخلفاء الراشدون منهم، وولّاه الإمام علي ابن أبي طالب ولاية البّصرة .

صفات عبد الله بن عبّاس

تميّز عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه بالورع والخشية من الله تعالى، وقد كان قريب الدّمعة، تنساب دمعته على خدّه بمجرد سماعه لآيات الذكر والوعيد، إلى جانب أنّه كان شديد الفطنة والذّكاء، لا يغلبه أحدٌ في منطقه وحواراته، وقد كلّفه الإمام علي بن أبي طالب بأن يقوم بمحاورة الخوارج الذين أفسدوا في الأرض حينئذ، فحاورهم بالحجّة والدّليل القاطع، فاستمال قلوب كثيرٍ منهم إلى جانب الحقّ، حتى روي مرّةً أنّه تبعه ألفان منهم حين وجدوا في كلامه الحقّ والمنطق السّليم.

وقد لُقّب الصّحابي الجليل عبد الله بن عباس بحبر الأمّة وترجمان القرآن؛ حيث كان يفسّر القرآن تفسيرًا ينبّىء عن علمٍ واسع وفقه نادر، وقد رويت عنه رواياتٌ كثيرة في تفسير القرآن وتبيان معانيه، كما روى عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم ما يقارب ألفاً وستمائةً وستّين حديثًا، وقد توفّي رضي الله تعالى عنه سنة 68 للهجرة لتُطوى بوفاته صفحةٌ عظيمةٌ من صفحات التّاريخ الإسلامي .