-

من يملك مفتاح الكعبة

من يملك مفتاح الكعبة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

من يملك مفتاح الكعبة

سدانة الكعبة هي مهنة قديمة، وتعني العناية بالكعبة المشرفة وخدمة بنائها بما يلزمه من فتح، وإغلاق، وتنظيف، وغسيل، أو إصلاح للكسوة، فقد تتمزّق الكسوة أو تتعرّض للتلف عند إقبال الزوار عليها ولمسها، والمعتاد عليه أن يُوضع مفتاح باب الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سناً حيث يُطلق عليه اسم السادن الأول، وعند فتح الكعبة يُمهل السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم فترة زمنية كافية حتى يستطيعوا جميعهم الحضور إن أمكن ذلك، أو غالبيتهم ليقوموا بغسلها مع وليّ الأمر والأمراء.

سدانة الكعبة

تاريخ السدانة

عندما قام النبي إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة المشرفة كانت السدانة لابنه إسماعيل عليه السلام، حيث تولّى رفع القواعد من الكعبة مع والده حتى قام جرهم وخزاعة باغتصابها منهم على الترتيب، ثمَّ استردها منهم الجدّ الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو قصي بن كلاب.

بعد موت قصي بن كلاب أصبحت سدانة الكعبة في يد ولده الأكبر عبد الدار، ثمَّ صارت مع بني عبد الدار في العصرين الجاهلي والإسلامي، ولم تزل السدانة في ذريته حتى انتقلت إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الله بن العزى بن عثمان ابن عبد الدار بن قصي حيث أعاد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة.

مفتاح الكعبة اليوم

يحتفظ آل الشيبي بمفتاح الكعبة في كيس خاص مصنوع يدوياً في مصنع كسوة الكعبة المشرفة، حيث تمّت صناعته من القماش الذي صنعت منه الكسوة، ويبقى هذا الكيس في مكان آمن ومستقر في بيت كبير السدنة، ويذكر آل الشيبي أنّ مفتاح الكعبة لم يُفقد أو يسرق في العصور الحديثة، إلا أنّ هناك محاولة حدثت في القديم لسرقته وفشلت.

السادن المتوفى عبد القادر الشيبي وصف مفتاح الكعبة بأنّه عادي من الحديد يبلغ طوله حوالي 35 سم، وتم تغييره وتحديثه عدّة مرات خلال العصور الإسلامية المختلفة، مع العلم أنَّ عبد القادر الشيبي استلم المفتاح في نهاية عام 2013م من أمير مكة بعد أن حدثت مجموعة من الاعتراضات التي طالبت بتغيير المفتاح.

أمَّا في الوقت الحالي صنع قفل الكعبة ومفتاحها من مادة النيكل المطلي بالذهب عيار 18، وكتب على الوجه الأول عبارة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعلى الوجه الثاني العبارة الآتية: إهداء من خادم الحرمين الشريفين، وعلى الوجه الثالث: الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، وعلى الوجه الرابع: سنة ألف وأربع مئة وأربع وثلاثين، وعلى الوجهين الخامس والسادس آيات قرآنية.