لماذا يجب الوضوء بعد أكل لحم الجمل

لحم الجمل

لحم الجمل والوضوء

اختلف العلماء في الوضوء بعد تناول لحم الجمل، وكان في ذلك رأيان: الرأي الأول يقول بنقض الوضوء بعد تناوله، والرأي الآخر ينفي ذلك، وسوف نتحدث عن كل رأي بشيء من التفصيل كما يأتي:

الرأي الأول

إنّ أكل لحم الجمل مطبوخاً أو نيّئاً وهو يعلم بذلك، فإنّ هذا ينقض الوضوء، وهو رأي الحنابلة، وابن حزم، والشافعية. وأدلتهم في ذلك:حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (أأتوضأُ مِن لحومِ الغنمِ؟ قال :إن شئتَ، فتوضأْ، وإن شِئْتَ، فلا تتوضأْ، قال: أتوضأُ مِن لحومِ الإبلِ؟ قال: نعم. فتوضأَ مِن لحومِ الإبلِ، قال: أُصلِّي في مَرابِضِ الغَنَمِ؟ قال: نعم. قال: أصلَّي في مَبارِكِ الإبلِ؟ قال : لا) [صحيح مسلم]

كما ورد عن النبي أيضاً في الحديث الشريف: (سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الوُضوءِ من لحومِ الإبلِ ، فقالَ: تَوضَّئوا مِنها وسئلَ عن لحومِ الغنمِ، فقالَ: لا توضَّئوا منها، وسئلَ عنِ الصَّلاةِ في مَبارِكِ الإبلِ، فقالَ: لا تصلُّوا في مبارِكِ الإبلِ، فإنَّها منَ الشَّياطين وسُئِلَ عنِ الصَّلاةِ في مرابضِ الغنمِ، فقالَ: صلُّوا فيها فإنَّها برَكَةٌ) [صحيح أبي داود].

الرأي الثاني

إنّ أكل لحم الجمل بكل أشكاله لا يُبطل الوضوء، وهو رأي أبي حنيفة، والمالكية. أمّا الأدلة على ذلك ما ورد عن النبي عليه السّلام في قوله: (كان آخرُ الأمرَينِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تركُ الوضوءِ ممّا مستِ النارُ) [شرح معاني الآثار]، حيث شرحه الطحاوي في كتابه فذكر: (فَإِذَا كَانَ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ هُوَ الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ، وَفِي ذَلِكَ لُحُومُ الْإِبِلِ وَغَيْرِهَا، كَانَ فِي تَرْكِهِ ذَلِكَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ).

الحكمة من الوضوء بعد تناول لحم الجمل

ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّه أمر بالوضوء بعد تناول لحم الجمل، ولكنّه لم يوضح الحكمة من ذلك، ولكنّنا نعلم أنّ الله تعالى حكيم عليم لا يشرع لعباده إلا ما فيه مصلحة وخير، حيث قال البعض من أهل العلم أنّ الحكمة من ذلك عبادة غير معلومة العلّة، ومنهم من علل السبب في أنّ لحم الجمل يؤثّر على الأعصاب ويهيّجها لذلك يجب الوضوء لأنّه يسكّن الأعصاب.