لماذا يجب الاهتمام بحفظ القرآن في الصغر
التفاعل مع القرآن الكريم
أنزل الله تَعالى القرآن الكريم على رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم- إحياءً للنفوس العطشى، التوَّاقة للخير، والجمال، والقيَم الإنسانية الرفيعة، وقد بَرزت العديد من الطرق للتفاعل مع هذا الكتاب الأعظم؛ كالمواظبة على تلاوته، وحفظ آياته الكريمات، وتجويدها، والاستماع إليها من مُقرئي القرآن الأجِلَّاء، وتَعلُّمه، وتعليمه للآخرين، والعديد من الطرق الأخرى.
استحوذت فكرة حفظ القرآن الكريم على اهتمام نسبةٍ كبيرة من المسلمين ابتداءً من العهد النبوي المبارك وحتى يومنا هذا، فلا يخلو جيلٌ من الأجيال من حفظة القرآن الذين دأبوا على حفظه منذ نعومة أظفارهم، وتحت إشراف والديهم، ومربيهم، ومعلميهم. فيما يلي نورد بعض أبرز فوائد وآثار اهتمام أولياء الأمور بتحفيظ الصغار كتاب الله تعالى.
فوائد الاهتمام بتحفيظ الصغار القرآن الكريم
- فرصة عظيمة لنيل أولياء الأمور الأجر والثواب من الله تعالى على ما قدّموه لأبنائهم من خير عظيم؛ ينفعهم في الدنيا، والآخرة، ويعينهم على الاستقامة على طريقي: الحق، والعدل.
- ينال حافظ القرآن الأجر العظيم من الله تعالى؛ نظراً لاهتمامه بهذا الكتاب العظيم، وهنا فإنّه كلما كان الإنسان أصغر استطاع أن ينال أجراً أكبر، وبما أن حفظ القرآن الكريم يتطلّب من الإنسان تلاوته بشكل دائم ومستمر، فإنّ هذا يزيد من أجر حفاظ القرآن، ويمكنهم من تلاوته بشكل دائم ومستمر، وفي كافة الأوقات والأحوال.
- يشبّ الطفل الصغير على الأخلاق الحميدة؛ فالقرآن يُعتبر أفضل مُهذِّب لأخلاق الإنسان، ومقوِّم للسلوك؛ خاصّةً إن اقترن حفظه مع تَعَلُّمه.
- يقوي قدرات الإنسان، وملكاته المختلفة؛ كالحفظ، والقراءة، ومخارج الحروف، وغيرها، الأمر الذي يقدم فوائد هائلة للإنسان في حياته العملية.
- سرعة استحضار الأدلة في المواقف التي تستدعي ذلك؛ فحافظ القرآن ليس كالآخرين الذين يحتاجون إلى الاستعانة بالمصاحف الشريفة، أو بالتطبيقات الإلكترونية المختلفة لاستحضار آية، أو جزء من آية.
- يسهم حافظ القرآن الكريم في نقل القرآن إلى الآخرين شفوياً؛ حيث يُعتبر ذلك من الخصائص التي تفرَّد بها القرآن الكريم، والتي حفظته من التحريف والتبديل بفضل الله تعالى.
- يتعرّف الطفل مبكراً على الصالحين الذين ورد ذكرهم، أو ذكر قصصهم في القرآن الكريم وعلى رأسهم أنبياء الله تعالى، الأمر الذي يجعله قادراً على اتّخاذ هؤلاء العظماء قدوات له؛ يتأسى بهم، ويسير على نهجهم، ويُطيع الله تعالى كما أطاعوه هم.
- يتعلّم الطفل اللغة العربية بشكل جيّد، ويتمكَّن منها، ممّا يجعله أقدر من غيره على التحدّث بفصاحة وطلاقة، خاصّةً أنّ القرآن الكريم يُعتبر الكتاب الأول الذي أسهم في حفظ اللغة العربية من الاندثار، والإضافة إليها.
- يتربّى الطفل بين الصالحين، ويبتعد عن الأجواء الفاسدة التي تهدم الإنسان، والمُجتمعات.