-

لماذا سميت بيت لحم بهذا الاسم

لماذا سميت بيت لحم بهذا الاسم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

محافظة بيت لحم

مدينةٌ فلسطينيةٌ تقع بين مدينتي الخليل والقدس، تمتدُّ على هضبتين يصل ارتفاع أعلاهما إلى 750م فوق مستوى سطح البحر، كما أنّها جُزءٌ من الجبال والهضاب الوسطى في فلسطين، فهي موازيةٌ لغَور الأردن والبحر الميّت.

تُعتبر مدينةُ بيت لحم مدينةٌ كنعانيّة؛ فقد قطن فيها الكنعانيّون سنة ألفين قبل الميلاد، ثُمّ توالت عليها القبائلُ المختلفةَ في المُعتَقدات، فدخلتها القبائل اليهوديّة الكنعانيّة، وفي القرن الحادي عشر قبل الميلاد تمكّن الفلسطينيون من دخولها، إلى أن جاء سيّدنا داود عليه السلام واستردّها، ليتولى من بعده ابنه سليمان، ثمّ دخلت بيت لحم بعد ذلك تحت الحكم الرّوماني، ثم قامت الإمبراطورة هيلانة ببناء كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس، وتعرضّت المدينة للغزو الفارسيّ عام 614م، وفي سنة 648م دخلت المدينة تحت الحكم الإسلاميّ، وزارها الصّحابيُّ عُمرُ بن الخطاب وقت الفتح، وعاش أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية بروح التآخي والتعاون والحرية.

عاشت مدينةُ بيتَ لحم عهداً مزدهراً، نشيطاً تجارياً، مُستتبّاً أمنيّاً؛ فقد أُطلِقت الحريّات، ورُمّمت الكنائس وأماكن العبادة في عهد هارون الرشيد، والدّولة الفاطميّة، وفي عام 1917م دخلت المدينة تحت النّفوذ البريطانيّ، ثم وقعت المدينة تحت الاحتلال الإسرائيليّ عام 1967م.

تسمية بيت لحم

تعود تسمية بيت لحمٍ إلى اسم مدينةٍ جنوبيّ القدسِ عُرِفت ببيت أيلو لاهاما؛ أي بيت الإله لاهاما أو لاخاما، وهو إله القوت والطّعام لدى الكنعانيين، أمّا عند الآراميين فهي بيتُ الخبز، ومن هنا جاءت التّسمية، ولبيت لحم اسمٌ قديمٌ هو أفرات أو أفراته؛ وهي كلمة آراميّةٌ تعني الخصب والثمار.

المساحة والسكان لبيت لحم

تبلغ مساحة محافظة بيت لحم خمسمئةٍ وخمسةٍ وسبعين كيلومتراً مربّعاً، وتضمُّ خمسةَ مدنٍ رئيسة، وسبعين قرية، وثلاثة مخيّمات للاجئين الفلسطينيّين، أمّا مساحة مدينة بيت لحم فتبلغ ثمانية آلاف دونم، وتُقسَّم المدينةُ إلى العديد من الأحياء والأسواق، أمّا عددُ سُكّانها فقد بلغ خمساً وعشرين ألفاً ومئتين وستّةً وستّين نسمة حسب إحصائيات عام 2007م.

النشاط الاقتصادي لبيت لحم

تشتهر محافظة بيت لحم بالمصنوعات الخشبيّة والصَّدفيّة، والتُّحف التّذكاريّة، وأعمال التّطريز التي تُباع للسّياح والحجّاج، بالإضافة إلى صناعة الحجر، والرّخام، والصّناعات المعدنيّة، ولأهمية بيت لحم الدينيّة والتاريخيّة الأثر الكبير في زيادة تفعيل النّشاط السّياحيّ؛ إذ تُعتَبر الصّناعات السّياحيّة هي المصدر الأساسيّ للدّخل القوميّ، لوجود الأماكن الدّينيّة والأثريّة في المدينة منها كنيسة المهد، ويعمل فيها حوالي 28% من السّكان.

النشاط الثقافي لبيت لحم

نالت بيت لحم قسطاً وافياً من التّعليم منذ زمنٍ بعيد؛ حيث أُقيمت أولى المدارس منذ أكثر من مئتي عام، وبسبب طابعها الدّينيّ الغالب على المدينة، أُقيمت الكثير من المدارس الخاصّة، وتطوّر التّعليم ليصل عددُ المدارس فيها إلى إحدى وثلاثين مدرسة، كما أُقيمت في المدينة جامعةُ بيت لحم؛ لتضم عدداً من كُليّات العلوم، والطّب، والآداب، والتّمريض، وغيرها.

السياحة في بيت لحم

من أبرز المعالم السّياحيّة في مدينة بيت لحم:

  • كنيسة المهد: أقدمُ كنيسةٍ في العالم، تضمُّ الكنيسة كهفَ ميلادِ المسيح عليه السّلام، وأرضياتٍ من الرُّخام الأبيض؛ إذ يزّين الكهفَ أربعة عشر قنديلاً فضيّاً، أمّا الكنيسة فهي عبارةٌ عن مجمّعٍ دينيّ كبير يحتوي على مبنى الكنيسة، بالإضافة إلى مجموعةٍ من الأديرة والكنائس الأخرى التي تُمثل الطّوائف المسيحيّةِ الأُخرى.
  • مغارة الحليب: تَقع إلى الجَنوب الشرقيّ من الكنيسة؛ فهي المكان التي أرضعت فيه مَريمُ العذراءُ يسوعَ الطّفل عندما اختبأت من جنود هيرودس أثناء توجُّهِها لمصر.
  • دير ابن عبيد: تمّ بناؤه على يد ثيودوسيوس عام خمسمئةٍ للميلاد، ويقع شرقيّ العُبيديّة.
  • دير مار سابا: بناه القدّيس سابا اليوناني عام (482) بعد الميلاد، ويبعدُ أحد عشر كيلومتراً شرق دير ابن عبيد، ولا يُسمح للنّساء بالدُّخول إليه.
  • آبار النبي داود: تقع شمال بيت لحم، ويُقال إنّ سيّدنا داود عليه السلام قد شرب منها.