-

لماذا سميت خديجة بأم المؤمنين

لماذا سميت خديجة بأم المؤمنين
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

خديجة بنت خويلد

تزوّج النّبيّ محمّد عليه الصّلاة والسّلام عددًا من النّساء في حياته، وعُرفنَ بأخلاقهنّ والتزامهنّ بدينهنّ، وقد تميّزن بلا شكّ عن غيرهنّ من النّساء بكثيرٍ من الصّفات والفضائل، ومن بين تلك الفضائل اعتبارهنّ أمهاتٍ للمؤمنين جميعًا، وهذا اللّقب والتّكريم يدلّ على فضلهنّ ومكانتهنّ ووجوب احترامهنّ كما يحترم المسلم أمّه التي ولدته وأن يؤدّي حقوقها عليه، فمن هي أوّل من كانت زوجةَ للنّبيّ الكريم وأوّل من حصلت على لقب أمّ المؤمنين؟ وما هو سبب تسميتها بذلك؟

مولد السّيدة خديجة

وُلِدت السّيدة خديجة بنت خويلد الأسديّة رضي الله عنها في مكّة المكرّمة قبل مولد النّبي الكريم بخمس عشرة سنة، وقد كانت ذات حظوةٍ وشرف في قومها حتّى لُقِّبت بالشّريفة؛ لسمعتها النّظيفة الطّاهرة؛ فعلى الرّغم من دخولها معترك التّجارة وعقد الصّفقات إلاّ أنّ ذلك لم يؤثّر في قيمها وأخلاقها التي تربّت عليها.

حكمة السّيدة خديجة وحُسْن اختيارها

شاءت الأقدار أن تسمع السّيدة خديجة رضي الله عنها بأخلاق النّبيّ محمّد عليه الصّلاة والسّلام؛ فترغب لأجل ذلك أن يكون وكيلًا لها في تجارتها، وحينما عُرِض الأمر على النّبي الكريم قَبِل ذلك، فكان خير مؤتمنٍ بعد ذلك على مالها وتجارتها، كما كان خير شريك لها في الحياة حينما اختارته زوجًا لها.

أسبقيّة السّيدة خديجة في دخول الإسلام

حينما بُعث النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالرّسالة كانت السّيدة خديجة رضي الله عنها أوّل من يؤمن به، وقد ساندته في دعوته أعظم مساندة، وكان لكلماتها الأثر العجيب في تهدئة روع النّبيّ الكريم؛ حينما أتى من غار حراء ولسانه يردّد: (زمّلوني زمّلوني).

أخلاق السّيدة خديجة الكريمة

اشتُهرت رضي الله عنها بأخلاقها وبذلِها في سبيل الدّعوة، وفي أشدّ المواقف صعوبة حينما حوصِر بنو هاشم في شعاب مكّة، أصرّت السّيدة خديجة على البقاء مع زوجها والثّبات، على الرّغم من قدرتها على الخروج من الشّعاب إلى قبيلتها وأهلها، حيث رغد العيش ونعومته.

سبب تسمية السّيدة خديجة بأمّ المؤمنين

كانت السّيدة خديجة رضي الله عنها أولى أزواج النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ومن فضائلها أنّه لم يتزوّج في حياتها غيرها، كما ظلّت ذكراها في وجدان النّبي وقلبه، وقد سُمّيت بأمّ المؤمنين؛ لأنّ تلك فضيلة من فضائل نساء النّبيّ الكريم ومزيّة لم تنلها غيرهنّ من النّساء، وقد أكّدت الآيات الكريمة على تلك الفضيلة في قوله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) [الأحزاب: 6]، فبالإضافة إلى أنّ أزواج النّبي لهنّ مكانة خاصّة في ديننا، فهنّ أمهات المؤمنين جميعاً، لا يحلّ لمسلمٍ التّقصير في حقّهنّ أو الإساءة إليهنّ.