لماذا سميت منى بهذا الإسم
في شهر ذي الحجّة المبارك من كل عام يتوافد الحجيج لمكة المكرمة و يؤدّون مناسك الحجّ بكل يسر و سهولة و يقومون بأركان الحجّ بكل أريحيّة و بقلوب خاشعة لله تعالى . نذكر في الحجّ أنّ الحجيج لا بدّ من يقيموا بمكان يسمى مِنى بكسر الميم و هذا المكان هو من الأماكن المقدسة الذي يقع بين مكة المكرمة و المزدلفة و تبعد عن الكعبة المشرفة حوالي سبعة كيلو متر من الجهة الشمالية الشرقية ، لذلك منى هي جزء من مكة المكرمة و تعد مكان حرم داخل حدود حرم مكة .
سميت منى بهذا الإسم بسبب إن سيدنا آدم عليه السلام عندما كان في هذا المكان تمنى أن يرجع إلى الجنة و منى أيضاً فيه تمنى آدم أن يرى حواء التي نزلت إلى الأرض و لم يدري أين هي . و مِنى هي مشعر مقدّس و هي المكان الذي يمنى فيه الدماء أي يراق فيه الدماء نتوقف هنا و نذكر أنّه في مِنى في صباح يوم عيد الأضحى المبارك يقوم الحجاج بذبح أضحيتهم و الحجاج عددهم كبير جداً لذلك الدماء تراق بها في ذلك اليوم ،و بدقة أكثر نذكر أنّ إبراهيم عليه السلام عندما رأي في المنام بأنّه يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام كان هذا الحدث في مِنى عندما أنزل الله تعالى الكبش فداءاً لسيدنا اسماعيل عليه السلام و قام ابراهيم عليه السلام بذبح هذا الكبش في منى لذلك تعتبر منى هو المكان الذي تم به إراقة الدماء و اعتاد الناس منذ ذلك اليوم بذبح الأضاحي بمنى أسوة بالنبي ابراهيم و سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام لذلك منى فضلت دون الأماكن عن غيرها في إراقة الدماء ، و قيل إن اسم منى عند العرب هو المكان الذي يتجمع به الناس .
مِنى تزدهر بأيام الحجيج خصوصاُ في يومي الثامن و العاشر من ذي الحجة و أيام التشريق عند الذهاب إلى جبل عرفة و عند الذهاب لرمي الجمرات و ذبح الأضاحي في تلك الأيام المباركة ، وفي منى تقام الخيام حتى يقيم بها الحجاج في الثلاث الأيام الأولى من عيد الأضحى المبارك استعداداً لرمي الجمرات .لذلك تعتبر منى آخر الأماكن التي يقيم بها الحجاج في الحج بعد رمي الجمرات . لذلك منى أحد الأماكن المقدسة في أيام الحج و هي المدينة التي بايع فيها الأنصار سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام البيعتين و بمنى نزلت آخر سورة على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاو و السلام في حجته الأخيرة حجة الوداع و هي سورة النصر لذلك منى مكان عظيم لا يسكن إلّا وقت الحج فقط .