لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد
اللّغة العربية
تعدّ اللغة العربية إحدى اللغات السامية التي يتحدث بها عدد كبير من الشعوب خاصةً في المناطق العربية، ولا بدّ من الإشارة إلى أنها استمدت أهميتها من كونها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تعتبر اللغة التي يستخدمها المسلمون في صلاتهم، وفي أداء عباداتهم المختلفة، مع الأخذ بالاعتبار إلى أنها سُميت بالعديد من الأسماء منها لغة الضاد، وفي هذا المقال سنعرفكم على سبب تسمية اللّغة العربية بلّغة الضاد.
لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد
يرجع السبب في تسمية اللغة العربية بلغة الضاد إلى كونها اللغة الوحيدة التي تحتوي على صوت الضاد، علماً أنه حرف يتميز بصعوبة نطقه عند غير العرب، حتى أنّ بعض القبائل العربية لا تستطيع النطق به، كما أن بعض المتكلمين بغير العربية يعجزون عن إيجاد صوت بديل له في لغاتهم.
حرف الضاد
يعتبر حرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية؛ وترتيبه هو الحرف الخامس عشر من الحروف الأبجدية العربية، ومخرجه يتوسط حرف الشين والجيم، الأمر يصعب من النطق به، ويتميز حرف الضاد بأهميته الفريدة؛ حيث إنّه الاسم الذي استخدمه العرب ليطلقوه على اسم اللغة العربية: فسموها لغة الضاد، أو لسان الضاد، ولا بدّ من الإشارة إلى أن حرف الضاد يُنطق كصوت مبلعم، ولثوي، واحتكاكي، ومجهور، وجانبي.
لغة الضاد
يعتبر مصطلح لغة الضاد مصطلحاً حديثاً، وكان ذلك في بداية القرن الثاني وبداية القرن الثالث؛ في وقت تدوين وتعقيد اللّغة، حيث لم يكن هذا المصطلح معروفاً في الجاهلية، وصدر الإسلام، وكذلك في العصر الأموي، حيث إنّ التنبه لقيمة الضاد في لغة العرب ظهر منذ دخل العجم في الإسلام بشكل كبر جداً، وعجزت هذه الوفود عن النطق بحرف الضاد في اللغة العربية، وبذلك بدأ علماء اللّغة يهتمون بهذا الحرف، ويولونه جزءاً كبيراً من دراستهم، من هؤلاء العلماء الأصمعي، وسيبوبه، والخليل بن أحمد؛ حيث قال سيبويه عنه يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في اللغة من ترتضى عربيته ولا يستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر، قال الأصمعي ليس للروم ضاد، ولا بدّ من الإشارة إلى ظهور العديد من المؤلفات في الضاد، وظهرت العديد من الظواهر مثل: غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد؛ حيث ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين منها أرجوزة ابن قتيبة في التميز بين الضاد والظاء، ورسالة الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد، وعلى الرغم من كل ذلك فإن اللّغة العربية لم تسمَّ بلّغة الضاد إلا بعد أن كتب المتنبي بعض الأبيات يفخر فيها بنفسه:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي