-

لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سورة الحجر

سورة الحِجْر سورةٌ مكية عدد آياتها تسعٌ وتسعون، نزلت بعد سورة يوسف وقبل سورة الأنعام، ترتيبها في المُصحف السورة الخامسة عشر، وقد نزلت هذه السورة الكريمة في مَرحلة صعبة من مراحل الدعوة الإسلامية؛ حيث إنّها نزلت في الفترة التي تُوفِّي فيه عمُّ الرسول صلى الله عليه وسلم أبو طالب، وزوجته أمُّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وظهر في ذلك الوقت الأذى الشديد من مُشركي قريش، ولم يكن للمُسلمين بعدُ قوّة تُذكر، فلم يدخل الإسلامَ في تلك الفترة إلا عددٌ قليل، فنزلت هذه السورة تسرية لقلب الرسول والصحابة، ومُهدّدة للمُشركين.

سبب التسمية

ورد اسم السورة في الآية الثمانين منها: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) [الحجر: 80]، والمقصود بذلك مدائن ثمود؛ وهم قوم نبي الله صالح عليه السلام، ولم يتكرر لقب أصحاب الحِجْر في غير هذه السورة في القرآن الكريم، كما تناولت السورة الحديث عنهم في خمس آياتٍ وصفت فيها أخذهم بالصيحة جزاءً لطغيانهم وتكذيبهم بالرغم من القوة التي كان الله عز وجلّ قد مكّنهم بها، فقد كانوا ينحتون بيوتاً من الجبال، ويتخذونها سكناً لهم بأمانٍ وسلام، حيث كانت هذه المنازل تُبنى كملاجئ ليختبئوا فيها من الزّلازل والصواعق، وحين عتوا عن أمر الله أخذتهم الصيحة دون أن تغني عنهم هذه البيوت شيئاً، وفي كلِّ ما سبق دلالة على أنّ الحفظ والرعاية لا تتمُّ دون اتباع أمر الله، وما الوسائل المادية إلّا سببٌ مُتمّمٌ لذلك.

مقاصد السورة

لا شكّ في أنّ سورة الحجر بمقصدها العام تشتمل على أصول الدين؛ كالتوحيد، والبعث، وإنذار المشركين، وذلك لطبيعتها المكيّة، إلّا أنّها تناولت بعض المقاصد الخاصّة بها، ونلخصها فيما يأتي:

  • التعهّد بحفظ القرآن الكريم: ذكرت السورة أنّ الله عزّ وجلّ هو مُنزل القرآن، وهو الحافظ له من كل محاولات التحريف والتبديل والتشويه، وهذه ميّزةٌ لم تحظ بها الكُتب السماويّة السابقة.
  • تقدير الأرزاق بين العباد: ما من مخلوقٍ قادرٍ على منع أو منح الأرزاق، كيف لا، وكُلّها مُنزّلة من خزائن الغني الحميد؟
  • ذِكر أصل خلق الإنسان: وذكر أنّ الطين هو العنصر الأساسي في ذلك، ثُم يتجلّى الله بنفخ الروح في الأجساد، كما ذكرت المعركة الخالدة بين إبليس والإنسان في هذه الأرض، ابتداءً من عصيان إبليس ورفضه السجود للملائكة حين أُمر بذلك.
  • الحثّ على الالتحاق بدين الفطرة: وذلك بالتمسُّك بحبل النجاة قبل أن يأتي اليوم الذي يندم فيه المُكذّبون، ويتمنّى المعرضون لو كانوا مسلمين، فما ينفعهم يومئذ ذلك.
  • بيان أحوال الأُمم السابقة: وذلك بالاعتبار من سنن الله التي مضت في حقهم، وأوضحت أنّه تبعاً لعمل القرى والأُمم يكون المصير والجزاء، فإذا آمنوا وأحسنوا وأصلحوا، مدّ الله في أجلهم، وإذا كانت أعمالهم مخالفة ومغايرة للحق عندها تبلغ الأُمة أجلها وتنتهي قوتها، وينتهي وجودها، إما بالهلاك والاندثار، وإما بالضعف والفتور.