-

لماذا سمي تفسير الجلالين بهذا الإسم

لماذا سمي تفسير الجلالين بهذا الإسم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كتاب تفسير الجلالين

هو أحد أشهر كتب تفسير القرآن الكريم، وهو صغير في حجمه، إلاّ أنّ قدره ونفعه كبيران جداً، فقد تمّت صياغة عبارات هذا الكتاب بطريقة موجزة محكمة، وأسلوب علمي مُركّز، وقد جمع بين طيّاته الكثير من المعاني الموجودة في التفاسير الأخرى، وقد ألفّ هذا التفسير إمامان كلّ منهما يلقّب بجلال الدين، وهما: جلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي،[1] ويعتبر تفسير الجلالين من أوسع التفاسير انتشاراً، كما أنّ العديد من المصاحف المطبوعة حاشية تفسيرها مأخوذة من تفسير الجلالين، وممّا يميزه كذلك هو احتواؤه على علوم الإعراب، والحديث في الناسخ والمنسوخ، وأسباب نزول الآيات، ومعاني المفردات، وغيرها، ممّا جعل العلماء يهتمّون به اهتماماً كبيراً، فقاموا بتأليف الحواشي والشروحات الكثيرة جداً عليه، فمنها ما ألّفه القاضي محمد كنعان قرّة العينين على تفسير الجلالين، ومما ورد من أقوال العلماء عن تفسير الجلالين قول صاحب كتاب كشف الظنون عن تفسير الجلالين: (وهو مع كونه صغير الحجم كبير المعنى، لأنه لب لباب التفسير، يعني: خلاصة خلاصة التفاسير، لذلك اعتبره العلماء تفسيراً للمنتهين من طلبة العلم لا للمبتدئين منهم).[2]

سبب تسمية التفسير بهذا الاسم

سمّي كتاب تفسير الجلالين بهذا الاسم، وذلك بسبب اشتراك شيخين في تأليفه، وهما:[3]

  • جلال الدين المحلي، واسمه محمد بن أحمد، المولود سنة (791هـ)، والمتوفى سنة (864هـ).
  • جلال الدين السّيوطي، واسمه عبدالرحمن بن أبي بكر، المولود سنة (849هـ)، والمتوفى سنة (911هـ).

والذي بدأ بتأليف هذا التفسير هو جلال الدين المحلي، ففسّر من سورة الكهف إلى سورة الناس، وفسّر كذلك سورة الفاتحة، ثمّ جاء جلال الدين السيوطي، وأكمل التفسير بعد وفاة المحلي، ففسّر من سورة البقرة إلى نهاية سورة الإسراء سائراً في ذلك على نهج الإمام المحلي،[3] وممّا تجدر الإشارة إليه عمر الإمام جلال الدين السيوطي -رحمه الله- عندما ألف نصف تفسير الجلالين، والمدة التي استغرقها في تأليفه، قال القاضي كنعان: (والإمام السيوطي -رحمه الله تعالى- وضع هذا التفسير وعمره اثنتان وعشرون سنة، أو أقل منها بشهور، وذلك بعد وفاة الجلال المحلي بست سنين، وكتب كل هذا التفسير العظيم والدقيق دقة متناهية في أربعين يوماً)، وممّا قاله السيوطي -رحمه الله- في خاتمة تفسيره: (هذا آخر ما كملت به تفسير القرآن الكريم، الذي ألفه الشيخ الإمام العالم المحقق جلال الدين المحلي الشافعي رضي الله عنه، وألفته في مدة قدر ميعاد الكليم، أي موسى عليه السلام).[2]

تهذيب تفسير الجلالين

وهو كتاب ألّفه العلامة الشيخ د.محمد بن لطفي الصباغ، وهو من العلماء الذين صحبوا تفسير الجلالين، وطالعوه طويلاً، لكنّه أخذ عليه عدة مآخذ، فقرّر تهذيبه، وإزالة وتدارك كل ما أخذه على التفسير، وليهيئ للقارئ من خلال كتابه فهماً سليماً للآيات القرآنية، ونذكر هنا بعضاً من الأمور التي اتبعها الشيخ، وعمل عليها في تهذيبه:[1]

  • اعتمد الشيخ الصباغ على قراءة حفص عن عاصم في كتابه التهذيب، وحذف الكلام الموجود على القراءات الأخرى.
  • اعتمد كذلك على الأقوال الراجحة عند أئمة المفسرين، خصوصاً إن كانت موافقة لما صحّ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • عمل على حذف كل ما لا يراه ضرورياً من تفصيلات، وفي المقابل أبقى كل إطناب يساعد على فهم المعنى.
  • أورد الصحيح من أسباب نزول آيات القرآن الكريم، وحذف كل ما هو مكذوب.

التفسير

يعرّف التفسير لغةً بأنّه الكشف والاستبانة، أمّا التفسير اصطلاحاً فهو علم يبحث في القرآن الكريم من حيث كيفية النطق بألفاظه، ومدلولاتها ومعانيها، وكل ما يتعلق بها من أحكام إفرادية وتركيبية، وتتمات ذلك،[4] ولهذا العلم أهمية كبيرة، وفيما يأتي ذكر بعضٍ منها:[5]

  • يعتبر علم التفسير من أجلّ العلوم وأعظمها، و حاجة الأمة له حاجة ماسّة، فهو المعين والمساعد على فهم آيات كتاب الله تعالى، وما هو المراد منها، ممّا يُعين القارئ على التلذذ بها أثناء القراءة، يقول ابن جرير الطبري: (إنّي أعجب ممّن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يتلذذ بقراءته؟).
  • إنّ كلام الله تعالى أفضل الكلام وأحسنه وأصدقه، وبالتالي فإنّ الانشغال به انشغال بأفضل الكلام وأعظمه بركة، قال الله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[6]
  • يعدّ فهم القرآن الكريم درعاً مانعاً من الوقوع في الفتن والضلالات، ومدعاة للنجاة والفوز والسعادة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تركتُ فيكم شيئَين لن تضِلوا بعدهما: كتابَ اللهِ، وسُنَّتي).[7]
  • لقد فضّل الله -سبحانه وتعالى- أصحاب العلم على غيرهم، ورفع من درجاتهم، وجعل لهم الشأن العظيم، قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).[8]
  • يعتبر المفسر وارثاً لأعظم إرث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومبلغاً له، وهو القرآن الكريم، قال الله تعالى: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد).[9]
  • تدبر القرآن الكريم وفهم معانيه، فهو البوابة لكل العلوم الأخرى، وذلك لأنّ الله تعالى قد فصّل في القرآن الكريم كل شيء، وفيما يأتي بعض الأمثلة على ذلك:
  • أصول العقيدة، والحديث عن الله سبحانه وتعالى، وأسمائه وصفاته وغيرها.
  • أصول أحكام الشريعة الإسلامية، من عبادات ومعاملات وأحوال شخصية.
  • أصول الآداب والأخلاق، ومسائل تزكية النفس.
  • أصول الدعوة إلى الله تعالى وكيفيتها، وأصول إثبات الحق والاحتجاج به، والرد على الأباطيل.

المراجع

  1. ^ أ ب "تهذيب تفسير الجلالين"، www.alukah.net، 4-3-2007، اطّلع عليه بتاريخ 14-10-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب إياد قنيبي (19-7-2015)، "كم كان سن الإمام السيوطي عندما أكمل تفسير الجلالين؟"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-10-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "مؤلفا تفسير الجلالين"، www.islamweb.net، 7-8-2002، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2018. بتصرّف.
  4. ↑ الأستاذ عبد الرحمن بن محمد القماش، الحاوي في تفسير القرآن الكريم، صفحة 10. بتصرّف.
  5. ↑ عبد العزيز بن داخل المطيري (21-5-2016)، "فضل علم التفسير وحاجة الأمة إليه"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.
  6. ↑ سورة ص، آية: 29.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2937، صحيح.
  8. ↑ سورة الزمر، آية: 9.
  9. ↑ سورة ق، آية: 45.