صلاة الوتر
صلاة الوتر وأحكامها
إن صلاة الوتر من الصلاوات العظيمة التي منَّ الله علينا بها، لما فيها من الأجر والثواب العظيمين، وقد حضَّ النبيُّ عليه الصلاة والسلام على هذه الصلاة بالأحاديث الصحيحة الواردة عنه، وهنا في مقالنا سنبيِّن بعض أحكام هذه الصلاة معتمدين على أقوال العلماء السابقين والمعاصرين، كالشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني رحمة الله عليهم أجمعين.
تعريف الوتر
- الوتر لغةً: بفتح الواو أو كسرها يعني كل شيء أو عددٍ يكون مفرداً.
- الوتر اصطلاحاً: هو صلاة التطوع الفردية في الليل، وقيل: الركعة التي تختم بها صلاة الليل.
حكم صلاة الوتر
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في رجلٍ يترك الوتر متعمِّداً: "هذا رجل سوء، يترك سنة سنها النبي صلى الله عليه و سلم، ثم قال: هذا ساقط العدالة إذا ترك الوتر متعمداً".
اتفق مذهب جمهور العلماء وعليه مذاهب أهل العلم من الصحابة والتابعين على أن صلاة الوتر سُنَّة مؤكَّدة وليست من الواجبات كفروض الصلاة الخمسة، كما أنه لا يشرع تكرار صلاة الوتر أكثر من مرة في الليلة الواحدة وذلك لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: "لا وتران في ليلة".
وقت صلاة الوتر
- إن وقت صلاة الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء حتى بداية أذان الفجر، وذلك لحديث النبي عليه الصلاة الوسلام: " صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى"، وقد أجمع على ذلك العلماء، فقد قال ابن المنذر: "أجمعوا على أن ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وقت للوتر، وكذلك إذا صلى العشاء جمع تقديم مع المغرب، فيبدأ وقت الوتر من بعد تمام صلاة العشاء".
- إذا فاتت صلاة الوتر عن أحد بسبب عذرٍ كالنعاس أو المرض، جاز له أن يصليه بعد الفجر، وذلك من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كانَ إذا غَلبَه نومٌ أو وجعٌ عن قيامِ اللَّيلِ، صلَّى مِن النهارِ اثِنتيَ عَشرةَ ركعةً" ولكن كما نرى هنا أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام لم يجعلها فردية العدد، وإنما زوجية.
- أفضل وقت لصلاة الوتر هو في ثلث الليل الأخير، وذلك لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له".
عدد ركعات الوتر
- ركعة واحدة: وهو جائز، وهذا ما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال عن النبي عليه الصلاة والسلام: "ويوتر بركعةٍ واحدةٍ آخر الليل".
- ثلاث ركعات: وله في هذه الحالة صفتان، الأولى أن يصلي ركعتين ثم يسلم، ثم يصلي ركعة ويسلم، والصِّفة الأخرى في صلاة الوتر بثلاث ركعات، هو أن يصليها ثلاثاً بتشهدٍ واحد، ولا يجوز أن يجعلها بتشهدين كما في صلاة المغرب.
- خمس ركعات: وهو أن يصلي الخمس ركعات كاملة ولا يجلس للتشهد إلا بالركعة الأخيرة.
- سبع ركعات: وهو أن يصلي السبع ركعات كاملة ولا يجلس للتشهد إلا بالأخيرة.
- تسع ركعات: وهو أن يصلي بتشهدين، فيأتي التشهد الأول في الركعة الثامنة، والتشهد الثاني في الركعة التاسعة ثم يُسلم.