عمل المرأة خارج المنزل
عمل المرأة
يُثار الجدل كثيراً حول مسألة خروج المرأة من بيتها للعمل، وتنقسمُ النّاس حيالَ هذه المسألة فِرقاً شتّى، فريقٌ يرى بعدم جواز خروج المرأة من بيتها على الإطلاق، سواء كان ذلك لعملٍ أم لا، وفريق يرى جواز خروجها للعمل على الإطلاق دونَ ضوابط، وفريق يقفُ وسطاً بين الفريقيْن، حيث يقبل خروج المرأة للعمل ولكن شريطة أن يكون ذلك ضمن ضوابط معيّنة تحفظ للمرأة كرامتَها وقيمتها ومكانتها التي أراد الله لها. سنتحدّثُ في هذا المقال حولَ أدلّة الفريقين التي يستندون إليها في تبنّي آرائهم وأفكارهم، وموقف الشّريعة الإسلاميّة من خروج المرأة للعمل.
رأي المانعين لعمل المرأة
يرى الفريق الذي يتبنّى فكرة عدم خروج المرأة من بيتها على إطلاقه أنّ المرأة كائنٌ ضعيف، جعل الله فيه من المفاتن والمغريات ما يستوجبُ لزومُها البيتَ وعدم خروجها للعمل الذي هو مدعاة إلى الاختلاط بالرّجال الأجانب، وما يسبّبه هذا الاختلاط من الفتن والمفاسد، وانطلاقاً من قاعدة سدّ الذّرائع يرى هذا الفريق عدم خروج المرأة للعمل، ويستدلّ على ذلك بقوله تعالى: (وقرْنَ في بيوتكنّ) [الأحزاب، الآية: 33]، والقرار في الآية الكريمة هو الثّبات.
رأي المجيزين لعمل المرأة
أمّا الفريقُ الذي يرى خروجَ المرأة للعمل دونَ ضوابط فهو يعتقد بأنّ المرأة والرّجل متساويان في الحقوق والواجبات، كما تقع على كليْهما مسؤوليّة القيام بالواجبات التي يطلبها المجتمع منهم دون تفرقةٍ أو تمييز، ولا يراعي هذا الفريق -وهو يتبنّى فكرة خروج المرأة للعمل في جميع المجالات التي يعمل فيها الرّجال- حقيقةَ اختلاف الرّجل عن المرأة في الجانب الخلقي والنّفسيّ، فالمرأة أضعفُ في بنيتِها الجسديّة من الرّجل، وهي كذلك تختلفُ في الجانب النّفسي عن الرّجل من حيث أنّ جانب العاطفة فيها يغلب جانب العقل، كما أنّ من شأن خروج المرأة للعمل في كافّة المجالات أن يعرّضها لمشاكل قد تمتهنُ من كرامتها ومكانتها، وتقلّل من شأنِها في المجتمع.
موقف الشّريعة الإسلاميّة من عمل المرأة
بين الفريقين الأوّلين هناك فريقٌ يتبنّى رأياً وسطاً، حيث يرى جواز خروج المرأة للعمل مع وضع ضوابط على خروجها، فهذا الفريق يحترم المرأة ويعلي من شأنها، ويتبنّى موقف الشّريعة الإسلاميّة في هذا الصّدد، حين كرّمت المرأة وأعلت من شأنها وردّت إليها حقوقها التي سلبت منها، ويرى هذا الفريق بأنّ المرأة شقيقة الرّجل وشريكته في الحياة، وأنّ لها دورَها الرّئيسي وهو تربية الأبناء والاضطلاع بمهامّ ومسؤوليّات أسرتها الصّغيرة، ولا يعني ذلك حرمانها من تأدية رسالتها في المجتمع من خلال أعمالٍ تليق بها، وتحفظُ لها هيبتها.